أكد قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء الركن علي محسن الأحمر أن المبادرة الخليجية هي خريطة طريق لليمنيين كافة، وأنها جاءت لمصلحة الرئيس علي عبدالله صالح وليس لمصلحة الشباب الثائر في ساحات التغيير، مشيراً إلى أن النظام لن ينجح في جر القوات العسكرية المؤيدة للثورة إلى حرب أهلية شاملة . وأوضح الأحمر، في حوار مع "الخليج" أن اعتداءات قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح، لاتزال تقوم بالاعتداء على قوات الفرقة الأولى مدرع، كان آخرها يوم أمس الأحد، عندما تعرضت الفرقة لضرب بالمدفعية في شارع الخمسين في العاصمة، وشدد على سلمية الثورة، منوهاً بأن السبب في تأخر نجاح الثورة بعد سبعة أشهر من اندلاعها يعود إلى حرص الشباب والجيش المؤيد لها من حسمها عسكرياً . وتناول حوار الأحمر مع "الخليج" العديد من القضايا المتصلة بالحرب على القاعدة والعوامل التي أدت إلى صمود النظام، والحشود العسكرية المؤيدة للنظام والمناوئة له، والعامل الخارجي في تحصين البلاد من عدم الذهاب إلى العنف، وقدر الأحمر الدور الذي قامت وتقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم واستقرار اليمن من خلال دعمها للمبادرة الخليجية، نص الحوار: تسربت أنباء عن تعرضكم لمحاولة اغتيال، ما صحة الواقعة من عدمها، وإن لم تكن صحيحة، فإلى ماذا ترمي؟ الحمد لله الذي متعني بكامل الصحة والعافية، وأطمئن الجميع أنني بخير ولم يمسسني سوء، ولم تجر أية محاولة مما أشاعوا أو يتمنونها بفضل الله . ولدي قناعة تامة منذ اللحظة الأولى لتأييدي أنا وزملائي العسكريين الأحرار في الجيش والأمن اليمني، أن ما يقدره الله لنا فنحن راضون بقضائه وقدره، أما ما يسربونه من أخبار ملفقة وأكاذيب سمجة من قبل بقايا النظام فهذه ليست جديدة فقد سبقتها أكاذيب عديدة يعدونها وينشرونها ويستمرئون ترويجها ويصدقونها وحدهم، على الرغم من أنهم قد حاولوا فعلا أكثر من مرة النيل من سلامتنا، لكن الله يفشل مراميهم ويفضح كيدهم، والأكاذيب الأخيرة التي روجوها عارية عن الصحة، لكننا متأكدون أنهم يتمنوها ولهم مرام خبيثة سيحبطها ربنا بقدرته "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، صدق الله العظيم . مع ذلك فإنني أقول إن ما يشيعونه مؤشر إلى مرحلة الهستيريا والإفلاس الذي وصلوا إليه، وهم يرمون من وراء مثل هذه الأكاذيب إلى التأثير في معنويات شباب الساحات، ولقد أعطت نتائج عكسية، إذ زادت من زخم الثورة وتماسك والتفاف أبناء الشعب حولها، وفي المحصلة هي أراجيف لن تؤثر في موقفنا المبدئي والثابت من نصرة الثورة وتأييدها . المبادرة الخليجية خريطة طريق ما موقفكم من التطورات السياسية الأخيرة، وما الذي يعيق تنفيذ المبادرة الخليجية؟ نحن في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية مع أية خطوات سياسية تجنب البلاد مغبة الاقتتال والحرب الأهلية، وفي تصورنا فإن تنفيذ المبادرة الخليجية هي خارطة الطريق المثلى لتحقيق ذلك، وفي نفس الوقت فإن المبادرة الخليجية هي في مصلحة الأخ علي عبدالله صالح وبعض بقايا النظام أكثر من كونها في صالح شباب الثورة والمعارضة، فهي تحفظ للأخ علي عبدالله صالح ماء وجهه وتحقق له خروجاً مشرفاً نحن نتمناه له، وقد قبلنا بها بعد مطالبته وإلحاحه علينا القبول بها، وضغطنا على الأخوة في المعارضة والقوى الوطنية للقبول بها تغليباً للمصلحة العامة وتجنيباً للوطن مما يريد بعض بقايا النظام جره إليه من اقتتال وعنف . أما ما يعيق تنفيذ المبادرة فللأسف الجميع يعلم بمن فيهم الأشقاء والأصدقاء رعاة المبادرة أن العائق الأساسي لتنفيذها يكمن في تعنت الأخ علي عبدالله صالح ورفضه التوقيع عليها نزولاً عند رغبة أبنائه وضغوطاتهم المتواصلة عليه، وأصبح اتخاذ القرار ليس بإرادته . وكيف تنظرون إلى المزاوجة بين المبادرة وخارطة الطريق المقدمة من الأممالمتحدة؟ المزاوجة بين المبادرة وخارطة الطريق المقدم من الأممالمتحدة عبر مبعوث الأمين العام السيد جمال بن عمر هي بمثابة آلية تنفيذية للمبادرة ونحن رحبنا بها أيضا وليس لدينا أي تحفظ عليها، والرافض لها هو الأخ علي عبدالله صالح وبعض بقايا النظام . "فزاعة" القاعدة تتهمون من قبل السلطة بدعم المسلحين المناوئين للنظام في أرحب وتعز والقاعدة في أبين، ما مدى صحة ذلك؟ ما يخص اتهامهم دعمنا للمؤيدين للثورة في أرحب وتعز فهذه اتهامات باطلة ومحض افتراء فنحن منذ أول وهلة لتأييدنا لثورة الشباب الشعبية السلمية أكدنا أن تأييدنا سلمي بحت، ومازلنا على موقفنا هذه بالرغم من تعرضنا للاعتداءات والاستفزازات المتكررة من بعض بقايا النظام.