تطويق منابع النفط , بحزام شيعي , بعد أن كان هلال .يتم حالياً بتحول سوريا إلى دولة ذات هوية شيعية صِرفة بعد أن كانت شبه علمانية , إحتمالية إنضمام السودان كحلقة في هذا الحزام . من المُستفيد , ومن الدافع , وما هي الأدوات , وما مدى تورطها . و أين موقع اليمن في هذا الحزام . عاتبني الكثير من الأصدقاء نتيجة تراجعي (الغير حقيقي ) عن دعم الثورة السورية في الشهرين الأخيرين , نتيجة مواقفي من عمل جبهة النُصرة و الجريمة التي تُشارك بها في سوريا . مع العِلم أني من أوائل البعثيين - ورفاقي شاهدون- أول من نادى بإزالة صورة الطاغية من مقر الحزب في صنعاء , لكن أن أكون مع الثورة السورية و شعبي في القطر السوري و وقوفي ضد الطاغية , لا يعني أن أنجر إلى أُتون التأليب على الدولة السورية تكتيكياً و على الشعب السوري العريق إستراتيجياً , بصورة مُتماشية مع المنهج الصهيو- أمريكي , الذي بدء يتضح لكم غايتهم و نواياهم الخبيثة داخل سوريا ( و المقصود هنا ليس تمزيق سوريا أو تدميرها , فهذا البلد يمتلك المؤهلات و الثروة البشرية القادرة على إنتشالة من تحت الأنقاض ) لكن المغزى الحقيقي لما يجري داخل سوريا هو فعلاً دفع مُفردات الهلال الشيعي للتكالب على سوريا حفاظاً على مصالحهم و بقائهم , وهذا خوفي الأكبر أن تتحول سوريا إلى وكر جديد للمذهبية الشيعية العُنصرية ( التي بالمناسبة لا تنطبق على الشيعة عموماً ) و إنما أستخدمة هُنا كتوصيف سياسي لا عقائدي . و هذا ما كُنا نُحذر منهُ دائماً , لكل من ساهم في تغذية مشاعر العنف الطائفي في سوريا خدمة لمشروع العم سام , عبر تحويل الثورة السورية إلى حرب أهلية ذات صبغة مذهبية من خلال التكفير و التوعد و الوعيد للرافضة و المجوس حسب زعم هؤلاء , و تسيير قوافل الجهاديين إلى سوريا عِوضاً عن أفغانستان و العراق و الشيشان , مع أن الشعب السوريا كل ما طلبةُ هو السلاح المحجوز في تُركيا مُنذ ما يقارب العامين و الخارج من مستودعات القذافي , فهو كفيل بإسقاط الطاغية و قادر على ذلك , وهذا ما كان حاصل قبل شهرين أو ثلاثة , حيث كان الثوار قاب قوسين من قصر الشعب في دمشق , لولا عملية التشويش المُتعمد الذي مارسته جبهة النصرة , مدفوعة بتوجيهات ممن يقف خلفها , والهدف كما تبين لاحقاً , هو إعادة ضخ الدماء في جسد الطاغية المُستنزف , و السماح للقوى الطائفية بالتبجح بحماية المقامات المُقدسة و حماية أشياعها من عصابات التكفير و القتل داخل سوريا , وتقزيم الثورة إلى حرب أهلية بإمتياز . كما أن الحالة السورية شبيهة بالحالة الليبية التي جرى فيها سيناريو القمع المُمنهج من قبل القذافي , وهُنا تبرز حقيقة أن الطُغيان لا يعرف مذهب أو مِلة , فما جرى في ليبيا جرى في سوريا تحت ستار الطُغيان و الإستبداد , فلماذا حولتموه في سوريا إلى مذهبية. خلاصة القول أن خسارة القُصير و دخول حزب الله بقوة على خط الصراع و تحييد الجيش السوري , يعطي مؤشر خطير إلى أن تحول سوريا إذا فشلت الثورة , إلى شيعية صِرفة , هو إحتمال كبير , و يُلبي المصلحة الصهيو-أمريكية , بتشديد حلقات الحزام الشيعي الجديد المُتشكل في جزئة شمالي جزيرة النفط , وتأكيد على حِرص الغرب على تأكيد الحاجة إلى إستمرار الحاجة لحلف البترو-دولار السيئ الصيت.