قلناها من قبل : آن للحضرمي أن يمد رجليه ، قلناها إن شعبا عظيما يعذب قالها غيرنا لا عزة لهذا الشعب إلا بتغيير نمط نظرته في الحكم والسيادة ، فها هاهو المارد ينفض غبار سنين التبعية وأيام العبودية ، بدأ باقتناعه أولا أنه الأجدر بإدارة دفة أموره وأنه الأضمن لاستقراره ، بدأ يلفظ شعارات الذل (إذا لم يطعك الزمان طعه ) (تبخس تسلم ) (قع نمله تأكل عسل ) (أرضي بقرادك لا يأتيك أقرد منه ) . وبدأت فعالياته المجتمعية في الاجتماع وترك الفرقة والاختلاف ، بدأت قبائله بأخذ مكانها الطبيعي بحضارية ومدنية ، الكل بدأ يحس بالخطر ، وكأنه يبحث عن شيء ضاع منه مند سنين ، عدنا نحن إلى القيادة ، عدنا إلى الأجداد العظام ، إلى التاريخ المطمور، إلى الذات بعد سنين عجاف تركنا فيها عبقا تاريخيا ودعوة ربانية وأخلاقا دينية متأصلة في قلوب الحضرميين وجوارحهم . قلنا إنه قد آن لطيور النورس العودة وهانحن ندشن العودة الحضرمية بعد الهجرة الحضرمية إلى الشتات ، العودة إلى الأصل بعد رحلة طويلة وشاقة في أصقاع الأرض بحثا عن رزق ، بحثا عن وطن ، بحثا عن هوية . أيقن الجميع أن زمن الغربة في أفول ، وأيام المد الحضرمي في حضور ، وسنشهد إذا ما تم المراد وتحقق الإنجاز نهضة تاريخية وطفرة علمية وثقافية وعمرانية في زمن قصير بإذن الله . فلترص الأيادي لذلك اليوم المشهود ، ولنترفع عن الأنا ، والارتهان للغير، ولنسدد الخطا ، ولنصحح المسير دون إعاقته فالأخطاء واردة ، والمخاطر محتملة . ونأمل ألا يحل علينا عام ألفين وخمسين إلا وقد حلت كأس العالم الديار، وسيرت قوافل الدعاة والحفاظ في الأقطار ، وشيدنا مراكز الأبحاث ومؤسسات الغوث والهلال وصرنا ننافس على المراتب العشر الأولى للجامعات لا في الكبسات . سنصير زوارا لا زائرين ، مستقبلين لا راحلين ، وسنغني للبناء والتشييد بدل لوعة فراق الحبيب ، سنغني للتعليم لا للذي خطبها نصيب ، لا تعجبوا ؛ فبداية الحب نظرة ، وبداية الغيث قطرة ، والحلم بداية كل نهضة .