أصابع الاتهام موجهة للقاعدة قتل ما لا يقل عن 110 شخصا في نحو ثلاثين هجوما ضربت العاصمة العراقية ومناطق إلى الشمال والجنوب منها، قضى ثلثهم تقريبا في تفجيرات متزامنة ضربت مدينة التاجي، في عمليات منسقة لم تتبنها أي جهة، لكن أصابع الاتهام وجهت فيها إلى تنظيم القاعدة. وشملت الهجمات -التي لم تفصل بينها إلا بضع ساعات- 13 مدينة، وطالت أهدافا أمنية ومدنية، في يوم هو الأعنف في العراق منذ أكثر من 26 شهرا. ففي التاجي -التابعة لمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد- وحدها قتل 41 شخصا عندما انفجرت عبوات ناسفة بشكل متزامن أمام مجمع سكني، تبعها هجوم آخر نفذه شخص يرتدي حزاما ناسفا فجره عند وصول رجال الأمن والإسعاف إلى موقع الهجوم الأول. كما قتل 15 جنديا عندما استهدف مسلحون قاعدة عسكرية في مدينة بلد -التابعة للمحافظة نفسها- بهجوم مهدوا له بقصفٍ بقذائف الهاون، حسب ما ذكره ضابط عراقي لوكالة الأنباء الفرنسية. وفي كركوك, قالت الشرطة إن 11 شخصا على الأقل قتلوا -بينهم شرطيان وأربعة من الأمن الكردي- في انفجار سيارات مفخخة بصورة متزامنة، بينما قضى تسعة في تفجيرات متفرقة ضربت الموصل وبلدة البعاج المجاورة. كما سقط عشرات القتلى والجرحى في هجمات أخرى بحييْ الحسينية واليرموك في بغداد، وفي مدينتيْ المحمودية والنجف إلى الجنوب منها، وفي إطلاق نار استهدف حواجز أمنية وتفجيرات استخدمت فيها عبوات في محافظة ديالى شمالا. رد القاعدة ولم تتبن أي مجموعة هذه الهجمات، لكن أصابع الاتهام وجهت إلى تنظيم القاعدة في العراق. وكان تنظيم "دولة العراق الإسلامية" قد تعهد بتكثيف عملياته، مؤكدا أنه عاد إلى معاقله التي غادرها سابقا، وداعيا المقاتلين العرب للعودة إلى العراق، حيث يحظى التنظيم بدعم غالبية السنة حسب قائد التنظيم أبو بكر البغدادي. وقال صحفي كردي عراقي للجزيرة في اتصال من كركوك إن الهجمات تبدو ردا على حملات أمنية استهدفت القاعدة, وأسفرت عن اعتقال بعض قادة التنظيم. وقد قتل أمس 20 شخصا في تفجيرات منسقة استهدفت في غالبها مواقع شيعية. إدانة أميركية وأدان المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جاي غارني هذه الهجمات, قائلا إن "استمرار العنف في العراق هو الواقع بالتأكيد, لكن الواقع أيضا هو أن قوات الأمن العراقية تدربت ولديها القدرة على حفظ الأمن". وأضاف أنه رغم هذه الهجمات الدموية، لا يمكن بأي حال مقارنة العنف في الوقت الراهن بالمستوى الذي كان عليه في السابق، على حد قوله. وكان يونيو/حزيران الماضي أعنف شهر في العراق منذ الانسحاب الأميركي في ديسمبر/كانون الأول 2011، إذ قتل فيه ما لا يقل عن 237 شخصا. وقال عضو مجلس النواب العراقي الشيعي حكيم الزاملي إن تنظيم القاعدة يحاول توجيه رسالة تقول إنه لا يزال قويا، ويمكنه أن يضرب في التوقيت والمكان اللذين يختارهما. اخبارية نت – الجزيرة نت