تجاهلت المعارضة اليمنية وشباب الثورة عودة الرئيس علي عبدالله صالح، وأكدوا أنها لا تعنيهم، وعلى الرغم من أن الناطق باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان اعترف بأن المعارضة فوجئت بعودة الرئيس “لأنها لم تكن متوقعة”، بحسب قوله، إلا أنه أكد أن “عودة علي صالح إلى صنعاء اليوم لا تعنينا”، وقال في تصريحات صحافية إن “الثورة الشبابية الشعبية السلمية ماضية حتى تحقيق كامل أهدافها التي خرجت من أجلها” . وأضاف قحطان أن المعارضة سبق وأن وقعت على المبادرة الخليجية ولم تعد معنية بأي أشياء أخرى وأن عودة الرئيس لن توقف استمرارية الثورة السلمية .
من جهته، أكد وليد العماري، الناشط في الثورة الشعبية السلمية أن عودة علي صالح لا تمثل لهم شيئاً وأن الثورة اندلعت أثناء وجود علي عبدالله صالح ولن تنتهي بعودته وستحقق كامل أهدافها . واعتبر المندوب السابق لليمن بالجامعة العربية السفير عبدالملك منصور أن عودة صالح أو عدم عودته شأن شخصي لا علاقة له بالثورة، مشدداً على أن “عودة صالح لن تخمد نار الثورة ولن تطفئ نورها ولا نيران الغضب الشعبي التي تتأجج كل يوم” .
وأوضح منصور في تصريحات صحافية أن الثورة اليمنية قامت حين كان صالح بكامل صحته واستمرت بعد أن جرت محاولة اغتياله .
وتوقع منصور أن تستمر الثورة وأن يحاول الرئيس صالح تفجير بعض الصراعات الجانبية التي ربما تصرف الناس عن الثورة، مثل الصراع بين بعض أتباعه والجيش الذي انضم إلى الثورة، أو الصراع بين أتباعه وآل الأحمر أو أي صراع آخر يمكن أن يخلقه .
في الطرف الآخر أكد رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلطان البركاني أن الرئيس صالح لن يسلم السلطة إلا عن طريق انتخابات وليس بتوافقات سياسية .
وأضاف البركاني في تصريحات صحافية بعد ساعات من عودة صالح إن “عودة الرئيس لا تلغي التفويض الذي منحه لنائبه عبدربه منصور هادي كون التفويض أقر من الهيئات القيادية للمؤتمر الشعبي العام وأصدر الرئيس قراراً به وهو محصور في قضية الحوار مع المعارضة حول الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وكيفية تطبيقها وإجراء الانتخابات” .
وأشار البركاني إلى “أن نائب الرئيس كان يمارس صلاحياته بموجب نصوص الدستور اليمني ولم يكن يحتاج لتفويض حتى يتم الحديث عن تعارض عودة الرئيس مع مضامينه” .
الاتحاد الأوروبي ينضم للمطالبين بتوقيع صالح على المبادرة الخليجية دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الرئيس علي عبدالله صالح إلى التوقيع على المبادرة الخليجية وتنفيذها لنقل السلطة في البلاد .
وقال المتحدث باسم الممثلة العليا مايكل مان في بيان له، إن أشتون دعت الرئيس اليمني إلى “الحفاظ على المسار نحو التوصل إلى اتفاق سياسي سريع وفقاً لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية”، وأضاف قائلاً: “يجب أن تأتي مصالح الأمة والشعب اليمني أولاً” .
ودعت كاثرين أشتون الرئيس صالح وجميع الأطراف في اليمن إلى ممارسة ضبط النفس والهدوء والامتناع عن ارتكاب أي أعمال عنف .
ورأت المسؤولة الأوروبية أن “التحوّل في اليمن يفيد على جميع الجهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإنسانية من أجل ضمان الأمن وتحسين شروط حياة ملايين اليمنيين” . .