ادانات دولية واسعة لجريمة العدوان الأمريكي على ايران    الدولار في عدن 3000    الإمارات ومليشياتها تضاعف من معاناة المواطنين بالجنوب    وزارة الخارجية : العدوان الأمريكي يعد انتهاكاً سافراً لسيادة إيران    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    إيران تطلق دفعتين صاروخيتين وإعلام إسرائيلي يتحدث عن دمار كبير    أيها الرئيس ترامب.. لا تنتحر    أيش ذا يا عم علي.. ليش ذا؟    حادث مفجع يفسد احتفالات المولودية بلقب الدوري الجزائري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (3)    أول موجة إيرانية بعد العدوان الأمريكي    أثار نزاعا قانونيّا.. ما سبب إطلاق لقب «محاربو السوكا» على ترينيداد؟    فلومينينسي ينهي رحلة أولسان المونديالية    السلبية تسيطر على ريفر بليت ومونتيري    الرئيس الزُبيدي يُعزّي الشيخ عبدالرب النقيب في وفاة شقيقه    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    من بينها فوردو.. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران    العليمي وبن بريك والمعبقي يصادرون موارد الصناديق الإيرادية الجنوبية    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    هاني الصيادي ... الغائب الحاضر بين الواقع والظنون    روايات الاعلام الايراني والغربي للقصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية وما جرى قبل الهجوم    ترامب يعلق مجددا على استهداف إيران    الدفاعات الإيرانية تدمر 12 طائرة مسيرة صهيونية في همدان    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    بتواطؤ حوثي.. مسلحون يحرقون منزلاً في محافظة إب بعد نهبه    حملة لازالة البساطين والعشوائيات في باب اليمن    محافظ تعز يبحث مع مسؤول أممي أزمة المياه والحلول الممكنة    تدشين الدورة الآسيوية لمدربي كرة القدم المستوى "C" بالمكلا    الرزامي يهاجم حكومة الرهوي: الركود يضرب الاسواق ومعاناة الناس تتفاقم وانتم جزء من العدوان    ما وراء حرائق الجبال!!    الرهوي يشيد بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية    الطوارئ الإيرانية: إصابة 14 من طواقم الإسعاف وتضرر 7 سيارات جراء العدوان الصهيوني    إحباط عملية تفجير غربي إيران واعتقال عنصر مرتبط بالموساد    ليفاندوفسكي يحدد وجهته بعد حقبة برشلونة    تشيلسي يقترب من إبرام صفقة مؤجلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 21 يونيو/حزيران 2025    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين حروف الرازحي.. رحلة الى عمق النفس اليمني    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    مليشيا درع الوطن تنهب المسافرين بالوديعة    صنعاء .. موظفو اليمنية يكشفون عن فساد في الشركة ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة جحاف    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليم في بلادنا.. كيف دمره النظام؟ (1 )
من أوجه سياسة التدمير والانتقام..
نشر في أخبار اليوم يوم 26 - 09 - 2011

ضمئ التعليم، وتشققت قرب التربية، وتدهورت المؤسسة التعليمية في بلادنا تدهوراً رهيباً..
طلاب لا يحسنون القراءة والكتابة، وآخرون يعانون جموداً عقلياً.. لا يقرأون كثيراً، وإن قرأوا فمن أجل النجاح في الامتحان فقط، وكثيرٌ منهم لا يحبون التعليم، غش متفشٍ.. معلمون غير مؤهلين، غير مبالين، لا يستشعرون المسؤولية، مقررات ومناهج دراسية كالبيت الوقف، أساليب تربوية خاطئة، وسائل تعليمية سيئة.. مكاتب التربية تعيش صراعات داخلية من أجل المناصب وما وراءها، خريجون تائهون، ضائعون، غير نافعين، لا لأنفسهم ولا للمجتمع، يعيشون حالة قلق شديد، فاقدو الثقة بأنفسهم، ربما لأن تعليمهم كان قاصراً أو أن الدولة غير مدركة خطورة البطالة، أو لأنها أرادت ذلك.
"أخبار اليوم" وقفت أمام إشكالية التعليم وتحققت في أسباب تدهور المؤسسة التعليمية في بلادنا مع نخبة من التربويين وعرّجت على بعض من الحلول والمعالجات في الآتي من السطور:
هل التربية في بلادنا ارتقت في أدائها بما يواكب التطورات الكبيرة في العلوم التربوية وتقنيات العلوم وثورة المعلومات؟ أم أنها لا تزال متخلفة، تؤدي وظيفتها بأساليب تقليدية في عالم سريع التغيير؟
هل نجحت التربية في بلادنا في بناء الإنسان المتحضر، القادر على التكيف مع متغيرات العصر؟
هل استطاعت التربية في بلادنا تمكين المتعلم من تطوير شخصيته في شتى الجوانب الفكرية والوجدانية والخلقية والروحية والجسيمة والاجتماعية على نحو متوازن ومتكامل؟
لماذا أخفق التعليم في مهمته ولم يحقق الأهداف بالشكل المطلوب؟ ومن المتسبب في ذلك؟
لا يزال متخلفاً
د/ علوي عبدالله طاهر – دكتوراه علوم تربوية - أجاب على التساؤلات القائمة قائلاً: "جوهر التربية في بلادنا لا يزال متخلفاً، غير قادر على مواكبة المتغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر على، رغم وجود بعض التغيرات الشكلية في العملية التربوية إلا أنها اقتصرت على إعادة تنظيم الأجهزة والوحدات الإدارية كبناء المدارس، وتغيير المناهج، إلا أن التعليم لا يزال يركز على تمكين المتعلم من النجاح في الامتحانات المدرسية والعامة فصارت هي محور النشاط التربوي وبعيدة عن جوهر الحياة داخل المدرسة وخارجها.
وأضاف طاهر: نجاح التربية في بناء الإنسان المتحضر ضئيل إن لم يكن معدوماً، لقد فشلت في صقل عقلية المتعلم، وفي تطوير مفاهيمه وفشلت في تمكينه من التعامل مع عالم معقد، سريع التغيير.. ويبدو ذلك واضحاً من خلال مخرجات التعليم وسلوكيات بعض خريجي التعليم العام والتخصصي والجامعي، حيث أصبح السلوك العام يتسم بالسلبية واللامبالاة، فالمتعلم لم يعد قلقاً كما لم يعد مكترثاً لما يتعرض له الوطن من مخاطر وسبب ذلك يرجع إلى غياب التربية الوطنية في مدارسنا وإلى عدم اهتمام المربين بتنشئة التلاميذ على حب الوطن والشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
القدرات والمهارات:
عدم مقدرة التربية على تنمية المواهب وتطوير قدرات التلاميذ في المجالات الإبداعية المختلفة يعده د. طاهر سبباً في انصراف التلاميذ عن القراءة الحرة وعدم اهتمامهم بالتثقيف الذاتي ما أدى إلى تدني ثقافتهم العامة، معزياً ذلك إلى غياب المكتبات المدرسية وقلة النشاطات اللاصفية والصفية ما نتج عنه عجز التربية في إكساب الأجيال الناشئة الاتجاهات والمعارف والمهارات الضرورية التي تجعل منهم أدوات صالحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسبب كما يراه طاهر أن مخرجات التعليم على اختلاف مستوياته لا تتلاءم مع مقتضيات التطور ولا تلبي حاجة المجمع في المجالات التي تتطلبها عمليات التنمية، فكان جراء ذلك أن آلاف الطلبة من خريجي الثانوية، ممن لم تتوفر لهم فرص الدراسة الجامعية ضائعون.. تائهون.. غير نافعين لا لأنفسهم ولا للمجتمع، لذلك هم يعيشون حالة قلق شديد، فاقدي الثقة بأنفسهم، وكذا الحال بالنسبة لخريجي الجامعات الذين لم يحصلوا على فرص عمل ربما لأن تأهيلهم لا يلبي متطلبات التنمية أو لأن تعليمهم كان قاصراً أو لأن عملية التنمية في بلادنا بطيئة أو لأن الدولة غير مدركة خطورة البطالة.
عوامل مؤثرة
يقول د. علوي عبدالله طاهر: من العوامل التي أدت إلى تسرب الأطفال من المدرسة العامل الاقتصادي، حيث تبنت الدولة سياسة الانفتاح الاقتصادي واتجهت لتشجيع القطاع الخاص ورفعت الدعم عن السلع، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، فانتشر الفقر في كثير من الأسر، وجعلها تعيش دون مستوى خط الفقر، ما جعل الأسرة تدفع بأبنائها إلى ترك الدراسة واللجوء للعمل أو التسول، إضافة إلى وضع الأسرة الاجتماعي، حيث أن افتقار الأسرة للوعي التربوي والصحي والرعاية الاجتماعية وانخفاض مستوى الدخل وتدني المستوى التعليمي للوالدين يؤدي إلى عدم وعي الأسرة بأهمية التعليم، كذلك انتشار التجمعات العشوائية يعد عاملاً أساسياً لأن الغالبية يعيشون في تلك التجمعات ذات المستوى الدوني والمساكن الضيقة وانتشار القمامة مع الافتقار للخدمات الأساسية ما من شأنه أن يجعل الطفل ينفر من البيت إلى الشارع كما هو الحال بالنسبة للتفكك الأسري عندما يفقد الطفل الحنان الأبوي ويفتقر إلى رعاية الوالدين ينتابه شعور بالنقص والحرمان، يدفعه إلى الانحراف وترك المدرسة.
فلاشات تربوية:
التربوية/ عفيفة محمد نعمان، لم تبتعد عن التصورات الموضوعية فأشارت إلى أن التربية والتعليم متلازمتان لما تحملانه من معاني سامية ومبادئ قيمة لبناء الشخصية المتكاملة للطفل وللطالب، منوهة إلى أن المدارس اليوم هي أشبه بمعلامة متطورة بل إنها بعيدة عن ذلك لأن المعلامة لها معايير ومقاييس، حيث أن المتخرجين منها يتخرجون وقد استفادوا علماً وأدباً، وأوردت نعمان عدداً من الأسباب لمواضع الخلل في التربية والتعليم منها:
غياب مبدأ الثواب والعقاب:
قالت التربوية عفيفة نعمان: عندما يتساوى الملتزم الجاد المحب لعمله مع الآخر الذي لا يعمل سوى أنه يحصل على راتبه الشهري وغير المتواجد في الساحة والذي يستلم مرتبه وهو مسافر في دول المهجر، عندها يحصل خلل في العملية التربوية ويصيب المعلم الجاد بالإحباط وينعكس أثره على الطالب.
المناهج:
تشير نعمان إلى أن المناهج اليوم في واد والواقع في وادٍ آخر.. معلومات أكبر أو أبعد أو لا تتناسب والسبب كما تراه هو أن من يعمل على تأليف المناهج بعيد عن ما يكتب وكل ما يهمه هو أجرة التأليف والكتابة، بينما أصحاب الخبرات والقادرون على وضع المناهج الملائمة مستبعدون.
التعيين المتأخر والدورات التدريبية:
تتابع نعمان: معظم المعلمين لا يحصل على وظيفته كمعلم إلا بعد عشرات السنين بعد أن يكون قد نسي ما تعلمه نظراً لمشاغل الحياة التي طحنتهم مرارتها، وما أن يقف أمام الطالب نجده يقدم معلومة مسطحة مغلفة محصورة في إطار، وإذا ما تحدثنا عن الدورات التدريبية التي تعقدها وزارة التربية نجد أنها تتم في أوقات الدراسة بدلاً من عقدها في الإجازة وهو ما ينعكس على الطلاب، ناهيك عن أن المعلمين المشاركين في الدورات همهم الوحيد هو المال الذي يعطي لهم مع اختتام الدورات بينما لا نجد أي مردود علمي أو تطور معرفي في قدراتهم.
الإدارة المدرسية والتوجيه:
تقول التربوية عفيفة نعمان: نلحظ اليوم في أجيالنا تراجعاً مخيفاً في مستواهم التعليمي وهذا ما أوصلنا إلى منعطف خطير في الوقت الذي فيه الآخرون بلغوا أعلى درجات التطور وهو ما أدى إلى تدهور المؤسسة التعليمية، إضافة إلى ما ذكر الإدارة المدرسية فهي أحياناً تفتقر للكفاءة وجاءت فقط لأن عندها توجيهات عليا وغالباً ما يكون التدخل المستمر في عملها من قبل الجهات الداعمة لها ويصبح عملها عبارة عن صورة آلية، شأنها شأن التوجيه الذي من المفترض أن يكون له دور كبير في العملية التربوية، لكن للأسف التوجيه اليوم فقد قيمته ولم يؤدِ دوره فمعظم الموجهين غير قادرين على تأدية الرسالة وأصبح من يريد الهروب من الميدان أو من يراد استبعاده لأسباب معينة يتم إدراجه في طاقم التوجيه دون الخضوع لأي معايير أو شروط بينما أصحاب الخبرة والكفاءة يتم تهميشهم.
البيئة المدرسية:
تواصل نعمان حديثها: ربما انتشرت المدارس اليوم، لكنها كثيراً ما تفتقر للخصائص وعادة هي غير ملائمة سواء من حيث المكان الذي تبنى فيه أو افتقارها للمختبرات والمرافق التطبيقية والمساحات الحيوية لممارسة الأنشطة المختلفة كالمساحات الخضراء التي تعكس جمال الطبيعة في المدرسة وإذا ما نظرنا إلى الفصول الدراسية نجدها ضيقة، لا تتناسب ولا توفر المناخ، فهي إما سيئة التهوية أو ناقصة الكراسي والماسات، وبين هذا وذاك نلاحظ المسؤولين غير مهتمين إلا ببعض المدارس التي يطلقون عليها من وجهة نظرهم نموذجية إما لعلاقة شخصية مع مدير المدرسة أو لأن أبناء المسؤولين يتعلمون فيها وبالتالي تلك المدارس هي فقط من تحظى بدعم حسي ومعنوي وغالباً ما تكون تلك الرعاية شكلية فيرن اسم المدرسة بينما محتواها فقاقيع.
وأخيراً تشير نعمان إلى غياب الرابط بين المدرسة والأسرة نظراً لعدم مقدرتها على توفير متطلبات التعليم أو عدم متابعتها للأبناء لانشغالها بهموم العيش.
الانفلات وسياسة الباب المفتوح:
جميل محمد بن محمد – معلم لمادة الفيزياء على مدى "35" عاماً، حالياً متقاعد - ذكر عدة أسباب لتدهور التربية والتعليم في بلادنا فقال: المدرس لا يؤدي واجبه إما لأنه يعمل في غير مجاله بمعنى أنه ليس تربوياً إنما حصل على وظيفة من أجل كسب عيش، أو لأن مستواه ضعيف أو لأنه لا يحضّر دروسه ولكي يعفي نفسه يضع للطالب رؤوس أقلام بحيث يتمكن فقط من الإجابة على الامتحان ثانياً أمة إقرأ لا تقرأ اليوم.. سواء الطلاب أو المعلمين.. كذلك الدولة غير مهتمة ووزارة التربية لا تبالي والمدرسة لا تكترث والأسرة والمجتمع غير آبهين فصار انفلات في كل شيء، كذلك هناك تسييس للتربية وهذا ما حال بينها وبين تحقيق الأهداف، إضافة إلى المناهج صارت كالبيت الوقف – الإدارة المدرسية متساهلة – ظاهرة الغش، المعلم اليوم يعقد صفقة ويأخذ المال مقابل أن يغشش الطالب في الامتحان الوزاري.
ويتابع الأستاذ/ جميل: الكل اليوم شريك فيما أصاب التعليم وأولهم الدولة والتربية ثم المدرسة والأسرة ثم المجتمع وإذا أردنا أن نحسن التعليم يجب إلغاء سياسة الباب المفتوح.. وعن التعليم الخاص اكتفى الأستاذ/ جميل بوصفه أنه أشبه بالبقالات، والغرض النجاح فقط، وأخيراً يقول: إذا وجدت النوايا الحسنة ووعى الجميع ماذا نريد من التعليم عندها فقد تتحقق الأهداف.
أوجه القصور
عبدالحكيم هادي - ولي أمر - يقول: يكتمل دور الآباء عندما تقوم المدرسة بواجبها، لكن عندما يتكلف الأب لأولاده ويوفر لهم الملابس والدفاتر والأدوات المدرسية والتي تصل في كل عام إلى "30" ألف ريال ثم يذهب الإبن إلى المدرسة ويجد المدرس غائباً أو مثلاً حصة كيمياء يغطيها مدرس العربي والحقيقة هناك قصور من المدرسة والتوجيه في مراقبة سير العملية التعليمية فالمدرس قد يترك الحصة ويذهب إلى سوق القات.
ويضيف أبو عمار: هناك مشكلة كبيرة وهي وجود خلافات بين المدرسين بسبب انتماءات حزبية وهذا ينعكس أثره على الطالب، كذلك للأسف الشديد لا يوجد اليوم نموذج القدوة الحسنة التي يجب أن يراها الطالب في المعلم حتى يقتنع بما يتعلمه.
هي المسؤولة أولاً وأخيراً:
الأخ/ عبدالله الضالعي يرى أن الدولة هي سبب سقوط هيبة التعليم والمعلم لأنها لم ترد بناء وطن وإيجاد جيل متعلم وقال الضالعي: إذا ما قمنا بمقارنة بسيطة بيننا وبين بعض الدول نلحظ الفرق، هناك اهتمام بالتعليم لأنهم يدركون أنه أساس التنمية أما عندنا يتخرج الطالب من الثانوية ومستواه حضر كذلك المعلم لا يمتلك كفاءة أما الأسرة والمجتمع فقد شغلتهم الدولة بضروريات العيش، فأصبحت الأسرة لا ترى في التعليم نفع لاسيما وأن كثير من الخريجين عاطلين عن العمل.
وأضاف الضالعي: التعليم فقد مكانته عندما تم إفراغه من محتواه وأصبح تحصيل حاصل وفسد كما فسدت كل المؤسسات التي ترتكز عليها التنمية في بلادنا فصار واقعنا خواء وصرنا شعب متخلف متأخر عن العصر الحديث، لأن قيادتنا لم تشأ أن تبني دولة بمعناها الحقيقي.
المنظومة الاجتماعية:
د. مبارك سالمين – رئيس قسم الخدمة الاجتماعية – كلية الآداب – جامعة عدن يرى أن المجتمع اليمني قائم على علاقات نمطية قبلية عشرية وليست دولة ذات مؤسسات وقال د. سالمين: مهما تعلمت فإنك لن توضع في ا لمكان المناسب ما لم تكن منتمياً لمتنفذ أو لوزير أو سفير أو للقبيلة الفلانية أو القائد أو الشيخ الفلاني – حتى وصل في بعض القرى أن يعين الشيخ فيها مديراً للمدرسة ويورث الإدارة لأبنائه مع أن هذه مؤسسة تربوية لا يجوز العبث بها ولأنه جيل كامل سيتضرر.
وأضاف د. سالمين: المنظومة الاجتماعية والسياسية في المجتمع عطلت المؤسسات التربوية وخلقت في الناس إحساساً بأن التعليم غير مجدٍ، ومن هنا لا بد من إعادة النظر في استراتيجية التعليم وفي فلسفة التعليم وعلاقته بالتنمية والتقدم ولا بد من ضبط معايير الجودة، لأن التعليم اليوم في بلادنا بلا مردود وعلى الرغم من المليارات التي تنفق في التربية، فنحن للأسف لا نستطيع بمخرجات تعليمنا وجامعاتنا أن نوازي دول الجوار فعندما يذهب أستاذ اللغة العربية المتخرج من عندنا للتدريس في الإمارات أو السعودية لا يستطيع أن يصمد أمام خريج تونس أو المغرب، لأنه ليس له تكوين حقيقي يجعله في وضع متساوٍ مع أقرانه فلا بد من العناية بكيفية تكوين المعلم واحترام مهنة التعليم ليس اهتماماً بالكم فقط لكن بالكيف لأنه المعلم من أهم عناصر النهوض بالعملية التربوية والتعليمية بالإضافة إلى المنهج وبقية الشروط والتي إن لم تتحقق سيصاب التعليم بمقتل.
جزء من الحل:
الحديث عن آلية ممكنة في مجال التعليم ليس بالأمر السهل كما يرى د. مبارك سالمي فهو أمر شائك ومعقد ويحتاج أن يجتمع حوله العلماء والمفكرون ورجال الدين وكل فئات المجتمع في مؤتمر تربوي وطني ليقولوا الكلمة الفصل ما الذي يريدون من التعليم، ثم بعد ذلك تتحول الأفكار والآراء إلى خطة إجرائية تطبق في كل المحافظات.
وقال د. سالمين: حقيقة لا بد من استقلالية المحافظات تربوياً وأن يكون الشأن التربوي أمراً خاصاً بها بحيث تُعطى الحرية للمحافظة بإنشاء نهج تربوي يتلاءم مع طبيعتها ومع نشاط السكان فيها، فإذا تعذر على الدولة النهوض بمهامها فلا بد أن ينهض المجلس المدرسي ومجلس الآباء في رفض بعض النوعيات من المخرجات ومن المعلمين بناء على تقييم علمي وموضوعي دون تحيز ويشترك الأهالي فيه عبر إقامة الندوات لمساعدة متخذي القرار.
إعادة النظر
د. علوي عبدالله طاهر يرى أنه لا بد من إعادة النظر في الأساليب التعليمية وابتداع أشكال تربوية جديدة، تتمخض عنها طرائق تدريسية متطورة تهدف إلى إيجاد تعليم كبديل للتعليم القائم حالياً على التلقين والتبعية في التفكير – وليكن نظاماً يجعل التلاميذ قادرين على التحليل والإبداع مع الحفاظ على الأصالة للتعليم الذي يشجع على الحفظ والتلقين والاقتباس، بحيث يدرب على التفكير المنطقي ويكشف المواهب وينميها بدلاً من التعليم الذي يطمس المواهب ويقتلها وحتى نتمكن من اللحاق بالتقدم السريع في مجالات العلوم وتقنية المعلومات ونتجاوز جدران المدرسة ليشمل جميع قطاعات المجتمع.
القدوة منهج تربوي
وأخيراً يجمع الكل على القدوة منهج تربوي متكامل لنمو الإنسان ومن وجهة نظر د. علوي أن الطفل لا بد له من قدوة حسنة يراها في والديه، والتلميذ في المدرسة لا بد له من قدوة يراها في معلميه ليقتنع حقاً بما يتعلمه، ومن المهم أن يكون المربي أنموذجاً أكان الأب أم المعلم، في سلوكه ومعاملاته فالولد الذي يرى أباه يكذب لا يمكن أن يكون صادقاً، والبنت التي ترى أمها مستهترة لا يمكن أن تتعلم الفضيلة والابن الذي يرى أباه ومعلمه ومجتمعه قاسون لا يمكن أن يتعلم الرحمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.