دعا معمر القذافي الذي يواجه مظاهرات غير مسبوقة في ليبيا دخلت يومها الثالث عشر وحصرت نفوذه في مدينتين كبيرتين فقط هما طرابلس وسرت، الأممالمتحدة إلى إرسال لجنة تقصي حقائق إلى بلاده، ونفى ارتكاب انتهاكات مثل قصف المدنيين، وأكد أن الشعب يحبه. وفي لقاء مع وسائل إعلام دولية بينها آي بي سي الأميركية وبي بي سي جرى الاثنين في أحد مطاعم ساحل طرابلس، قال القذافي إن طائراته لم تقصف المدنيين وإنما استهدفت فقط مواقع عسكرية ومخازن أسلحة، وهو يريد الآن لجنة أممية ل "إبراز الحقيقة" حسب ما نقلت عنه كريستيان آمانبور من شبكة آي بي سي التي كانت بين مجموعة صحفيين دوليين حاوروه. وتساءل القذافي -حسب ما نقلت عنه آمانبور عنه- كيف للأمم المتحدة أن تتبنى قرارا يجمد الأصول ويحظر سفر المسؤولين وتوريد السلاح، بناء على تقارير إعلامية فحسب. ونفى القذافي -الذي تحدث بالإنجليزية وأحيانا قليلة بالعربية- وجود مظاهرات ضده، واعتبر أن من يخرجون إلى الشوارع هم من مؤيديه، وقال "كل شعبي معي"، وجدّد اتهاماته لمعارضيه بأنهم من متناولي حبوب الهلوسة التي يزودهم بها تنظيم القاعدة، حسب قوله. أميركا خانتني وأضاف أنه تفاجأ لموقف الولاياتالمتحدة، واعتبر موقف هذا البلد خيانة له، ف"نحن حلفاء للغرب في حرب القاعدة، لكنهم تركونا عندما دخلنا الحرب ضد الإرهابيين"، وتحدث عن محاولات غربية ربما لاحتلال بلاده. كما قال إنه لا يستطيع أن يقدم استقالته، لأنه ليس رئيسا ولا ملكا، وطلب ممن يتهمونه بجمع أموال في الخارج تقديم أدلة على ذلك. وحسب جيريمي باون مراسل بي بي سي بدا القذافي خلال اللقاء مرتاحا وغير عابئ بالضغط الدولي المتصاعد، و"ضحك أحيانا عندما كان يسأل". وأقر مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي قرارا يفرض تحت البند السابع عقوبات على نظام القذافي، تشمل تجميد أصوله وحظر سفر بعض كبار مسؤوليه، وإحالة لملف الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت منظمات حقوقية دولية إن نحو 1000 مدني على الأقل قتلوا على يد أنصار القذافي منذ بدء الاضطرابات.