يستبقيك الآخرون دون أن تدري أين أنت من زحامك اليومي ؟ تنتظر أحدا لا ينتظرك ، تعد الدقائق عبثا . هل قررت أن تطلب شيئا سيدي ؟ يقاطع عبثيتك نادل آخر … خمس دقائق أخرى ، تجيبه ، ينسحب عنك ك فعلٍ كنت تحترفه ، ترفع عينيك ، تغمضهما ، تشد قبضتك … لم تتذكر ، تلعن هذيانك بإمتعاض واضح . الآخرون حولك ، عبثيون لكنهم يحترفون يومهم . شاب متأنق لكن العمر غزى ملامحه في ذات لحظه و ربما دقائق لم تكن لتعلم غائب كنت كأنت الان ، لكنك لا تجد سببا يمنعك من سؤالك لمن تنتظره دون أن تدركه وقتها ، تضحك في سرك لفضوليتك الفجائية وأنت تسأل ، ينتظر أحدا يعد الطريق إليه ؟! . صديقين يتبادلان الحديث وكأن كل منهما مرآة للآخر ، مضى الكثير بينهما ، تغبن نفسك إذ أنك لا إجتماعي كما يقول زميلك في العمل تمضي يومك بين كومة أرقام نفيتك عن خلاصة الحديث ف نسيت أن الحرف كلمة والكلمة درجة لقلب من نحب ومن لا نحب . قبالتك بجانب النافذة الركن الأيمن سيدة ك أنت تعزلك عن عالمها بجريدة الصباح ذاتها التي تؤسس يوم يومك ، لم تكن لتعلم بأنها أنثى لو لم تخفض جدارها عنك لتوقظ عقارب ساعتها بنظرات الإنتظار منزوعة الأمل ، كأنها أوقظتك أيضا تشير للنادل ف ينسل بخفة إليك . نعم سيدي ، أحضر لك شيئا ؟ بعينين غارقتين في اللاوعي الحاضر تهتدي كلماتك لجملة صغيرة تلقيها بتأمل مستمكن كأن الوقت ملكك . كم مر على تواجدي هنا ؟ ، بإستغراب يجيبك : قرابة الثلاثون دقيقة , سيدي . انسحب النادل عنك لم تكن لتطلب عيناك كانتا معجم توحد . تناولت منديلا وكتبت : " لم أنتظر سوى نفسي التي تصحو من حيرات الآخرين بتدرج الأسود في النهار