أكتب في هذا الظرف التاريخي العصيب ، وبعد تردد واستقراء للساحة الصحفية والفكرية والدعوية ، ومدى تفاعلها من نخب وأعيان مع هذا الحدث العظيم والمصاب الجلل الجسيم ، والمتمثل في الاعتداء السافر على اخواننا في دماج من قبل عصابات الرفض (الحوثية) من تهجير قسري للآمنين والاعتداء وقتل المسالمين ومن مشايخ وطلاب العلم وهدم للدور واماكن العبادة على رأس مرتاديها ، كل ذلك يحصل مع مشاهدة وعلم الجميع من منضمات دولية وهيئات إغاثة إنسانية ، تخلى الجميع عن دماج ومأساتها الإنسانية الا بعض الاصوات والقنوات الفضائية (كيُسر) التي تبنت القضية بمقتضى العقيدة السلفية متجاوزة ادارتها قائمة من الاتهامات الطويلة بالبدعة ، والضلال ، والحزبية . هذا التقديم اللازم أراه من توصيف للواقع دون غبش ولا مجاملة ولا خوف من اتهام جديد للمخالف بالتشفي والشماتة ، الامر الذي حجب كثير من الاقلام عن الخوض والكتابة ، طلباً وتغليباً لجانب الامن والسلامة ، مع انها اقدر واولى لو ارادت الكتابة ، لامتلاكها مقومات الصناعة من لغة وادب وفن وبلاغه ، لكنه الماضي دائماً يلقي بضلاله ، اسر تلك الاقلام وقيدها عن البيان والكتابة وإلا ( لا ينبغي تأخير البيان عن وقت الحاجة (ليتعلم الجاهل ويتذكر العالم الناسي والذكرى كما قال ربنا تنفع المؤمنين، وكل بني آدم خطاءً كما قال الرسول الكريم !! أقول بأن الملحظ الخفي الذي قد لا يدركه كثير من اخواننا هؤلاء في دماج قد يكون بسبب البغي والظلم والعدوان للدعاة وطلاب العلم المخلصين المخالفين في الاجتهادات الفقهية والدعوية ، أو بسبب دعوة المظلوم من شيخ مكلوم قد رمي ببدعة وهو من أفنى عمره في نصر الكتاب والسنة ، أو جماعة او جمعية دعوية همها وركنها التعاون على البر والتقوى ، صدَّ عنها هؤلاء بأبلغ العبارات وأقسى الكلمات ، فرفعت لأجل ذلك الأكف بالدعوات لرب الارض والسموات فقبلت الدعوة وحلت النقمة (حسبنا الله ونعم الوكيل ) دعوة للنصر تجلب الاستجابة فليحذرها كل معتدٍ ظالم وخاصة من تدثر ورفع لواء العلم والدعوة. آمل ادراك هذا الملحظ الخفي عن الادراك والاستفادة من الماضي في صناعة المستقبل في بناء الثقة ومد من (الحديدة) جسور من التواصل .