في هذه الأيام يمر الإنسان الحضرمي بمختلف أنواع الأحاسيس والمشاعر ففي لحظة واحدة يجتمع الفرح والحزن والرضى والسخط والهدوء والغضب ، كل ذلك بسبب تغير الأحداث وتقلب الأوضاع . الشعور بالظلم وسلب الحقوق والتسلط وفرض القوة والسيطرة من قبل متنفذين في الدولة ضد الإنسان البريء والجسد العفيف – حضرموت وأهلها - جعل أغلب الحضارم يعيشون تلك المشاعر المختلطة . لا يشعر بالمرض إلا المريض ولا يحس بالألم إلا صاحب الجرح ، فانتبه أن تلوم المريض على أنينه أو أن تكتم المجروح عن صراخه فهو غير ملوم ، وسينقلب اللوم عليك لأنك لا تعرف التعامل مع هؤلاء . كثير من الصراعات والحروب في العالم قامت على التنازع على الثروات ولم يجني منها الطرفين أي شيء سوى الهلاك والدمار والخراب وذهبت الثروة إلى غيرهم على بساط من ذهب لم يحسبوا لها أي حساب . تتلخص رسالتي على ثلاثة محاور : المحور الأول : الإنسان الحضرمي يعجبني فيك حبك لموطنك وعشقك لمسقط رأسك وولاؤك لأرض آبائك وأجدادك ، غير أن أعدائك يطمعون في أرضك ومستعدون أن يقتلوك أو يخرجوك منها لا لشيء إلا للحصول على ثروة هذه الأرض الطيبة ، لن تستطيع انتزاع حقك إلا إذا عملت عملاً جاداً ومخلصاً على قول الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ). التمسك بدين آبائك والاعتصام بالكتاب والسنة ، ثم التوحد في تيار واحد يجرف كل من يقف في طريقة من عصبيات حزبية وقبلية ودينية وووو إلخ . المحو ر الثاني : الشاب الحضرمي رغم أن المحور الثاني يندرج تحت الأول ، غير أنه يستحق أن يفرد له محور خاص به ، كل نهضة تحدث وكل ثورة تقوم هي بفعل الشباب ، لكن الشاب الحضرمي ( الناضج – المثقف – المتعلم ) قد تقاعس عن دوره الحقيقي ، رغم أن له جهود مشكورة لكنها لا تذكر أمام التحديات التي تواجهه وتعصف به في كل لحظة ، فالمطلوب الكثير . فها قد جاء دورك أيها البطل الحضرمي فلتنطلق بكافة أنواع الأساليب والطرق لتنتزع حقك بالعلم لا بالجهل بالحكمة لا بالعصبية بالذكاء لا بالغباء بالجدية لا بالسذاجة بإخلاص وتفاني وحب للوطن الغالي . المحور الثالث : الدولة ومتنفذيها : ما رأيتم من الحضارم ليس إلا جزء من أخلاقهم وحبهم للسلم وتجاوبهم مع القضايا ولو على حساب مصالحهم لأنهم أهل خلق ودين ، لكنكم لم تستثمروا هذه الإيجابية واستبحتم الأرض والثروة بل والدم الحضرمي حتى وصل الأمر إلى حد لا يطاق ولا يسكت عنه فقامت الهبة الشعبية المباركة ضد الظلم في حضرموت . لم يكن الأمر ليصل إلى ما وصل إليه ، إلا أن الطمع والجشع يعمي صاحبه عن الحق ولو على حساب أخيه، أما الآن فلن ترو إلا شجاعة وبسالة ، وأسود تحمي عرينها ، وحماة للدم والمال والعرض والأرض ، لن تهنئوا ولو بقطرة من ثروة حضرموت حتى ولو سكبتم الدم بدل الدمع إلا أن يأذن الله بيننا وبينكم .