أتصفّحُ كعادتي منشورات الأصدقاء في صفحتي عبر وسيلة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) فأجد الكثير منها وبنسبة كبيرة ملفتة لا تخلو من كلمات الحب ومشتقاته ووسائله وأجهزته وأعضائه المختلفة ! والغريب في الأمر أن عبارات الحب تكثر حتى في شريحة الأشبال (العيال الصغار!) الذين لهم صفحات في الفيس بوك ، فينشر أحدهم منشوراً يقول فيه : ( آآآه يادنيا الندم ، لمَ لا تعطيني حظي من الحب ؟؟! لا طعم للحياة من دون حبيبي أرجوكم دلوني عليه !!! ) يقول هذا وينشره وعمره لم يتجاوز ال 15 عاماً !! وهكذا تجد في حالات ( الواتس آب ) و ( التانقو ) و ( الڤايبر ) وكل وسائل التواصل الاجتماعي جُلُّ عناوينها وشعاراتها لا تخلو من العشق والحب والغرام بمختلف كلماتها وعباراتها ؛ الأغاني بكل أنواعها تحتوي – في تقديري – على نسبة 99٪ من كلمات الحب والعشق ، وأغنيةٌ بلا حُبٍّ ليست أغنية يقول بعضهم .. رسائلنا ، مكالماتنا ، مراسلاتنا ، بل ربما حتى كتاباتنا صارت كلها تحت قبضة ( الحب ) وأعني بالحب ذلك المصطلح الوهمي الذي يتخيله الكثير ممن وقع في شباكه وخصوصاً الشباب والشااااابات بسبب ما يعايشونه يومياً من أمام الشاشات الكبيرة والصغيرة ( التلفاز + الجوال + الحاسوب المؤنتر وغير المؤنتر ! ) .. استمعتُ إلى إحدى حلقات برنامج ( عالم الأصدقاء ) المباشر الذي يذاع مباشرةً ظهر كل خميس من كل اسبوع عبر اذاعة المكلا فوجدْتُ أن أغلب مساهماته تصبّ في بحر الحب وخصوصاً مساهمات الفتيات التي كانت في تلك الحلقة بنسبة 100٪ تغوص في ذلك البحر !! المشكلة أن كل أولئك لا يجيدون السباحة في هذا البحر المطلاطم الأمواج كثير العواصف ! وكأنّ قواميس الحياة قد خلتْ من مفردات الجمال الأخرى .. نعم .. الحب أحد تلك المفردات لكنه بالتأكيد ليس الوحيد الذي علينا البحث عنه والغوص في أعماقه . لقد ولّدَ هذا الهوس من الحب مصطلحاً يدور في خلجات نفسي منذ فترةٍ قريبةٍ دفعني لكتابة هذا المقال .. إنه ( العشق الممنوع !! ) نعم .. هناك من تَسلّلَ بحبه وقفز بذلك على الخطوط الحمراء ووقع في وحل الخروج عن الفطرة السليمة التي خلقها الله فينا فصار يحبُّ ويعشق أبناء جنسه !! لقد وقفتُ بنفسي على نماذج من ذلك العشق الممنوع فرأيتُ العجب العجاب لنماذج من الشباب يحب بعضهم بعضاً ! ليس حباً كما هو الحب الذي يجب أن يكون حباً سليماً ؛ لكنه حبٌّ عجيب يصل إلى حدّ ما يكون من الحب بين الرجل وزوجته أو على الأقل بين الرجل وحبيبته !! المسلسلات والأفلام ومقاطع الفيديو التي يشاهدونها يومياً غسلت عقولهم وأفكارهم إلى حدّ الخروج عن مبادئ الفطرة السليمة .. الغزو الفكري الذي صنعه الغرب ونفذه العرب والمسلمون أنفسهم يكاد يكون السبب المباشر لما وصل إليه شبابنا وفتياتنا اليوم .. وبالتالي فإن كل مثل هذه الأشياء الغريبة التي يعاني منها زماننا هذا تنذر بقدومٍ وشيك ليوم القيامة وما هي إلاّ علامات واضحة جليّة لذلك اليوم الموعود . اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .. اللهم سلّم فطرتنا من الشوائب ما ظهر منها وما بطن … آآآمين