ذاع صيت محتال آسيوي عن قدراته الخارقة في علاج ومداواة أكثر من 60 مرضا يأتي في مقدمتها السرطان، الفشل الكلوي، أمراض القلب والسكر، وضيق الشرايين وأوجاع الرأس والباطنة، واتخذ المحتال فاروق من منزل شعبي فقير في منطقة البلد عيادة لاستقبال المرضى ومرافقيهم والكشف عليهم وتحرير الوصفات الطبية لهم، وانتشر خبر قدراته ومعجزاته في نطاق واسع وسط المقيمين الآسيويين الذين توافدوا على عيادته بحثا عن العلاج والدواء. لم تستمر طويلا أباطيل وأكاذيب المحتال فاروق عندما اكتشفت سلطات الأمن والصحة طبيعة نشاطه وعكوفه على تسويق خلطات شعبية مجهولة المصدر على عشرات من طالبي العلاج وتعريض سلامتهم للخطر وحصوله على مبالغ كبيرة من ضحاياه. وأضافت إفادات جديدة وصلت إلى الجهات المعنية أن المتهم وسع دائرة نشاطاته إلى مكةالمكرمة، حيث يستقبل بعض مرضاه هناك وتقديم العلاج لهم ريثما يعود إلى عيادته في جدة اليوم التالي فاستوثقت سلطات الصحة والأجهزة الأمنية من المعلومات المتوافرة وأعدت خطة سريعة استهدفت إسقاط الطبيب المزعوم في حالة تلبس وإنقاذ عشرات المرضى من أوهامه. بذل رجال البحث والتحريات في شرطة جدة جهودا متلاحقة في جمع حزمة جديدة من المعلومات عن نشاط فاروق وتحركاته في مكةالمكرمةوجدة، واستطاع مخبرون سريون تحديد موقع عيادته في قلب منطقة البلد وأعدت مديرية الشؤون الصحية وشرطة جدة خطة عاجلة لدهم المكان وكف يد الطبيب الوهمي ووضع حد لممارساته الخطيرة، فترأس مساعد مدير الصحة الدكتور محمود عبدالجواد فريق عمل من إدارته، فيما قاد الفريق الأمني رئيس وحدة المتنوعات في جنائية جدة. بعث الفريق المشترك مريضة فرضية إلى عيادة المحتال الذي تراجع عن استقبالها بعد شعوره بالخطر، حيث تعذر بإنشغاله مع مريض يحتاج إلى العلاج السريع في مكةالمكرمة، وتوالت مواعيد فاروق لكنه سقط أخيرا في عمق الخطة الأمنية الصحية المشتركة بعدما أوهمته المريضة عن عدم رغبتها في العلاج في مشفاه بسبب عدم دقة مواعيده، وألمحت لطبيبها المزعوم عن قدراتها في دفع مبلغ كبير لطبيب آخر يمارس نشاطاته في شمال جدة فلم يجد المحتال الطامع غير التراجع عن اعتذارته فسارع الخطى إلى عيادته في حي البلد لاستقبال المريضة ومرافقها الأمني. في الوقت المحدد دخلت المريضة إلى عيادة فاروق حيث قدمت وصفا دقيقا لمعاناتها مع المرض. وفي اللحظة التي تأهب فيها للكشف انقض عليه رجال الأمن وفريق الصحة وشلوا حركته وضبطوه بالجرم المشهود، وعثرو في مشفاه المزعوم على عبوات من الخلطات الشعبية المجهولة والمساحيق الغريبة، كما رصدوا صالة استقبال مجهزة بالمقاعد المهترئة وعددا كبيرا من ملفات وبطاقات المرضى ومواعيد المقابلات. تابع عملية الضبط مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي بادؤود ومدير الشرطة اللواء علي الغامدي. وأبلغ الدكتور محمود عبدالجواد أن إدارته رصدت نشاط المحتال ومزاعمه قبل فترة، مشيرا إلى أن العقاقير والخلطات التي ظل يوهم بها ضحاياه ذات تأثيرات سالبة على صحة المرضى، موضحا أن الطبيب المغشوش يواجه عدة اتهامات منها استخدام مواد مجهولة في العلاج وإدارة مركز طبي دون تصريح والاحتيال على الأبرياء وطالبي العلاج.