لازلت على يقين ان ما يعتمل في حضرموت حاليا من انفلات امني ومظاهر بروز قوة وهجمات انصار الشريعة في حضرموت ليس الا امتداد لصراع مراكز القوى في صنعاء منذ 2011 وحتى الان, اما ظاهرة تنظيم القاعدة فلا تعدو ان تكون ظاهرة عرضية, فهي موجودة فعلا بفعل فاعل ولكن ما يجعلها اكثر حدة وفاعلية هو استغلال مراكز القوى المختلفة لهذه الجماعات المسلحة, وستأتي اللحظة عندما تتمرد هذه الجماعات المسلحة عليهم وقد بدأت بوادرها بالظهور…. وليس بخفي على احد علاقة المجاهدين الافغان العائدين وقيادات تنظيم القاعدة بالرئاسة سابقا وعلي محسن الاحمر والتي اشارت اليها العديد من المقالات والوثائق ومنها وثائق ويكيليكس, فهم من قام برعايتهم وادماجهم ضمن قوام الجيش اليمني, لأهداف ابتزاز دول الخليج والمجتمع الدولي, وخاصة أغلبية الوحدات العسكرية الموالية لعلي محسن وقد كان تنسيقا كاملا بين العليين ان تكون هذه القوات المخترقة ضمن سيطرة علي محسن الاحمر, ومنها القوات المتواجدة في حضرموت والتي تشكلت مباشرة بعد حرب 94م من مقاتلي الاحزاب الدينية والمجاهدين الذين دخلوا حضرموت فتحولوا الى وحدات عسكرية في الجيش اليمني ثم لتتحول الكثير منهم الى شبكة دولية ترعى عمليات تهريب المخدرات والسلاح والبشر الى اليمن والدول المجاورة .. وقد كان علي محسن ولا يزال مسيطرا عسكريا بالوحدات الموالية له على حضرموت, كان ذلك منسقا بين العليين في البدء, ولكن بعد 2011 اصبحت السيطرة على حضرموت أغلبها فقط لعلي محسن فيما عدا وحدات قليلة والامن القومي. سقوط عمران واللواء 310 وهناك كانت مخازن اسلحة علي محسن وقوته الرئيسية, سقوطهما اضعف علي محسن وجرده من قوته الرئيسية وبقيت له سيطرة اكثر على حضرموت وعلى المصالح النفطية للعليين. وكان هذا التحذير, حضرموت مقابل عمران, وهي دلالة واضحة على شعور علي محسن بقوته وامساكه بخيوط الامن في حضرموت وتمكنه من اسقاط امن حضرموت متى شاء.. ومن المؤكد ان ( الزعيم ) لن يترك غريمه ينفرد بالسيطرة على حضرموت ومصالحه النفطية هناك, فعلا لم تقم حتى الان انصار الشريعة بتهديد الشركات النفطية في حضرموت لان مصالح الطرفين تتشابك هناك, ولكن يبدو ان ( الزعيم) يخطط في اسقاط غريمه في حضرموت واحلال القوات الموالية له….وهنا في اعتقادي يكمن لب وجوهر الصراع الحالي في حضرموت. استفزاز انصار الشريعة للجيش اليمن وصدم مشاعر المواطنين بارتكابهم الجريمة الشنعاء بحق 14 جنديا هدفه الاساسي هو رفع وتيرة الحرب وحشد مزيد من القوات الى حضرموت, اكثر من 7 الوية متواجدة حاليا في حضرموت , اليست كافية لمواجهة بضع مئات من تنظيم القاعدة؟ والمسموع ان هناك 9 كتائب من الحرس الجمهوري ( سابقا) سيتم ارسالها الى حضرموت !!! كلنا نريد ونتمنى القضاء على كل مظاهر الارهاب في حضرموت واقتلاعه من جذوره, ولكننا نأبى ان تكون حضرموت ساحة لتصفية مراكز القوى لحساباتها او ان تستبدل قوات علي بدلا عن قوات علي.. نريد جيشا وطنيا وتنفيذ توجيهات الرئيس بتجنيد ابناء حضرموت في الجيش والامن العام وان لا نهرب الى مشاريع اللجان الشعبية… فاذا كان عذر الجهات الرسمية في عدم تمكنها من تنفيذ توجيهات الرئيس ومخرجات مؤتمر الحوار بتجنيد ابناء حضرموت بعدم وجود المخصصات المالية الكافية لتجنيد ابناء حضرموت , فمن اين سيتم تمويل اللجان الشعبية ؟ وكيف يستمر تجنيد عشرات الالاف من بقية المحافظات الشمالية واخرها اربعة الاف من الجوف ؟ من المؤسف بقاء الانسان الحضرمي في موقف المتفرج السلبي ووطنه تنهشه الوحوش وتشوه تاريخه وهويته التي استطاع بها نشر الاسلام في العالم ….