تأخرت في نعيك كثيراً ياسليمان، يامن رحلت عنا غفلة بدون ميعاد، وخطفك الموت منا ولا حول لنا ولا قوة في ذلك، ولا أعتراض على حكم الله، فهو اللطيف والرحيم بنا في حياتنا وبعد مماتنا. رحلت عنا ومازلت أشاهدك أمامي في كل مكان اجتمعنا فيه، فكل مكان أحل فيه وإلا بطيفك أمامي، ولا إستطاعة لي بأن أنساك وأنت من سكن القلب منذ الطفولة عندما تأتي إلى خيلة نلعب سويا وعندما أذهب مع والدي إلى بيتكم يكون بيتكم حاضناً لنا، وكنت معي وأنا معك في غربتنا أيضا، نجتمع في الكثير من الأحيان ونضحك معا ونحلم معا، ونمضي بأنفسنا إلى طريقنا كلن منا يحمل على كتفيه همه وحلمه. فكلما مريت في شوارع جدة أو بالقرب من البيت الذي كنت تسكنه مع أبيك وأخيك علي أتذكرك واتحسس من وجودك لعلي أجدك أو أمسك بطيفك. جأني خبر وفاتك مع أخر خيوط الشمس لترسم على قلوبنا ليل ثقيل بحلكته وبرحيلك المفاجئ وأنت لم تبلغ الثلاثين من عمرك وكنت في زهرة شبابك وطموحك الغير منتهي. رحلت عنا وتركت لنا عصافيرك الجميلة تحمل اسمك الجميل ياسليمان، ونحن أيضا نحمل اسمك بين حنايا قلوبنا الجريحة بفراق كل من نحب من أرض وإنسان. لا تعاتبني ياصديقي وياأخي بتأخري عنك، ولكن فراقك له واقع كبير عليّ جعلتني أعيش في لحظات محيرة جدا لا طاقة لقلبي الصغير تحملها فالمصاب جلل والاسم ( سليمان) كبير في كياني. ، لا أستطيع أن أجمع كل لحظة جمعتنا معاً في البلاد أو في جدة أو على طريق الطائف. كثيرة هي الجلسات كصداقتنا الكبيرة التي لا يعلم بها بعد رحيلك إلا الله سبحانه وتعالى وأنت وأنا، جددنا ( المخوه) و ( الصداقة ) بعد رحيلك، وهذا بفضل الله علينا ونعمته، أن جعل ( مخوتنا) تتعمق أكثر بعد رحيلك ياسليمان رحمك الله رحمة واسعة لا حدود لها، رحمة الله العظيم وليست رحمة البشر التي تتلاشى وتختفي أمام رحمة ربنا الكريم والرحيم. أتذكر آخر لقاء بيننا في البلاد وعلى حواف وادي دوعن كان في عام 2006م جلسنا معاً نحلم بأحلام كبيرة لم يسعها ذلك اليوم ( الجول ) الممتد على طول بصرينا، وودعتك ذلك اليوم مثل رحيلك الأخير عندما تتلاشى الشمس مودعة ليوم جديد. وبعدها كلن منا ذهب في سبيله وبهمومه نقطف قليلاً من الوقت في جدة والأيام تسوقنا بسرعة فائقة إلى آخر يوم سمعت نبأ رحيلك بتاريخ 20-11-2011م عندما كنت أقرأ رواية ( البؤساء) للأديب الفرنسي (فيكتور هيجو)، وكتبت تاريخ رحيلك ياسليمان بن سالم عبيد باطويل في آخر صفحة من الكاتب، ومازلت ياسليمان في القلب يرحمك الله ياأخي وياصديقي الذي أحببتك من كل قلبي وياأحد رفقاء الدرب رحمك الله. أخيك عمار الطويل باطويل