باتت قرية الأشروح الواقعة على أطراف مديرية جبل حبشي غربي مدينة تعز، قرية يسكنها الموت، بعد أن هجّر الحوثيون سكان القرية بشكل قسري، وزرعوا مساحات كبيرة منها بالألغام، وبدأوا يقصفون المناطق السكنية بشكل عشوائي، وهو الأمر الذي جعل القرية تخلو من كل ما هو حي. الغام ونزوح أبلغ مصدر محلي في قرية الأشروح ظهر الخميس، 09/تشرين الثاني/2017 م، ان لغماً أرضياً انفجر بفتاتين في منطقة القوز التابعة للأشروح. وقال المصدر أن الطفلة (خولة محمد هزاع الشارحي، والشابة دعاء أحمد الجبلي) تعرضنَّ لانفجار لغم أرضي أمام منزلهن ما أدى الى بتر قدم الأولى وإصابة الثانية بجراح في جانبها الأيمن ومناطق أخرى في جسدها.
وبحسب احصائية مؤكدة حصلت عليها "شبكة صوت الحرية" من مسئول محلي في القرية، فضل عدم ذكر اسمه، فإن 320 أسرة تقطن القرية المشكلة في عدة مناطق هي (مدقة، الميهال، النجب، الدار، الكدكاد، القوز، المدافن، القوز الأسفل، معزولة، الجبانة، القشعة). مشيراً الى أن الكثير من هذه الأسر غادرت منازلها نتيجة القصف العشوائي وتلغيم المناطق السكنية.
شهادات السكان
وتمكنت الشبكة من الوصول الى بعض المواطنين في المناطق التي وصل اليها عبث الحوثيين. ويتحدث أحدهم أن الحوثيين اعتدوا بالضرب المبرح على سكان في منطقتي (القوز الأعلى، والمدافن). وتعرض مواطن في الأربعينات من العمر تقريباً لاعتداء سافر بالضرب من قبل مسلحين حوثيين بتهمة مساعدته من يسمونهم ب"المرتزقة" وهم المقاتلين المحليين المدعومين من القوات الحكومية.
وتحكي أحدى النساء اللاتي ما زلن في قرية (معزولة) لإنتظار بريق أمل أخير قبل ان تودع منزلها، تحكي خلال اتصال أجرته معها الشبكة، أن الوضع مخيف جداً ولم تعد تتوفر كميات كافية من المياه وسط تشتت يعيشه السكان الذين تعودوا على العيش في جوار واحد.
تقول السيدة (أ.ن.س) " غادرت كل النساء اللاتي كنّ في القرية، وبقينا نحن الى جانب ثلاث أسر فقط، حتى المواشي اضطر السكان لتركها وقد تموت عطشاً بعد أن أغلقت أبواب المنازل وباتت القرية مثل مدينة أشباح، نحن نعيش بخوف وقلق ونرى الموت كلما سمعنا اشتداد المعارك".
الانتهاكات بالأرقام
يعود المصدر المسئول في القرية بتفاصيل جديدة، وهو يتحدث الى "شبكة صوت الحرية" بحزن عميق لما يحدث في بلدته، ويعطي أرقاماً مأساوية للانتهاكات التي عاشتها القرية خلال أسبوع فقط من جراء الاعتداء الحوثي على سكانها.
يؤكد المصدر أن عدد الأسر التي نزحت وهُجّرت من منازلها، وصلت الى 117 أسرة، والتي شقت طريقها الى مدينة تعز ومديرية الشمايتين ومناطق أخرى لم تصل اليها الحرب بعد (الميهال، ومدقة، والدار، والكدكاد، والنجب) حيث احتضنت هذه المناطق معظم الأسر النازحة بحسب قوله.
واضطرت الحجة (أم وديع) التي تتكون اسرتها من نحو 14 فرد -أغلبهم أطفال-، الى إغلاق منزلها والمغادرة مساء الخميس، 09/تشرين الثاني/2017 الى قرية (القبة) الواقعة في أطراف عزلة الشراجة بمديرية جبل حبشي، وهي تعيش حالياً مع أطفالها في ظروفٍ قاسية للغاية وتبكي نتيجة الوضع الذي تعيشه اليوم.
ويبين المصدر أن 50 أسرة تعيش في 37 منزل بالقوز أخلت منازلها وبعضها هُجّر قسراً، و 20 أسرة تعيش في 16 منزل نزحت من قرية القوز الأسفل، اضافة الى 16 أسرة كانت تعيش في منازل بدائية بقرية المدافن وتم تهجيرها بالقوة، و 111 أسرة غادرت خلال أربعة ايام منازلها في (معزولة والقشعة والجبانة والقبيقب) تخوفاً من وصول بطش الحوثيين اليها.
معاناة في مناطق النزوح
في منزل غير مؤهل يقع بجانب مأمور القرية بمنطقة "الكدرة" تعيش عدة أسر هربت من جحيم الموت في (المدافن، والقوز الأسفل) وينام النازحون على الأرض ولا يجدون ما يلتحفونه أو يفترشون، وكل صباح يبدؤون مع بكاء الأطفال الجوعى والنساء المقهورة، حيث العشرات من الناس يتكدسون في المنزل المفتوح للحشرات والرياح .
وفي مدقة التي تعتبر أول مناطق الأشروح من اتجاه الشرق، يعيش العشرات من النازحين الى جانب سكان المنطقة في منازل قديمة للغاية وغرف صغيرة. عوضاً عن أسر عدة تستقر مؤقتاً في النجب والدار والميهال لترقب مآلات الوضع قبل أن تتخذ قرارها بالنزوح الى أماكن أخرى.