معلمي … أعلم كل العلم بأنك إنسان مبدع وإلا لما اخترت أن تكون معلما وما كنت صمدت في هذه المهنة الشاقة النبيلة طيلة سنوات اشتغالك وانشغالك بها بينما البعض لم يتحمل مشاقها ومتاعبها فغادرها قبل أن يكتسب خبراتها ويتذوق طعم النجاح فيها ولربما هو ألآن قد احتل منصبا في الدولة أو في إحدى مؤسساتها وأصبح من أصحاب القرار فيها . فالتعليم إبداعا مستمر وهو رسالة حياة ، وتكليف دين ، ومهمة أنبياء ..وقد نجحت فيه لان هذا كان أصلك وقاعدتك ومن أجلة أعددت نفسك فأن أخفقت يوما فليس هذا نهاية الكون … وما عليك إلا أن قف على رجليك من جديد لتستمد من ماضيك ..و تقوّم حاضرك .. لتتخلص من مشكلاتك ومعوقاتك . فتلاميذك وطلابك ينتظرون إبداعاتك ..ينتظرون بشوق عودتك إليهم جسدا وروحا لا جسدا فقط . لا تنتظر حتى تتغير إدارة المدرسة التي ترى إنها لم تقدر جهودك ولم تستوعب خبراتك وتستثمرها تربويا وتعليميا لتأتي إدارة غيرها حتى تدشن علاقتك معها بالإبداع .. ..لا تنتظر حتى يرتقى تلاميذك وطلابك إلى مستويات أعلى ويغادرون مدرستك التي وقفوا فيها على مشكلتك لتبدأ صفحة جديدة مع متعلمين جدد ….لأتفكر في مباشرة تغيير بيئتك الصفية أو المدرسية بحثا عن استعادة توازنك بل تعلم من أسباب إخفاقك لتغير طريقة تفكيرك .. وأسلوب حياتك فقد غير قبلك معلمون كثيرون بيئاتهم الصفية والمدرسية بحثا عن (المدرسة الفاضلة ) فاستبدلوا مدارس بغيرها وتعاملوا مع إدارات مدرسية جديدة ومتعلمون آخرون لكنهم ما أن حطوا رحالهم بتلك البقاع الجديدة بالنسبة لهم إلا ونفس المشكلات تطاردهم لان مثل تلك المدارس نحن من نبنيها بوعينا وفهمنا لرسالتنا. فتأكد انه لا يوجد هناك طلاب مشاغبون بالفطرة أو متخلفون تعليميا بالوراثة بل نحن من نخلق فيهم ذلك حين نجهل متطلبات النمو عندهم أو لا نحسن التعامل معهم فنتجاهل الفروق الفردية فيما بينهم حيث نتعامل معهم في أوقات كثيرة كنموذج واحد في مختلف المراحل التعليمية والبيئات الاجتماعية ثم نصرخ بأعلى صوتنا لماذا هم لا يتقدمون في التعلم لماذا هم مشاغبون ناسون أو متناسون إنا نحن السبب في ذلك أو على الأقل أحد أسبابه..وكما قال تولستوي في معرض تأملاته الدينية : ( مما يفزع له المرء إننا كالأطفال نفكك أجزاء الساعة ونجعل منها ألعوبة ثم ندهش بعد هذا لان الساعة لا تدور). نعم نحن بأنفسنا بأساليب تعاملنا وطرق تعليمنا وأنظمة مدارسنا من نضفي على سلوك المتعلمين صفة الملائكة أو الشياطين فبتقديرنا لعظمة رسالتنا وبتكاثف جهودنا وتبادل خبراتنا نستطيع أن نبني تلك المدرسة الفاضلة التي بها سنبني مجدا للتعليم في بلادنا ومثل ذلك ا يحتاج إلى قائد تربوي قدير ومدير مدرسة خبير يستطيع أن يصهر جهود كل معلميه المخلصين في بوتقة واحدة ليصنع منها حجر الزاوية للعملية التربوية والتعليمية في مدرسته وعليه يلزم بان تكون هناك معايير واضحة وأسس ثابتة يختار بموجبها مدير المدرسة . ان تغيير البيئة المحيطة يعتبر من العوامل الهامة للنجاح لكن يجب علينا أن لا نرهن كل تغييرنا به بل نبدأ بأنفسنا فنحن من أهم المؤثرين فيها وسنة الله في كونه تؤكد أن التغيير قائم ودورة الحياة والحراك الاجتماعي فيها يبشران بقدومه ولكنه قد يتأخر وإذا اكتفينا بالانتظار ستتأخر معه أحلامنا ونجاحاتنا فكن أولى خطوات التغيير ابدأ بنفسك .. وتأكد انك لن تحل مشكلة بنفس الطريقة التي أوجدت بها كما قال المخترع أديسون0 ..إذن عليك أن تفكر وتخطط لتستمر مسيرة نجاحك