ناشط حقوقي في ائتلاف المجتمع المدني "إن صدري يفيض بالآلام .. فهل من مرهم مجرب، وان قلبي يضيق بالوحدة، فهل من صديق مقرب، إنها أيام هوجاء، وأمور سوداء وعالم في اضطراب، فاحترقت في صبري، وأنا أتطلع إلى شمعه من نور الشمس الجميل".. حافظ الشيرازي
حقيقة مرة: يحكى أن ثمة عصابة من الطغاة احكموا قبضتهم على شعب فبطشوا به وعاثوا بالعباد ونهبوا ثروة البلاد نشروا الرعب في قلوب الناس إلى درجه أنهم أفقدوهم القدرةعلى الكلام .. شكلوا محاكم استثنائية واستدعوا إليها قادة الرأي في محاكم أقل ما يقال عنها مسرحيات هزليه لمحاكمة الضمير وما في النفوس وليس لفعل أو جرم ارتكب. وتقول الحكاية والعهدة على الراوي: شعر كبير الطغاة بالملل من سلبية الناس وخنوعهم له وخضوعهم لكل قوانين الظلم والقهر التي سنها وغير دستور البلاد عشرات المرات بما يتلاءم معه ودون الرجوع إلى الشعب فلم يعترضه أحد ما حدى به ليعلن وعلى الملأ انه يزعم مغادرة كرسي السلطة .. وفكر في افتراضيه جديدة يجس النبض منها ..والتأكد من صحتها وهي هل ثمة شخص من بين الناس من لديه بقايا كرامه وبإمكانه أن يعترض بشجاعة . فأمر رئيس جهاز أمنه وقادته العسكرية من مختلف الوحدات أن يبثوا حراسا وجنود أشاوس في جميع المدن ومداخل الطرقات وشوارع المدينة وأزقه الحارات وداخل الأسواق المكتظة بالمتسوقين وأوكل لهؤلاء العسكر مهمة مضايقة الناس وإثارة غضبهم والتعمد في أهانتهم إلى حد إعطاء البعض صلاحيات نهب الممتلكات الخاصة والشتم والضرب وتوقيف المارة وإنزالهم من مركباتهم وتفتيشهم بأسلوب همجي ومستفز وإذا كان بصحبة الرجل إمراة يعتدي عليه ويهتك عرضها فماذا حدث للفرضية والخطة المرسومة لكبير الطغاة .. تقول الحكاية التي اقتبس منها هذه السطور لم تمض ساعات من التوجيهات إلا والأشاوس ينفذون مهمتهم على ما يرام فمرت أيام وأسابيع وشهور وسنين وإذا بالناس وكأنهم متعايشون بشكل جيد ومع جميع أصناف القهر .. وما زال كبير الطغاة ينتظر أن يجد إجابة لفرضيته، هل سيجد فرداً واحدا يعترض على الظلم السافر ؟ .. تتحفنا الحكاية بخلاصه القول إن رئيس جهاز أمنه يفاجئه بعريضة وعليها توقيعات من الناس يقولون فيها ( افعلوا بنا ما شئتم لكن رجاءً ضاعفوا من انتشار العسكر كي لاتجعلونا ننتظر أكثر للحصول على جرعه الذل !) انبهر كبير الطغاة لأنه تمكن من القضاء على كل المشاعر الإنسانية وحول شعبه إلى خرفان مرعوبة تجري وراء لقمة عيشها مهما كلفتهم من مرارة وامتهان.
كلمة وعشر سوى: كأفراد ومنظمات حقوقية ومجتمع مدني لو ذهبنا شرقاً وغرباً لما وجدنا مبادرة أفضل مما قدمها الأستاذ الكبير السيد عبد الرحمن الجفري لحل الأزمة اليمنية والذي قدمها في المؤتمر الصحفي المنعقد في صنعاء 8 يونيو 2009م. فقد ذكر أسباب الأزمة بغياب المواطنة السوية المرتكزة على: 1- العدالة في توزيع الثروة والسلطة 2- الديمقراطية المحققة للتوازن والشراكة الحقيقية في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن. 3- التنمية الشاملة المستدامة. ولقد وضعت المبادرة البلسم على الجراح بأسلوب بسيط وسلس وموضوعي وحكيم ومرن، وكل ما تحتاج إليه هذه المبادرة رجال عقلاء ومنصفين وغير متحاملين .. رجال مدركون للمخاطر والأبعاد التي تحيط بالبلاد والعباد .. ولا ندرى عن ماذا سيتمخض الخوار المشترك الذي لا تمت أجندته لهموم الناس ومشاكل الشارع في شيء، هم يغردون في واد والشعب في واد آخر.
قصة عامر مع الوزير: عامر الزعوري مدير مكتب النقل في حرض استكثر عليه وزيره هذه الوظيفة وصادر حقوقه المالية والوظيفية دون وجه حق سوى انه رجل شريف ويحترم نفسه وعمله .. تقدم مركز أسوان لرفع دعوى ضد الوزارة وحصلنا على حكم قضائي وتوجيهات صريحة من مكتب النائب العام وأوامر رئيس الوزراء وكتب عنه الكثير وخرجت مسيرات جنوبية حاشدة رافعة صوره ومطالبة بإيقاف الظلم للمنتميين للمحافظات الجنوبية ولكن دون جدوى، نتلقى الوعود والمماطلات ولم تخرج إلى حيز التنفيذ فمن يفطم الوزير من حقده وكراهيته للشرفاء من الجنوبيين .. ويبدو أننا بحاجة إلى من يفك شفرات بعض الوزراء والمسؤولين الذين لايفقهون مايفعلون وان فعلوا لا يحسنون وان وعدوا لا يلتزمون وهذا هو حالنا مع من باتوا أطفالاً وأصبحوا وزراءاً .. ولله في خلقه شؤون.