أدانت مصر اليوم ما قاله المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي في خطبة الجمعة بشأن الاحتجاجات المتواصلة في مصر والمطالبة بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن "كلام خامنئي يستحق الإدانة لأنه تخطى كافة الخطوط الحمراء في تناول الشأن المصري". وكان خامنئي دعا الجيش المصري في خطبته إلى دعم المحتجين على بقاء الرئيس في الحكم و"تركيز أنظاره على العدو الصهيوني"، في إشارة إلى إسرائيل التي تخشى أن يقوض تغيير النظام في مصر معاهدة السلام معها. واعتبر خامنئي أن انتفاضة كل من مصر وتونس ستكون إيذانا بهزيمة منكرة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأضاف أبو الغيط أن تصريحات خامنئي تكشف عن مكنون ما يعتمل في صدر النظام الإيراني من أحقاد تجاه مصر ومواقفها السياسية، وأنه لم يفاجأ بما تضمنته من تطاول. وقال أبو الغيط "إن تمنيات المرشد بإقامة شرق أوسط إسلامي تقوده إيران إنما تكشف عما تسعى تلك الدولة لتحقيقه في المنطقة.. هذه تصريحات مهمة وكاشفة ونرجو أن يقرأها الجميع على الساحة الدولية باهتمام". وقال أبو الغيط إن ما قاله خامنئي يمثل إساءة إلى القيادة والقوات المسلحة المصرية، و"إن المرشد الإيراني تناسى في أحاديثه ما عاشته بلاده من أزمة كبرى في شرعية الحكم منذ أقل من عامين والممارسات الاستبدادية اليومية البشعة ضد معارضي النظام والتنكيل والتعذيب الهائل في السجون". وأضاف أنه يطالب المرشد الإيراني بأن "يلتفت لشؤون بلده وشعبه الذي يتطلع بتشوق إلى الحرية من النظام الجاثم على صدره على مدى أكثر من ثلاثين عاما بدلا من محاولة إلهاء الشعب الإيراني الواعي بالتخفي وراء ما تشهده مصر من حراك سياسي وشعبي كبير في اتجاه إصلاحات سياسية كبرى".