في وجهها الصغير حكاية بدايتها هلاكُ و لهب دمار.. و فيها النهاية علامةُ استفهام أمسكتْ أناملها الرقيقة الفرشاة و حملتْ بيدها الأخرى لوحة الألوان و بمخيلةِ الطفولةِ أخذت ترسم رمادية كانت السماء و كانت الشمسُ سوداء تشرقُ لتخلع من الطرقات قناع الحياة كانت الأزهارُ ذابلة.. ذات ألوانٍ قاتمة و النهر أحمرٌ و كأنه سيل من الدماء على الضفة فتات رملٍ محمرٍ كقطع عقيق النسيم يحمل شذى زهر الليمون يتخلله شظايا و بارود و غبار زرعت باللوحة زيتونٌ لينبت من الغرقد أشجار الفجر في لوحتها نجم.. ليس يلمع في الأفق بل يخنق لمعانه دخان لا شيء يشتت انتباها و لا حتى تلك الرصاصات التي تجتاز نافذتها في عينيها بسالةٌ و اضطرابٌ ليس يخفى في قلب بريء عصفت به زوابع وحشية الزمان تطارد روحها شبح ابتسامة قيل لها أنها وردة ذات عطر سام جُرف بيتها و لم تجف لوحتها بعد و ألقيت في رمس دافئ و دُفنت في سرداب النسيان.. لم تنجو من ذكرياتها غير لوحة بقيت لتُعرض في متحف الآلام و لتسأل على لسان طفل و طفلة ماذا صنعتي بنا يا قسوة الحروب؟ فإن نهبت الأمان من قلب طفل فهل أبقيت له شيئا ثانيا ؟