اصدر الشيخ علي بن سالم باوزير أحد مشايخ مديرية غيل باوزير البارزين ، إمام وخطيب جامع معيان الشيخ بالمديرية بيانا عاجلا نشره على صفحته على الفيس بوك بشأن الأحداث الأخيرة التي تشهدها مدينة غيل باوزير ، جاء فيه : بسم الله الرَّحمن الرَّحيم إلى المتورِّطين في سفك الدِّماء المحرَّمة ، ونشر الفوضى في بلد المسلمين ، وإرهابهم ، وزعزعة أمنهم … من الكبراء والمستضعفين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … وبعد : فإني محبُّكم ، وناصح لكم ، ومشفق عليكم ، وأقول لكم بأن ما تقومون به من اغتيالات واختطافات ، واشتباكات مع رجال الدولة متترِّسين بالأبرياء ، ضرره الأكبر يعود على أنفسكم وإخوانكم المسلمين المسالمين وبلادهم ، وأذكركم بالله تعالى ، بأن تتقوه ، وأحذِّركم من لعنة الله وغضبه ، ومن دعوة المظلومين ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ، وأذكركم أيضا بأن حقوق الخلق مبنية على المشاحَّة ، ولا يعذر فيها بالخطأ والنسيان والإكراه ، فكيف بالعمد ؟ ولا يحملكم استدراج الله لكم على التمادي في الخطأ والإصرار عليه . ألا فاتقوا الله يا هؤلاء ، وإن كنتم صادقين في طلب الجهاد في سبيل الله فاطلبوا كفارا لا شبهة فيهم ، يكونون متميِّزين عن الأبرياء من المؤمنين ، حتى لا يُصَابَ إخوانكم بضرر ، امتثالا لقوله تعالى : ( وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَأُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) فقد أخر الله فتح مكة لوجود ثلة من المؤمنين بين الكفار ؛ كراهية أن يصيبهم ضرر من قتل ونحوه ، ورضي لهم بالصلح . فنقول لهؤلاء الإخوة المنتسبين للقاعدة : اذهبوا إلى سوريا لقتال النصيرية الباطنية ، أو اذهبوا إلى صعدة لقتال الحوثيَّة الرافضة ، فهي فرصة عظيمة ، وغنيمة باردة ، لتحقيق شعيرة الجهاد في سبيل الله بحق ، من غير شائبة ولا شبهة . هذا وقد علمت أن بعض الإخوة من المنتمين لهذا التنظيم يرغب في الرجوع عنه ، وهو يسأل عن كيفية ذلك ؟ فأقول لمثل هؤلاء وبقية إخوانهم أيضا : من لم يكن منهم مطلوبا أمنيا فالمجال أمامه مفتوح ، فليحمد الله تعالى على توفيقه ، ويسلك سبيل كبار علماء الإسلام ، الذي هو أسلم وأحكم ، لتكون حجته عند الله قوية ، ويبتعد عن رفقته السابقة ، ويختار رفقة تعينه على فعل الطاعات وترك المعاصي والشبهات ، وفي هذه الفترة بالذات عليه بخاصة نفسه ، ويترك أمر غيره لغيره ، ويسأل الله تعالى الثبات على الحق ، وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ويكثر من الاستغفار ، ومن قول حسبي الله ونعم الوكيل . وإذا علم الله صدقه وإخلاصه فسيجعل له مخرجا . أما الإخوة المطلوبون أمنيا فنصيحتي لهم أن يُسَلِّموا أنفسهم ، إيثارا للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، كما استسلم عثمان رضي الله عنه لقتلته ، ونهى أصحابه عن الدفاع عنه مع أنه مظلوم ، خشية الفتنة ؛ لأن هؤلاء الإخوة المطلوبين إن لم يفعلوا ذلك فسيعيشون هم وأهلهم وبلادهم في خوف ورعب وملاحقات ومداهمات واشتباكات ضررها أعظم ، وخطرها على البلاد وأهلها أكبر ، وسيؤدي هذا إلى تدمير البلاد ، ومزيد من سفك الدماء المحرمة ، وإرهاب أهلهم وإخوانهم ، وتعطيل مصالحهم ، كما هو مشاهد معلوم . ومن كان منهم بريئا فسيجعل الله فرجا ومخرجا ، ونحن جميعا معهم بقلوبنا ودعواتنا وسعينا بإذن الله تعالى . ومن تورَّط منهم في سفك الدَّم الحرام فله أسوة بمن أتى من الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مقرًّا بخطئه ليقيم عليه الحد الشرعي ، رغبة منهم في التطهُّر من الذنب ، ولعلمهم بأن جزاء الدنيا أهون من جزاء الآخرة ، ومع ذلك فالمشايخ ووجهاء البلاد بإذن الله لن يؤلوا جهدا في السعي لما فيه مصلحتهم ونفعهم . فإن لم يقدروا على ذلك فليخرجوا من البلاد ، ولا يكونوا سببا في خرابها ودمارها ، فإن أبَوا إلا البقاء فيها ، فأهل البلاد بين خيارين لا ثالث لهما ، إما أن يستسلموا للواقع ويرضوا ببقائهم بينهم ويتحملوا كل ما نتج عن ذلك ، أو يتعاونوا جميعا على إخراجهم دفعا لضررهم . نسأل الله تعالى أن يغفر لنا خطأنا وعَمْدنا ، وهزلنا وجدنا ، وكل ذلك عندنا ، وأن يردنا إليه ردا جميلا ، ويهدي من ضل منا إلى سواء السبيل ، وأن يصلح أحوال البلاد والعباد ، ويمكن لعباده المؤمنين في الأرض ، ويفرج كربتهم ، بمنه وكرمه ، إن ربي لسميع الدعاء . كتبه أخوكم / علي بن سالم باوزير ليلة الأربعاء 3 محرم 1435 ه