الصدفة وحدها لعبت دوراً في إنقاذ حياة شابين صباحية هذا اليوم من الموت غرقاً في بحر خلف شرق مدينة المكلا . كان جاسم منصر وشريان محمد شريان وهما جنديان في كتيبة قوات الأمن الخاصة قد شارفا على الهلاك بعد أن جرفتهما أمواج البحر العاتية وهما يغتسلان في بحر خلف بالمكلا , ولم يكونا يجدان السباحة ولم يعرفا أن الاغتسال في ساحل تلك المنطقة يمثل مخاطرة بحد ذاته نظراً لدوامات البحر وعلو أمواجه . كان الشابان شريان ومنصر يغتسلان مع مجموعة من زملائهم من الدفعة الجديدة في كتيبة القوات الخاصة التي وصلت مدينة المكلا مؤخراً فسحبت الأمواج العاتية الأول مما استدعى زميله الثاني للمخاطرة لإنقاذه فوجدا انفسهما فجأة وسط أمواج هائجة تحيط بهما من كل اتجاه وتسحبهما إلى الاعلى , فما كان لهما وزملائهم الآخرين الذين كانوا يغتسلون في أطراف الشواطئ إلا ان يطلقوا صرخات الاستغاثة والنجدة . ومن محاسن الصدف أن التقط هذا النداء الحراسة الشخصية لمحافظ حضرموت خالد سعيد الديني والأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة صالح عبود العمقي الذين كانوا – مصادفة – على مقربة من مكان الشاطئ الذي يغتسل فيه هؤلاء الشباب فما كان منهم الا ان لبوا نداء الاستغاثة والنجدة فهرعوا إلى الساحل للإنقاذ إذ تمكنوا من انتشال الأول (جاسم) إلى الساحل وإجراء له بعض التدليكات لإخراج ما في جوفه من مياه البحر , فيما تدخل صيادون من أبناء روكب كانوا على مقربة من الساحل لإنقاذ حياة الشاب الآخر وانتشاله من البحر إلى قاربهم وأخذه إلى ساحل فندق رماده المكلا حيث تم تسليمه لزملاء في موقف رجولي وإنساني يكتب لهم جميعاً في ميزان حسناتهم .
