إن كان لكي شيء ارتباط فللأدب عدة ارتباطات من وجوه أشخاص ومن أوراق وصحف وغيرها ،فكلما نذكر الصحافة أو الصحف فلابد أن نقرأ أو نلتمس في تلك الصحف شيئاً من الثقافة والأدب الذي لا تتخلئ عنها الصحافة لما لها شيوع بين أوساط المجتمع. فصحيفة الأيام ارتبطت ارتباطاً بعائلة باشراحيل وخاصة بمؤسسها محمد علي باشراحيل رحمه الله حتى أصبحت الصحيفة الأشمل والأوسع انتشاراً في الوطن-وهذا الانتشار لا يصطحبه إلا المحبة والعشق للأيام ،ومن عادة الناس أن تحب الصحيفة وكذلك القائمين عليها من كتاب وصحفيين أو مالكي هذه الصحيفة- فهشام باشراحيل رحمه الله أحد رواد هذه الصحيفة التي دخلت بلطف إلى قلوب الناس،وأيضاً مع صاحبيها هشام وأخيه تمام – وقد كشفت لنا الأيام والسنين الحب الكبير الذي يحمله عامة الناس لهشام باشراحيل بعد رحيله رحمه الله – فلقد نجح الأخوان في الوصول إلى مشاعر الناس وأحساسيهم وقلوبهم بواسطة صحيفة الأيام وهذا الوصول والنجاح الإجتماعي لا يقوم به إلا من يملك ذكاء مفرط، وأحاسيس ومشاعر إنسانية تشعر بما يشعر به الآخرين وتقدم لهم متطلباتهم بكلماتهم حتى أن تسكن تلك المشاعر وتهدأ وتمضي إلى طريق النور والصواب الذي ترسمه لهم الصحافة الحرة النزيهة التي لا ترنو إلا إلى قلوب الشعب أولاً وليس كما تفعل بعض الصحف من تزوير الحقائق وقمع صوت الشعب بأخبار ومقالات كائدة تبحث عن منصب رفيع بنجب الحاكم. ولا شك أن هشام رحمه الله وأخيه تمام متعه الله بالصحة وطول العمر عرفا مهنة الصحافة وماهي الطرق التي تؤدي إلى النجاح فكان التوازن في الطرح السياسي والثقافي والأدبي متماشياً مع تطلعات القراء- ومن الذاكرة التي أتذكرها للأيام كيف كانت توصل إلينا إلى وادي دوعن متأخرة وكان الناس يحبوا أن يحصلوا عليها وكان والدي رحمه الله عندما يذهب إلى المكلا يأتي ومعه الأيام وكنت أحد قراءها منذ الصغر في وادي دوعن وكبرت معي الأيام وكانت متواجدة معي في اغترابي في المملكة العربية السعودية وقبل انتشار الإنترنت كانت توصل إلى جدة بعض الأعداد المتأخرة وكنت اسعد سعادة بالغة عندما احصل عليه، وعندما كنت في أمريكا كنت من متابعي الصحيفة يوميا عبر الإنترنت. فالأيام والقائمين عليها أوجدت للناس وعيا ثقافياً وأدبياً لا يخفى وكان ومازال أسماء الكثير من كتابها متربعين على قلوبنا–فهناك صحف تطبع يوميا وإن توقفت لا يسأل عليها احد وهناك صحف بوقوفها يسأل عليها الناس ومنها صحيفة الأيام التي مازالت رهينة الأسر-وكذلك البشر من يعيش ويرحل وينساه الناس والبعض منهم لا ينسى ويخلد في ذاكرة التاريخ فمن يقدر أن ينسى أرباب الثقافة والأدب مثيل الأديب علي أحمد باكثيرالذي تألق في كتابة الرواية المسرحية ،وكذلك الشاعر لطفي جعفر أمان ، والأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف، والشاعر حسين أبوبكرالمحضار ، والشاعر الأديب عبدالله البردوني ، ومحمد عبدالولي الذي كتب رواية ( يموتون غرباء،) وزيد مطيع دماج صاحب رواية (الرهينة،)والسقاف صاحب رواية (فتاة قاروت) التي تعتبر أول رواية يمنية، فإن هؤلاء الشعراء والأدباء وغيرهم لم يرحلوا عن الذاكرة فمازالوا أحياء بأسماءهم وأفكارهم ، وكذلك هشام باشراحيل سيبقى خالداً في قلوب الناس وصفحات التاريخ لما قدمه من جهد كبير للصحافة ، والثقافة والأدب، ولانرى ضيراً في أن نقول أن هشاماً هو الصورة الناصعة للصحافة والأدب في الوطن بلامنازع.