تتواجد في مديرية أمن سيئون بمحافظة حضرموت في حجز الرجال منذ أسبوع شابة عشرينية تدعي أنها رجل وتلبس ملابس الرجال وحالتها النفسية سيئة حيث قامت بإيذاء نفسها ماعرضها لنزيف حاد خلال فترة إقامتها بمبنى المديرية . هنا بداية القصة في يوم الثلاثاء 14 أكتوبر وجدت هذه المرأة في منطقة الحوطة التابعة إدارياً لمديرية شبام بوادي حضرموت ملقاة في المنطقة لأسباب لم تؤكد بعد غير أن البعض أرجعها لتأثير مذهبات العقل الذي نسب إليها ولم يثبت بعد. قام بعض المارة بتسليمها إلى نقطة الجيش القريبة.. وهي مرتدية ملابس رجالية لايتبين معها ملامح وهو ماجعل الأمر ملتبس على جنود النقطة العسكرية فتم الاعتداء عليها بالضرب وأخذ ما بحوزتها ثم قاموا بتسليمها إلى مديرية أمن سيئون دون أي تهم. تناقلت الأنباء واختلفت الآراء حول كيفية القبض عليها وماهي حالتها حيث ذكرت بعض الشبكات الإخبارية أن مديرية أمن سيئون تلقي القبض على فتاة في عمر المراهقة كانت تلبس ملابس الرجال وتسوق سيارة خاصة بأحد الشوارع – وهذا ما نفاه مدير أمن المديرية – لم تتوقف هذه الأخبار المغلوطة من التناقل، وظلت القصة الكاملة للشابة التي تلبس ملابس الرجال وما تعرضت له لغز حائر إلى أن التقينا بها في مبنى المديرية . مأساة بالحجز في مديرية الأمن بمديرية سيئون التي تكتظ بالرجال، تحجز فتاة عشرينية الناظر لها يجد أنها تعاني من عدم استقرار واضطرابات نفسية. ظهر يوم الأربعاء الموافق 15 أكتوبر تم أخذها إلى مستشفى سيئون العام لوجود جرح بطول ستة سنتمتر وعمق نصف سنتمتر في الساعد الأيسر من الجهة الأمامية من يدها. يقول البعض أنها حاولت الانتحار ويقول أخر أنها تقوم بذلك تحت تأثير ما تتعاطاه . لم تمر سوى ثلاثة أيام من حادثتها الأولى حتى أُخذت مره أخرى إلى المستشفى لما تعانيه من نزيف مع التهاب شديد ما ينتج عنه آثار جانبية خطيرة، ولم تشخص أسباب النزيف من قبل المختصين. يقول أحد العسكر أنها تقوم بضرب رأسها بالجدار عندما يغلق عليها باب الحجز؛ في حين أن مدينة سيئون حاضنه وادي وصحراء حضرموت و التي تعتبر ثاني اكبر مدينة في حضرموت لم يتم فيها تخصيص حجز خاص بالنساء تحت إشراف كادر نسائي ! خلفيتها قدمت الفتاة إلى وادي حضرموت منذ عشر سنوات وهي تلبس ملابس الرجال وتدعي أنها رجل تصاحب الشباب وتخرج معهم في الأماكن العامة وتقود السيارة ، عندما تشاهدها تعتقد أنها شاب مراهق في بداية العشرينيات الكثير اتهمها بالعمل مع تجار المخدرات لكن بدون أي إثبات أو دليل يدين ما نسب إليها ، اسمها (هبة حسين محمد) ذات الملامح البريئة المدموجة بشقاوة الأطفال، تطلب من الجميع بمناداتها بالشيخ راشد ! هبة حسين محمد أو كما تحب أن ينادى لها بالشيخ راشد تبلغ من العمر (24) سنة ، تزوجت مرتين وطلّقت لأسباب غير معروفة.. أنجبت طفل يبلغ من العمر الآن أربع سنين لا تعرف هي عنه شي . لقاء بالحجز في صباح يوم الاثنين 20 أكتوبر اتصل بي الناشط الحقوقي المحامي/ سامي فرج طاحس لتحديد موعد لقاء مع مدير الأمن بمديرية سيئون العقيد/ جعفر سالم بن كده والتأكد من سلامة المحجوزة "هبة حسين محمد" التي تتواجد منذ أسبوع بلا تهمه في حجز الرجال ولم يسأل عليها أحد من أقاربها. توجهت إلى مكتب مدير الأمن بمعية المحامي/ سامي فرج طاحس والتقيت بالمدير الذي رحب بقدومنا وتوجهنا مباشرة إلى مكان حجز الشابة هبة حسين في مبنى خصص لها في شقة بالدور الثاني لها درج واحد وبابين ، عند دخول المبنى ( الشقة ) التي تتكون من ثلاث غرف، وحمام، وهي خاوية من التأثيث ويوجد بها فرش رث الهيئة فقط وكتابات منتشرة على الجدران كتبتها الفتاة بأحمر الشفاه، منها: ( حرام وربي ) . سألتها عن طريقة قدومها إلى مبنى المديرية فقالت: " أنا ذهبت بنفسي إلى النقطة العسكرية وسلمت نفسي إلى العسكر ) ، وأضافت، ( تم أخذ جوالي وكاميرا كانون كانت بحوزتي وتم الاعتداء علي بالضرب في ظهري دون وجه حق ) . مدير الأمن الإنسان دائما ما تنعت المحجوزة هبة حسين مدير الأمن ب(بابا) جعفر وهي ترفض مغادرة مبنى المديرية لحسن تعامله معها وعنايته بها والتزام الجنود بتعليماته في التعامل معها . وفّر لها جميع ما تحتاجه من خصوصية، ويحتفظ بنفسه ببعض ما تبقى من أشياءها الثمينة، يعاملها بطيبة، وكأنها ابنته، أخلا لها مبنى كاملاً لوضعها فيه الذي يعتبر سكن لعسكر الدوريات لعدم توفر حجز خاص للنساء. توجهت بسؤالي إلى مدير الأمن لماذا هي محجوزة إلى اليوم ؟ قال (مدير الأمن): "أنه تم التحفظ عليها إلى أن يأتي ولي أمرها لأخذها، ولم تسمح لي إنسانيتي بإخلاء سبيلها لما قد تتعرض له من هجوم من ذئاب بشرية جراء حالتها النفسية". أين الإنسانية التقت بالمحجوزة لجنة من نساء فرع اتحاد اليمن ولجنة حقوقية من مؤسسة حق لحقوق الإنسان لمناقشة وضعها وإقناعها بالذهاب إلى ملجأ الأمل بالعاصمة صنعاء إلا أنها رفضت ولم يتم إلزامها وانتشالها من واقعها الأليم. وبحسب تقدير الكثيرين أن المحجوزة هبة حسين محمد من المفترض أن يتم معالجتها ورعايتها وإعادة تأهيلها في مستشفى متخصص لتقديم سبل المساعدة لها والمحافظة عليها إلى أن يأتي ولي أمرها لأخذها بإشراف مباشر من قبل مدير الأمن للاطمئنان وتأكد حسن معاملتها ورعايتها الصحية.