قالت الولاياتالمتحدة إنها تدرس تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري، لكنها لا تفكر في تسليح المعارضة "الآن"، في وقت نقل فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الرئيس السوري بشار الأسد "التزامه" بوقف العنف، وسط تحركات عربية وغربية لطرد السفراء السوريين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس إن واشنطن تدرس إمكانية توفير مساعدة إنسانية للسوريين، وتتواصل لأجل ذلك مع "الأصدقاء"، لكنه أوضح أنه لا توجد بعدُ آليات لتجسيد هذا الأمر. حديث السلاح وأضاف كارني أن واشنطن لا تفكر "الآن" في تسليح المعارضة، وهي ترى أن العقوبات والضغوط الدبلوماسية فعّالة في إضعاف نظام الأسد. من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن تدفق السلاح على سوريا "ليس الجواب الصحيح" للأزمة. وكانت تعلّق على ما أثير عن إقامة ممرات إنسانية أو مناطق آمنة للمدنيين، وهي مقترحاتٌ اعتبرتها غير واقعية لأن تجسيدها مستحيل دون تدخل عسكري أجنبي، وذكّرت بأن تدفق السلاح قد يحول النزاع إلى حرب أهلية حقيقية. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال الاثنين إنه يفضل حلا تفاوضيا، وإنّ نجاح التدخل في ليبيا لا يعني أن بالإمكان تكراره في أماكن أخرى. ورغم ذلك أكد البيت الأبيض بعد تصريحات أوباما ألاّ خيار مستثنًى في التعاطي مع نظام الأسد. وقد اعتبر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي كان من أشد الداعين إلى تدخل عسكري في ليبيا، أن الوقت حان لبحث تسليح المعارضة. وقال ماكين إن الدبلوماسية قد استُنفدت، وإن أقرّ بأن التحدي سيكون في كيفية إيصال السلاح إلى "من يستحقه" وضمان استعماله بنجاعة. التحرك الروسي ويأتي الحديث عن المساعدات الإنسانية في وقت نقل فيه لافروف عن الأسد "التزامه" بوقف العنف، ورغبته في توسيع بعثة المراقبين العرب وحوار المعارضة. وطالب لافروف في زيارة لدمشق أعقبت فيتو روسيا صينيا أجهض مشروع قرار عربيا غربيا، الأسد بتنفيذ الإصلاحات الموعودة، وهي إصلاحاتٌ ستشمل -كما قال- تحديد موعد قريب للاستفتاء على الدستور الجديد. وتزامنت زيارته مع زيارة لأحدِ مساعدي وزير الخارجية الإيراني. ويتوقع أن يبحث الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري مدفيدف هاتفيا نتائج الزيارة. ضغوط غربية وانتقدت فرنسا الفيتو المزدوج، وقال وزير خارجيتها آلان جوبيه في نقاش بمجلس الشيوخ الفرنسي أمس إنه ليس شيكا على بياض للقتل. كما قال "ليس صحيحا أن هناك نظاما يقمع من جانب وإرهابيين على الجانب الآخر"، في إشارة إلى موقف روسيا التي تحمل المعارضة جزءا من مسؤولية العنف. وفي محاولة لزيادة الضغط على الأسد، استدعت فرنسا وبريطانيا سفيريْهما في دمشق للتشاور، في خطوة تزامنت مع سحب مجلس التعاون الخليجي سفراءه، وتعليق مجلس الشعب المصري علاقاته بالبرلمان السوري، وغلْق واشنطن ممثليتها الدبلوماسية في العاصمة السورية. كما قالت باريس إنها ستحاول إقناع لبنان بالانضمام إلى الجهود الرامية لعزل نظام الأسد خلال زيارة يقوم بها هذا الأسبوع إلى باريس رئيسُ الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي انتقدت بلاده خطة عربية تقضي بنقل السلطة في سوريا. وقال متحدثٌ باسم الخارجية الفرنسية "سنذكّر (ميقاتي) بإدانتنا لتوغلات الجيش السوري في الأراضي اللبنانية وبالأهمية التي نوليها لحماية اللاجئين" في لبنان. مبادرة تركية من جهته تحدث رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان أمس عن مبادرة لحل الأزمة السورية تستعد بلاده لإطلاقها، دون أن يفصّل محتواها، عدا قوله إنها بتنسيق مع الدول التي تعارض نظام الأسد. ولم يورد أردوغان -الذي كان يتحدث في اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه الحاكم بأنقرة- ما إذا كان للمبادرة علاقة بمقترحات غربية لإنشاء مجموعة شبيهة بمجموعة الاتصال التي نسّقت المساعدات التي قُدمت لثوار ليبيا. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد دعت قبل أيام "أصدقاء سوريا الديمقراطية" إلى التوحد. اخبارية نت / الجزيرة نت