احتشد الآلاف بالعاصمة اليمنية صنعاء وعدة مدن أخرى في جمعة "معا لتوحيد الجيش وضبط الأمن" لدعم القرارات التي أصدرها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في 6 أغسطس/آب الجاري والمتعلقة بإعادة هيكلة القوات المسلحة، وهي القرارات التي أيدتها دول الخليج العربي. ففي صنعاء، ردد المحتشدون شعارات تدعو الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى اتخاذ مزيد من القرارات للتعجيل بإنجاز أهداف الثورة، ورفعوا لافتات تطالبه بالتحرك الفوري لتوحيد الجيش وهيكلته. وتزامنت هذه المظاهرات التي عمت عدة مدن يمنية مع تفاقم المشكلات الأمنية في البلاد، ومنها تمرد مئات من عناصر اللواء الثاني مشاة حرس جمهوري المرابط في مدينة لودر بعد قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بضم اللواء إلى قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية. وقال مصدر عسكري في أبين إن "المنتسبين من اللواء جنودا وضباط صف، بدؤوا بالانسحاب من معسكرهم والنقاط المستحدثة في لودر والوضيع ومودية لمواجهة القاعدة بعد يوم واحد من صدور القرارات الخاصة بإعادة هيكلة الجيش". وأكد المصدر نفسه أن "معظم الجنود الذي تمردوا على تلك القرارات هم من أبناء القبائل المجاورة لصنعاء، خصوصا الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فيما بقي آخرون في المعسكر". وذكر سكان محليون في لودر أنهم شاهدوا في الأيام الماضية مئات من الجنود وهم يغادرون نقاط التفتيش والمعسكر بأسلحتهم الشخصية. وأكد السكان أن أعضاء اللجان الشعبية منعوا الجنود من الانسحاب بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسمحوا لهم بالمغادرة بالأسلحة الخفيفة أي بنادق كلاشينكوف. وأضافوا أن العشرات من أعضاء اللجان الشعبية استنفروا وأطلقوا نداءات عبر مكبرات الصوت للخروج لحماية المدينة من أي هجوم محتمل من قبل القاعدة بعد تمرد الجنود وترك نقاط التفتيش. وكان الرئيس اليمني أصدر الاثنين قرارات اقتطع بموجبها ألوية كاملة من الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأخرى تابعة للقائد العسكري اللواء علي محسن الأحمر. ويفترض أن يعمل هادي في الفترة الانتقالية على توحيد الجيش وإنهاء المظاهر المسلحة وقيادة حوار وطني لحل القضايا الوطنية الكبرى، مثل قضية الجنوب حيث يطالب الحراك الشعبي بالانفصال، وقضية المتمردين الحوثيين الشيعة في الشمال. الخليجي يدعم في هذه الأثناء، أيدت دول مجلس التعاون الخليجي القرارات التي أصدرها الرئيس اليمني، وأكدت دعمها للجهود التي يبذلها من أجل المضي قدما في مسيرة الإصلاح والتغيير وإعادة البناء وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبما يلبي تطلعات وآَمال الشعب اليمني. ونوه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني في بيان له أمس "بالقرارات التي أصدرها الرئيس اليمني لإعادة هيكلة القوات المسلحة التي تأتي في إطار ما نصت عليه المبادرة الخليجية". ووصف هذه الخطوة بالمهمة لبناء الثقة "وبسط سيادة الدولة والقانون وترسيخ دور القوات المسلحة في الحفاظ على أمن اليمن واستقراره وحماية سيادته واستقلاله والحفاظ على منجزاته ومكتسباته الوطنية". ميدانيا، توفي مسؤول أمني يمني اليوم الجمعة متأثرا بجراحه التي أصيب بها في انفجار بمحافظة حضرموتجنوبي اليمن. وصرح مصدر محلي لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن مدير كلية القيادة والأركان بوزارة الدفاع اليمنية العميد عمر سالم بارشيد أصيب بجراح في هجوم بعبوة ناسفة استهدف سيارته في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت أمس، مشيرا إلى أن بارشيد فارق الحياة بعد وصوله للمستشفى متأثرا بإصابات خطيرة بمختلف أنحاء جسمه. صاروخ "لو" وفي إطار مواجهتها لتنظيم القاعدة، أعلنت السلطات اليمنية أمس القبض على أربعة من عناصر التنظيم بمحافظة أبينجنوب اليمن، كان بحوزتهم صاروخ من طراز "لو" جاهز للتفجير. ونقلت وزارة الدفاع اليمنية عن مصدر أمني قوله إن أفرادا من اللواء 25 ميكا بمحافظة أبين تمكنوا من القبض على أربعة من عناصر القاعدة، وعثروا معهم على صاروخ طراز "لو" جاهز للتفجير، وعبوة تفجير. وأشار المصدر إلى أن المعتقلين كانوا يستقلون حافلة، وكانوا في طريقهم لتنفيذ أعمال إرهابية في محافظة عدن القريبة من أبين، وذكر المصدر أسماء المقبوض عليهم من عناصر القاعدة، وتوعد بمزيد من الحملات ضد تلك العناصر. وتنفذ السلطات الأمنية اليمنية حملات ملاحقة لعناصر مفترضين من تنظيم القاعدة إثر إعلان وزارة الدفاع اليمنية السبت الماضي أن 45 شخصا لقوا حتفهم وجرح العشرات جراء التفجير الانتحاري الذي استهدف مجلس عزاء. اخبارية نت – الجزيرة نت