في الأسبوع قبل الماضي تناولنا موضوع أراضي الصحفيين التي وجه الأخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية- بصرفها لهم في عدد من محافظات الجمهورية ومنها محافظة عدن التي أكتب لكم منها دائماً، ليقوموا ببناء مساكن لهم عليها. وقلنا إنه في الوقت الذي أبدى فيه كثير من الصحفيين ارتياحهم وترحيبهم بهذا الدعم الجديد من قبل الأخ رئيس الجمهورية للصحفيين ونقابتهم وحثهم قيادة النقابة في المركز بصنعاء والفروع في المحافظات على اغتنام مثل هذه الفرصة التي قد لا يجود بها الزمن مرتين، فقد أظهر البعض الآخر من الصحفيين تشككهم وعدم اعتقادهم في إمكانية تحقيق ذلك التوجيه. السبب وراء هذه الشكوك يعود لأمرين اثنين: أولهما تصريح الأخ أحمد الكحلاني حين كان محافظاً لمحافظة عدن بقوله: "أإنه لم تَعد توجد أراضٍ في المحافظة لصرفها ولا يوجد إلاَّ البحر، وإذا صح ذلك فكيف يمكن تنفيذ توجيه الأخ الرئيس؟!". أما الأمر الثاني فأيضاً تصريح أو حديث لمسؤول الأراضي في المحافظة قال فيه: إنَّ كل شخص في المحافظة قد حصل على قطعة أرض خاصة به، وإذا صح ذلك فكيف يمكن صرف الأراضي مرتين لنفس الأشخاص؟! ولإطلاع الزملاء الصحفيين كافة وقيادة نقابتنا في المركز والفروع وخاصة فرع عدن على حقيقة هذين الأمرين، فقد اتصلت بالأخ أحمد الكحلاني وشرحت له الموضوع بالتفصيل وسألته حول تصريحه ورجوته إطلاعنا على إمكانية تنفيذ توجيه الأخ رئيس الجمهورية بحصول الصحفيين على أراضٍ لهم في المحافظة أو تعذر ذلك في واقع الأمر، وقد أجابني مشكوراً بقوله: "إنَّ تصريحي حول الأراضي في عدن صحيح والسبب أني بعد وصولي إلى عدن بفترة وجيزة استلمت قائمة كبيرة لأشخاص يطلبون الحصول على أراضٍ في المحافظة مع أن معظمهم من خارج المحافظة ولم يكن من الطبيعي أن نستجيب لهم وكثير من أبناء المحافظة لم يحصلوا على أراضٍ فيها، وأردت بذلك قطع الطريق على تلك المحاولات ومنعاً للأخذ والرد، أما بالنسبة لأبناء محافظة عدن ومنهم الصحفيون، فهناك أراضٍ يمكن صرفها لهم وعلى نقابتكم أن تتابع تنفيذ توجيه الأخ رئيس الجمهورية. أما حديث مسؤول الأراضي في عدن فلم أجد ضرورة للاتصال به والتأكد من صحة تصريحه ليقيني بأن ما قاله ليس صحيحاً، فهناك المئات بل الآلاف -وأنا أحدهم- لم يحصل الواحد منهم ولو على شبر من الأرض في محافظته. لهذا فإني على ثقة من أن الزملاء في قيادة النقابة بصنعاء وفرعها في عدن والفروع الأخرى لن يتركوا فرصة كهذه يدوسها قطار الوقت بعجلاته ويخمد أنفاسها وسيبذلون جهدهم لجعلها حقيقة ومكسب جديد للصحفيين.