في رباعية ختام الأسبوع الماضي 28/9/2011م عقدت بقاعة اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين بالمكلا محاضرة للدكتور فارس بن طالب العزاوي رئيس قسم الشريعة بكلية الريّان للعلوم الإنسانية والتطبيقية حملت هذه المرة عنواناً غامضاً (الجمع بين القراءتين محدد منهاجي لنهضة أمة) وقد استطاع أن يتحف رواد الاتحاد بمحاضرته المتميزة، ابتدأها بتمهيد أوضح فيه مكمن الداء في الأمة، وأن أزمتها أزمة فكرية بالدرجة الأولى لتلقي هذه الأزمة بعد ذلك بظلالها على كل جوانب الحياة الأخرى، موضحاً بعضاً من مظاهرها، ليدلف بعدها لصلب محاضرته مبينا مفهوم الجمع بين القراءتين وأن قطب رحاها قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} فقرأ الآيات قراءة تحليلية عميقة مجردة عن سبقها التاريخي (التنزيلي)، ليخرج بقراءتيه : قراءة النص القرآني (الوحي المعصوم المتجاوز للزمان والمكان) وهي دلالة لفظة {اقْرَأْ} الأولى، ثم قراءة الكون في لفظة {اقْرَأْ} الثانية، وأنّ هذا ليس من باب التكرار أو الترادف كما يرى البعض، ثم ذكر العلاقة بين القراءتين وحتمية الجمع بينهما، وأن الأمة في قرونها الأولى استطاعت الجمع بينهما حيث أتت بما بهرت به الأمم، وعندما فقدنا هذا الجمع تهنا واستمرت أزمتنا، ثم ذكر مجموعة من المداخل المهمة والمهمة جداً لتحقيق القراءتين للننهض بأمتنا، وهي: المدخل التعبدي، والمدخل التتبعي، ومدخل القيم العليا، ومدخل التصنيف الموضوعي، ومدخل الأزمة، ومدخل التدافع بين الحق والباطل، ومدخل تصنيف البشر، ومدخل قيام الحضارات وتراجعها، ومدخل الخلق، ومدخل العناية الإلهية، والمدخلان الأخيران متعلقان بالقراءة الثانية (قراءة الكون). ثم أدلى الحاضرون بتعليقاتهم وأسئلتهم، و تُرك المجال للمحاضر يجيب عنها. الجدير بالذكر أن هذه الاستضافة هي الثانية للدكتور العزاوي في قاعة سكرتارية الاتحاد.