قالت مصادر طبية ومحلية إن عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف مجلس عزاء بمدينة جعار في محافظة أبين جنوبي اليمن مساء أمس السبت ارتفع إلى 45 شخصا، وذلك بعد وفاة عدد من المصابين متأثرين بجراحهم. كما أسفر التفجير عن إصابة أكثر من أربعين من أعضاء اللجان الشعبية. وأفاد المحافظ جمال العاقل بأن ضحايا الهجوم كانوا يحضرون العزاء الذي أقيم لابن شقيق قائد اللجان الشعبية (مسلحون مدنيون مؤيدون للجيش) في جعار، ووصف العملية بأنها "اعتداء إجرامي غادر وجبان". وقال أحد شهود العيان إن انتحاريا تسلل إلى مجلس عزاء في حي الري أقامه عبد اللطيف السيد قائد اللجان الشعبية بجعار لابن شقيقه وفجر نفسه وسط المعزين. وقال مسعف شارك في عمليات انتشال الجثث ونقل الجرحى إن جثث القتلى تناثرت في المكان وبصورة وحشية. وقال شاهد عيان آخر وهو من سكان جعار إن "الانتحاري ينتمي إلى تنظيم القاعدة"، وأضاف أن "التنظيم يحاول الانتقام من اللجان الشعبية التي دعمت قوات الجيش في استعادة المدينة". وقالت مصادر طبية إن جثامين 24 من القتلى نقلت إلى مستشفى الرازي في جعار، بينما توفي 12 جريحا في ثلاثة مستشفيات بعدن. وأكد المسؤول في الإدارة المحلية في جعار محسن بن جميلة أن ستة من جثامين القتلى انتشلت من قبل أقرباء في مكان الهجوم ودفنت، وأضاف أن الجرحى يعالجون في مستشفيات في جعار وعدن، مشيرا إلى أن ثلاثة آخرين من الجرحى توفوا متأثرين بجروحهم. خطأ أمني من جهته، حمل الأمين العام للإدارة المحلية في جعار ناصر عبد الله المنصري السلطات المركزية في صنعاء "جزءا من المسؤولية عن ما حدث"، وأشار إلى أن السلطات لم تعزز الحضور الأمني في المدينة لفرض سيطرتها على الوضع بعد أن نجح الجيش في إخراج مقاتلي القاعدة منها في يونيو/حزيران الماضي. وأضاف "أن جعار وغيرها من مدن محافظة أبين لا وجود للأمن فيها، وعناصر القاعدة موجودون في جميع المدن وبشكل سري"، وأبدى تخوفه من تفاقم أعمال العنف وإقدام القاعدة على استهداف المدنيين الذين وقفوا مع الجيش في معركته لاستعادة محافظة أبين التي ظلت غالبية مدنها تحت سيطرة التنظيم لأكثر من سنة.