تجددت الاشتباكات صباح اليوم في مدينة راس لانوف الساحلية وسط ليبيا بين الثوار والكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي بعد تضارب بشأن السيطرة عليها وعلى مدينة بن جواد القريبة منها. ونقلت وكالة رويترز عن أحد الثوار قوله إن قوات تابعة للقذافي دخلت المرفأ النفطي في راس لانوف وإلى وسط المدينة، وإن الثوار تصدوا لهم ودخلوا معهم في اشتباكات من أجل حسم السيطرة على تلك المدينة النفطية. وفي وقت سابق تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على مرفأ راس لانوف النفطي. وكان المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة قد نفى سيطرة كتائب القذافي على راس لانوف وقال إن المدينة تتعرض لقصف مدفعي ثقيل من البحر والجو. وطالب غوقة مجلس الأمن بالتدخل لوقف ما سماها المذبحة, كما طالبه بقصف معسكرات كتائب القذافي والطرق التي تستخدمها. وقد أكد الثوار أن كل المنشآت النفطية في راس لانوف والسدرة لا تزال تحت سيطرتهم. في المقابل قالت الكتائب التابعة للقذافي إنها حققت تقدما في بعض مناطق وسط ليبيا ومنها راس لانوف، والبريقة. وذكر التلفزيون الليبي أنه تم إخراج الثوار من المنطقتين "ورفع الراية الخضراء عليهما". وعن المواجهات التي دارت أمس الخميس أفادت التقارير الواردة من رأس لانوف بأن الكتائب الأمنية شنت غارات جوية عنيفة على المنطقة، وأن الثوار تراجعوا تحت ضغط القذائف ونيران القناصة لكنهم صامدون. وقالت مراسلة شبكة الجزيرة بالمنطقة إن القصف استهدف أيضا مستودعات لتخزين النفط على بعد نحو عشرة كيلومترات غرب بلدة راس لانوف. كما أفاد شاهد عيان بأن القصف أيضا استهدف الباحة الخلفية لمستشفى رأس لانوف بالقرب من مخزن للأدوية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في مستشفى المدينة أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا جراء هذا القصف، كما أصيب 35 شخصا بجروح. وأفاد مصدر من الثوار بأن قوات القذافي أطلقت صواريخ من ناقلات نفط على مواقع للثوار بالميناء، مضيفاً أن "الطائرات تقصف أيضاً ويجري إطلاق صواريخ من البر" وأنه شاهد عددا من جثث القتلى في الشارع. بن جواد والزاوية أما في منطقة بن جواد القريبة فقد أفادت مصادر صحفية باعتزام الثوار استعادة السيطرة على تلك البلدة بعد معارك عنيفة مع الكتائب الأمنية، حيث قال مقاتلون إنهم تعرضوا خلالها للقصف من جهة البحر أيضا. وفي مدينة الزاوية غربا أفاد مراسل الجزيرة بأن هدوءا حذرا يسود المدينة، مشيرا إلى أن الثوار يسيطرون على أغلبية المدينة. وقال مراسل الجزيرة بيبه ولد امهادي إن قناصة تابعين لقوات القذافي يعتلون أسطح المباني العالية على مداخل المدينة ويستغلون بعض المواطنين الذين جمعوهم من الضواحي دروعا بشرية وأجبروهم على ترديد هتافات موالية للقذافي. وفي مصراتة الساحلية -الواقعة عند الحافة الغربية لخليج السدرة على نحو 208 كلم شرق العاصمة طرابلس- قال شاهد للجزيرة نت إن قوات القذافي ومرتزقته يحاولون اقتحام المدينة من ناحية القاعدة الجوية جنوبا. وأضاف أن سكان المدينة خرجوا في مظاهرة واعتصموا بالمدينة لصد هذه المحاولة. أسر مقاتلين في غضون ذلك أسر الثوار الليبيون عددا من المقاتلين في كتائب القذافي. وأفاد مراسل الجزيرة في بنغازي بأن الثوار تمكنوا من أسر 35 عنصرا من الكتائب الأمنية وتمكنت الجزيرة من الحصول على صور الأسرى الذين ظهر من بينهم بعض المرتزقة. ويعتمد القذافي على كتائب أمنية يقاتل في صفوفها مرتزقة من دول مختلفة. وذكرت تقارير أن كثيرا ممن يقاتلون في صفوف الكتائب يخشون على أنفسهم وعائلاتهم إذا اظهروا أي بادرة تشي بعدم رغبتهم في القتال. في هذه الأثناء أعلنت اللجنة الدولية للصليب أنها تستعد للأسوأ في ليبيا، مع تزايد أعداد القتلى والجرحى. وعبر رئيس اللجنة جيكوب كيلينبرغر عن قلقه تجاه صعوبة الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي. وأوضح كيلينبرغر أنه ليس بمقدوره تقديم أرقام نهائية للخسائر البشرية في ليبيا أو أن يتحدث عن الزاوية التي شهدت معارك ضارية، لكنه قال إن الأطباء الليبيين لاحظوا زيادة كبيرة بأعداد المصابين، وعثر على 22 جثة و44 مصابا على الأقل في مصراتة بعد غارات جوية في الأيام الماضية، كما تلقى نحو 55 مصابا العلاج بمستشفى أجدابيا شرقي ليبيا هذا الأسبوع.