لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليم.. لماذا يخرج البعض من نور العلم إلى ظلمات الجهل
نشر في نبأ نيوز يوم 28 - 01 - 2011

التلاميذ من المدارس التعليمية ظاهرة اجتماعية خطيرة، لها عوامل كثيرة، منها ما تتعلق بنظام سياسة التعليم وأسلوب المناهج غير المناسبة لواقع التلاميذ وغيرها من العوامل المحيطة بالعملية التعليمية ومستقبل الأجيال وما ستقرؤونه في هذه اللقاءات التي أجريناها مع عدد من الأكاديميين من علم النفس وعلم الاجتماع والتربويين يدعونا جميعاً إلى التفكير بمستقبل التعليم والتنبيه إلى المخاطر التي تنشأ من هذه الظاهرة.
وإليكم حصيلة هذه اللقاءات:المتسربون من التعليم الدكتور حمود شرف أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة تعز قال: موضوع التسرب الدراسي حظي باهتمام التربويين وعلماء الاجتماع وعلم النفس منذ فترة طويلة جداً وفي هذه الحالة تتباين الرؤى وعلى سبيل المثال ينظر زملاؤنا في مجال علوم التربية إلى الظاهرة في إطار ما يسمى بالكفاية الذاتية والكفاية الخارجية لنظام التعليم؛ إذ يدرسون فوجا مفترضا وفوجا حقيقيا داخل مرحلة التعليم الأساسي أو السنة الأولى للتعليم الثانوي ويتابعونه حتى نهاية المرحلة الدراسية ويقومون باستنتاج من تمكن من الوصول إلى نهاية المرحلة ومن يتساقط في الطريق وفي مجال التعليم يطلق عليهم المتسربون من التعليم.
وهذه الرؤية تركز في الأساس على جوانب التنمية وجوانب التنمية. كما نعلم لا تشكل من الوقوف على ظواهر الأشياء أو الظواهر الاجتماعية كما ينبغي هنا يعطى كمية الظرف إلى المنشأ الأسري وإلى الخلفية الاجتماعية وإذا أردنا أن نتحدث عن المجتمع اليمني بالتحديد كونه الذي يعنينا في هذه الحالة فيمكن القول: إن هناك عوامل كثيرة أدت إلى التسرب من الدراسة، منها ما هو متعلق بنظام التعليم المتمثل في مؤسساتنا الدراسية، ومنها ما يتمثل في البيئة الاجتماعية أو المنشأ الأسري الذي يأتي منه التلميذ وعلى مستوى النظام التعليمي فنحن نعرف أن لدينا تكدسا، وازدحاما والعملية التعليمية في مؤسساتنا التعليمية تتم في ظروف صعبة للغاية؛ نتيجة للنمو السكاني، ونتيجة لكثرة الطلبة المقبلين على التعليم والتي لا تُمكن السياسة التعليمية من مواكبة الزيادة السكانية الطبيعية.
عوامل متزايدة واستطرد الدكتور حمود يقول: بمعنى آخر لا يتم دخول معظم من هم في سن مابين 6 إلى 4 سنوات إلى المؤسسات المدرسية بسبب عوامل كثيرة، منها النمو السكاني المتزايد كما ذكرت، وعدم قدرة السياسة التعليمية على الوفاء بمتطلبات تكافؤ الفرص التعليمية من بناء مؤسسات تعليمية والتوسع في بناء الفصول، وعدم توظيف العطل المدرسية بالشكل الصحيح. أما فيما يخص المنشأ الأسري أو الخلفية الاجتماعية فيمكن القول: إن هذه المرحلة أدت إلى تجلي السبب لإصلاح قيم المؤسسات التعليمية وأصبح لدى الناس قيم ومواقف سلبية للغاية تجاه التعليم.
أيضاً أصبحت القيمة المعطاة للتعليم لدى أفراد الأسر وكثير من التلاميذ والفئات الاجتماعية ينظر لها بنفس المفهوم ولديهم شعور بأن الالتحاق أو عدم الالتحاق متساوياً في هذه الحالة، لأنهم يلاحظون عدم توفر فرص الشغل وهناك مثلاً على مستوى التعليم في الجامعات ذات التخصصات النبيلة والتخصصات غير النبيلة كل أولئك لهم نظرة أن السياسة التعليمية لا يوجد لديها تحقيق مبرمج لهذه المشكلة بحيث تتمكن من السيطرة على الأمور إن جاز التعبير فنجد مثلاً في الجامعات طلبة يدرسون في تخصصات معينة ويحجمون عن التخصصات الأخرى بالرغم أنها تخصصات مهمة جداً على سبيل المثال علم الاجتماع وعلم النفس والجغرافيا والعلوم الإنسانية عموماً ينظر إليها نظرة سلبية وهذه تنعكس على الأبناء في المراحل الدراسية الأولى فمن الشيء الطبيعي أن نرى الأطفال والشباب في المقاهي وفي ألعاب الأتاري وفي الشوارع والنوادي أو يعملون في سن مبكرة في إطار ما يسمى بعمالة الأطفال كلها نتيجة لعوامل محبطة تتعلق بنظام التعليم وتتعلق بالنظرة الاجتماعية إلى التعليم في هذه المراحل.
أضف إلى ذلك المستويات المادية لأرباب أسر التلاميذ؛ لأن الدخول إلى التعليم أو تكافؤ فرص التعليم ليست فقط مرتبطة بفتح الباب على مصراعيه لكل راغب؛ ولكي نقول إننا حققنا تكافؤ فرص التعليم لا تعني فقط فتح مدارس التعليم، بل تعني ضمان مواصلة الدفع بالتعليم حتى يصل إلى نهاية السلم الدراسي، ويضمن ذلك توفير الحوافز المشجعة للالتحاق بالتعليم وهذه الحوافز لم تعد موجودة الآن. التعليم الركيزة الأساسية الدكتورة عبلة محمد الجابر أستاذ علم النفس كلية الآداب تقول: التعليم هو الركيزة الأولى الأساسية لبناء مجتمع ناجح في كافة المجالات ودون التعليم فلا كيان لأي مجتمع وهو أصل الوسائل الأساسية لبناء شخصية الفرد في المجتمع الحديث..
ومن ثم تعد ظاهرة التسرب من التعليم إحدى ظواهر العملية التعليمية وهي تعني ترك التلميذ لمدرسته ولا يرغب في العودة إليها مما يؤدي إلى زيادة معدلات الجهل والأمية والبطالة، كما تؤثر على بنية المجتمع وتهز كيانه في كثير من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية..إلخ. وظاهرة التسرب من التعليم تنتج كمحصلة للتفاعل بين عوامل أو أسباب كثيرة متداخلة وتشمل: أسبابا نفسية تخص التلميذ، ضعف الطموح، ومقص الدافعية للإنجاز والنسيان، ضعف القدرة العقلية، والتركيز والنشاط الزائد وعدم القدرة على الحفظ إلى جانب صعوبات التعليم وكثرة الغياب والتنقل من بلد إلى آخر أو من قرية لأخرى.
وهناك أسباب اجتماعية واقتصادية فكثير من المجتمعات العربية، وخاصة في القرى والأرياف لا تهتم بتعليم الفتيات، وتقبل على تعليم الفتى فقط مما يزيد نسبة أمية وجهل الفتيات، وبالتالي الأمهات فتصبح هناك أمهات أميات لا يهتممن بتعليم أبنائهن ولا توفر المناخ المناسب للتعليم. نقص الوعي وأضافت الدكتور عبلة تقول: إن نقص الوعي لدى الأسرة العربية يشجع على تعليم أبنائها حرفا ما منذ الصغر لجلب المال اعتقاداً بأن هذا هو المستقبل الذي يجلب مستوى معيشيا مرتفعا وليس التعليم وخاصة أن هناك كثيرا من الخريجين، ليس لديهم وظائف، وإذا وجدت هذه الوظيفة فإنها تجلب المال القليل الذي لا يتناسب مع ارتفاع أسعار الحياة الآن..
فالضعف الاقتصادي لدى الأسر يدفع الأبناء إلى سوق العمل لتعويض هذا النقص في مستوى الدخل للأسرة. أيضاً ضعف الدور الإيجابي لدى المتعلمين في المشاركة في حل مشكلات المجتمع، فبعد أن كان المتعلم في وقت سابق يمثل دوراً إيجابياً وفعالاً في حل الأمور من حوله وكان هذا يعطي دوراً هاماً في أهمية التعليم، بات لا يشارك بدور فعال في مجتمعه، ومن ثم انخفضت أهميته النسبية وهو ما ترتب عليه جيل جديد لا يعي بأهمية دور التعليم في المجتمع. أسباب تعليمية وتضيف الدكتورة عبلة بأن هناك أسبابا تتعلق بالنظام التعليمي ذاته قائلة: والأسباب التعليمية متعددة، فمنها ما يخص العملية التعليمية نفسها أو المعلم أو المنهج.
وقد ترجع مشكلة التسرب من التعليم إلى البيئة التعليمية نفسها فقد تكون غير جاذبة للتلاميذ، ولا توفر الإمكانيات التي تتناسب مع ميول واتجاهات التلاميذ، هذا بالإضافة إلى المعلم الذي يعتبر حجر الزاوية في العملية التعليمية، حيث إن كثيرا من المعلمين يقسون على التلاميذ دون حق ولا يعطون لأنفسهم فرصة للنقاش والحوار معهم، بل يستخدمون القسوة والشدة مما يدفع التلاميذ إلى الخوف، وبالتالي الهروب من هؤلاء المعلمين. كما نجد كثيرا من المعلمين غير مؤهلين تربوياً وعلمياً للتدريس ولا يقدرون الفروق الفردية بين التلاميذ بعضهم البعض، بل يمتهنون هذه المهنة لعدة عوامل يرجع أغلبها إلى عدم وجود فرص عمل مناسبة لتخصصهم الدراسي أو لأنها مهنة مقبولة اجتماعياً.
كما ترجع الأسباب التعليمية أيضاً إلى طبيعة المنهج الذي يعتبر بعيدا عن الواقع الذي يعيش فيه التلميذ ولا يعود بأي فائدة من دراسته. كما أن هذا المنهج يبعث الملل والإحباط للتلاميذ. أضف إلى ذلك تكدس التلاميذ داخل الفصول وعدم ممارسة أي أنشطة تربوية تعبر عن ميولهم واتجاهاتهم ومواهبهم وهذا منتشر في أغلب مدارسنا.
مقترحات وقائية وتقترح الجابر جملة من الحلول لهذه الظاهرة قائلة: لابد من إعادة المجتمع المدرسي كمنظومة لها قيمتها العلمية والاجتماعية والاقتصادية وهذا لا يتم إلا من خلال رجوع قيمة المعلم ومكانته عن طريق: إعداد معلمين جيدين من خلال كليات التربية وتزويدهم بمناهج تربوية عملية تتناسب مع المراحل التعليمية، وكذا تزويدهم بمعرفة الفروق الفردية بين التلاميذ من حيث قدراتهم العقلية، وميولهم واتجاهاتهم ومواهبهم واستغلالها بشكل علمي سليم.
ويجب على المعلمين والتربويين أن يحثوا التلاميذ على الاهتمام بالتعليم من خلال برامج لرفع دافعية الإنجاز والطموح والثقة بالنفس لدى التلاميذ، وتغيير المناهج التي لا صلة لها بالواقع، ووضع مناهج تناسب الواقع المعيشي وتناسب طبيعة وعمر التلميذ وتصاحبها أنشطة تربوية وإنشاء مدارس بتصميمات تربوية تتناسب مع التلاميذ، وتوفير أماكن لممارسة الأنشطة التربوية وتزويدهم بالإمكانات المادية اللازمة لشراء الأجهزة اللازمة لممارسة هذه الأنشطة التربوية من موسيقى، مسرح، نشاط رياضي، شعر، مناقشات، مسابقات، ندوات...إلخ.
مقترحات أما بخصوص المعالجات التي تقترحها الشرعبي فهي كما قالت: يجب صياغة المدارس كمنظومة بحيث يصبح للتعليم معنى لرأي التلميذ وتصبح المدارس وسيلة يسعى إليها الطالب رغبة لا رهبة ووسيلة يجد فيها ما يعود عليه بالنفع..
كما يجب معالجة البطالة؛ لأن التلميذ في مرحلة المراهقة يرى أن من أنهى تعليمه وتخرج من الشباب يعاني البطالة فلا يجد مردودا لتعليمه فلهذا السبب يتسرب من المدرسة ..فالموضوع جزء من منظومة مجتمعية كاملة ولا يمكننا أن نأخذ حلولا جزئية. قصور المناهج التعليمية كما يقول الأستاذ عبد القوي عبد السلام الصوفي مدرس تربوي في ثانوية تعز الكبرى: كثيرة هي المشكلات التربوية ومتنوعة بتنوع مجالاتها، ولعل مشكلة التسرب بتحدياتها وآثارها تتصدر هذه المشكلات ليس في بلد واحد؛ وإنما في معظم بلدان العالم..
وبلادنا واحدة من تلك البلدان حيث تشير الإحصائيات والدراسات والبحوث إلى ارتفاع معدلات تسرب الطلبة من مدارس التعليم العام لعدة أسباب، وتتمثل في الفرار من المدرسة؛ خوفاً من العقاب الجسدي وسوء المعاملة من بعض المعلمين والإدارات المدرسية، وعجز كثير من الأسر عن تحمل نفقات التعليم أو الاستمرار فيه..الزواج المبكر للذكور والإناث يؤدي إلى تحمل المسئولية، ومن ثم الانقطاع عن المدرسة..والطلاق ووفاة بعض أولياء الأمور سببان يدفعان الأبناء إلى ترك المدرسة بحثاً عن مصادر رزق لهم ولأسرهم.
وحاجة بعض الأسر إلى مساعدة أبنائها للعمل معها أو العمل خارج الأسرة لسد وتغطية الاحتياجات المعيشية للأسرة والرسوب يورث عند بعض الطلبة الشعور بالإحباط وكراهية المدرسة وازدحام الفصول الدراسية بأعداد تفوق طاقاتها الاستيعابية ونفور الطلبة وأولياء الأمور من بعض المدارس وبعد السكن عن المدرسة وصعوبة المواصلات خاصة في المناطق الريفية والعادات والتقاليد السائدة الخاصة بنظرة أولياء الأمور من تعليم الفتاة واعتقاد البعض منهم أن فائدة تعليم الفتاة تذهب إلى الغير وقصور المناهج التعليمية من حيث عدم تلبيتها لحاجات الطلبة مما يجعل التعليم في نظر الآباء غير مجد أو غير مثمر.
وجهة نظر
ويرى الصوفي اتخاذ جملة من الإجراءات لمعالجة ذلك حيث قال: ولكي نحد من عملية تسرب الطلاب من المدارس التعليمية أرى من وجهة نظري كتربوي عمل دراسات اجتماعية ونفسية معمقة من قبل الجهات ذات العلاقة بهدف اكتشاف العوامل والأسباب الحقيقية المتحكمة في مجريات هذه المشكلة وعدم ممارسة الشدة والعقاب الجسدي وكافة أشكال العنف ضد الطلبة وإعداد بيئة مدرسية وصفيّة بشرية ومادية مؤهلة تأهيلاً يمكنها من العمل وفق معايير جودة عالية لخلق مناخات مريحة وجذابة تبعث روح الاطمئنان لدى الآباء والطلبة. وتشكيل مجالس آباء قادرة على التأثير والتفاعل بتقديم أدوار مساهمة وفعالة في معالجة هذه المشكلة وغيرها..
وتبني أجهزة الإعلام المختلفة نشر الوعي في الوسط الاجتماعي بأهمية التعليم وضروراته لخلق أجيال قادرة على تنمية الوطن. وتبنى المدارس وبدعم من الجهات المختصة ورجال الأعمال للأنشطة التي تشبع حاجات الطلبة، وخاصة الأنشطة المتعلقة بالطالبات كمثل الخياطة والتطريز والأعمال اليدوية التي تعود عليهن، وعلى أسرهن بالنفع السريع والمباشر.
والعمل على تطوير التعليم وإيجاد الإدارات القادرة على التعامل مع الطلبة بروح حضارية تجذب الطلبة لحب التعليم وإقامة صناديق التكافل الاجتماعي في المدارس لدعم نفقات التعليم لأبناء الأسر الفقيرة. ودعم الجمعيات الخيرية والميسورين للطلبة المحتاجين في توفير الحقيبة المدرسية لهم واهتمام، ومتابعة الجهات المسئولة بتتبع نتائج وتوصيات ومقترحات الدراسات والبحوث الخاصة بمشكلة التسرب، والعمل بتلك التوصيات والمقترحات.
من جانبه يقول الأستاذ محمد احمد الحداد مدرس تربوي في نموذجية الشعب: تسرب الطلاب من المدارس يعتبر بحقيقة الأمر من أخطر الظواهر الاجتماعية وأكثرها انتشاراً في أوساط طلاب المدارس وفي جميع مراحل التعليم والتسرب يمكن تقسيمه إلى نوعين وهو تسرب مؤقت عن الدراسة، و تسرب نهائي ودائم عن التعليم!
وأهم الدوافع المسببة لهذا التسرب من وجهة نظري كأخصائي تتلخص في الفقر لمعظم الأسر اليمنية فحوالي 64 %من الأسر اليمنية تعتبر تحت خط الفقر المدقع..مما ينعكس بدوره سلباً على معظم طلاب المدارس الذي يؤدي بهم للتسرب والبحث عن فرص عمل وبأبسط المهن الحرة لدرجة أنه يوجد ما يقارب 16 % من أطفال اليمن الذين يعتبرون من العمالة المحرمة دولياً وخارج قانون العمل والاهتمام بهم إطلاقاً من المجتمع تسربوا من المدارس وتشردوا في الشوارع..
والهجرة الداخلية والخارجية، فمعظم طلاب المدارس يتسربون من التعليم في المرحلة الوسطى من التعليم الأساسي بكثرة وخصوصاً من القرى اليمنية فهم يهاجرون إلى المدن الرئيسية للبحث عن العمل وتحسين دخل أسرهم مثل العمل ببيع القات...الخ أو يهاجرون إلى دول الجوار بهدف البحث عن فرصة عمل...الخ تساعدهم على مساعدة أسرهم والتغلب على أعباء الحياة في مجتمعهم اليمني...
وقوع بعض الأسر تحت رحمة الأمية والجهل، وهذا بدوره ينعكس سلباً على الأسرة اليمنية وثقافتها حيال العلم واهتمامها بالتعليم، وخصوصاً عند الأسر الممتدة ولديها أكثر من خمسة طلاب يدرسون فيتسربون من التعليم ..وثقافة المجتمع والأسرة بأن الطالب يكفيه يتعلم القراءة والكتابة فقط..وأن العلم ينظر إليه من الأمور الثانوية، وأن الذي يتخرج من الجامعة لا يوظف بسهولة ولا فائدة من التعليم ...الخ مما يؤدي إلى التسرب والخروج من المدرسة..!
بالإضافة إلى وجود مغريات كثيرة خارج المجتمع المدرسي، خصوصاً مقاهي الانترنت التي تجذب إليها الشباب، والتي تفتقر إليها المدارس اليوم...الخ!
الجمهورية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.