قصفت القوات النظامية السورية حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) وذلك بعد إعلان الجيش السوري الحر سيطرته عليه، كما قصفت عددا من أحياء المدينة ومناطق قريبة منها، في حين قال نشطاء من المعارضة السورية إنهم عثروا على جثث ما لا يقل عن عشرين شابا قتلوا برصاص قوات الأمن في مجرى مائي صغير يمر عبر مدينة حلب شمالي البلاد. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب أعمال العنف عن ناشط معارض في بابا عمرو قوله إن طائرات حربية سورية قصفت مشارف الحي الذي تسيطر وحدات من مقاتلي المعارضة على أجزاء منه الآن. وذكرت مصادر من المعارضة أن مقاتلين اخترقوا صفوف الجيش في شمال وغرب حمص أمس الأحد لتخفيف حصار مستمر منذ شهور لمعاقلهم في وسط ثالث أكبر المدن السورية. وتقع حمص على بعد 140 كيلومترا شمال دمشق في وسط سوريا على طريق حيوي يربط بين قواعد الجيش على الساحل والقوات الحكومية في العاصمة دمشق. ونقلت رويترز عن مصادر في المعارضة أن المقاتلين المتمركزين في محافظتي حماة وإدلب تقدموا تجاه حمص مطلع الأسبوع الجاري قادمين من الشمال، بينما هاجمت كتائب من ريف حمص مواقع حكومية في حي بابا عمرو واجتاحت قوات الجيش هذا الحي بعد حصار طويل قبل عام وقام الأسد بزيارته في وقت لاحق. وفي المقابل، يهاجم النظام الأحياء المحاصرة بالمدينة على ثماني جبهات، بينما يفتح الثوار جبتهين لتشتيت قوات النظام، وبحسب نشطاء فإن نجاح الثوار في سعيهم لفك الحصار عن تلك الأحياء سيمكنهم من فك الحصار عن المدينة كلها، مما سيؤدي إلى هروب أنصار النظام المتمركزين في بعض الأحياء المحصنة. وصد مقاتلو الجيش الحر عدة محاولات من قوات النظام للسيطرة على حي الخالدية باستخدام قوات المشاة طوال عشرة الأيام الماضية مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين. قتال بدرعا وفي تطورات أخرى أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على مخفر تل شهاب الحدودي مع الأردن بعد اشتباكات عنيفة جرت بينه وبين قوات النظام، استحوذ الثوار خلالها على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، كما تجددت الاشتباكات في محيط اللواء 38 في بلدة صيدا وفي محيط بلدة بصرى الحرير بريف درعا (مهد الثورة). وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة سيطرة مقاتلي الجيش السوري الحر على دبابات ومدرعات وتدميرهم آليات أخرى في منطقة بصرى الحرير بريف درعا. وكان مقاتلو الجيش الحر قد نفذوا عملية مباغتة على ما تبقى من مواقع عسكرية على خط السويداء درعا الإستراتيجي ودمروا ثلاث نقاط عسكرية بالكامل. ويقول ناشطون إن هذه العملية شكلت ضربة لقوات النظام التي تحاول اقتحام درعا البلد منذ أكثر من شهر. من جهة أخرى واصل الجيش الحر قطع الطريق الدولي بين درعا ودمشق رغم التهديدات التي أطلقها الجيش النظامي لسكان خربة غزالة بتدمير البلدة في حال استمرار قطع الطريق. مجزرة بحلب في غضون ذلك قال نشطاء من المعارضة السورية إنهم عثروا على جثث ما لا يقل عن عشرين شابا قتلوا برصاص قوات الأمن في مجرى مائي صغير يمر عبر مدينة حلب. ويعد هذا هو أكبر عدد من الجثث يتم انتشاله في يوم واحد مما صار يعرف باسم "نهر الشهداء" بعد العثور على 65 جثة في أواخر يناير/كانون الثاني وقال نشطاء في المدينة القريبة من تركيا إن عدة جثث تظهر يوميا في النهر منذ ذلك الحين. وأفاد نشطاء من المعارضة في حلب بأن معظم الجثث التي عثر عليها حتى الآن كانت طافية على مياه نهر قويق المتجه إلى حي بستان القصر الخاضع لسيطرة المعارضة بعد إلقائها في منطقة وسط حلب تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد وتضم عددا من المقار الأمنية. وأظهر مقطع مصور التقط اليوم الأحد جثث 16 شابا يرتدون ملابس مدنية على ضفاف النهر. وكان بعض الشبان مكبلي الأيدي ويبدو أن كثيرين منهم تعرضوا لإطلاق النار في الرأس أو أصيبوا بجروح عميقة في الرقبة وظهر بعض الشبان مكممي الافواه في حين غطى الوحل والذباب إحدى الجثث. اخبارية نت – الجزيرة نت