في علم الفلسفة تصارع الأضدادضرورة لدفع بل المتغيرات الذاتية والموضوعية يؤدي الى مخرج الى الساحة كيفما كان هذا المخرج وهو دفع الى الامام تحتمه عناصر الصراع المتعاركة في ما بينها بشده او بليونه تدلف من خلالها الاسباب الى الواقع ,واليوم نحن امام صراع قوي وشرس وهو في حد ذاته لا يخدم الوصول الى مخرج وحلول جديه وجذريه تنقل الواقع وتغلق الابواب امام التدهور المتربص لحظتئذ بما يدور بين الاطراف السياسية ويعمل على التهام كل الحلول المؤدية الى الاجماع ووقف التدهور الجاري على الساحة اليمنية التي طال الحوار حول المخرجات المؤقتة و الترقيعات على الاقل لفتره قريبه نحن في حاجه اليها بعد اطول حوار في افقر بلد ولا اقصد هنا الحوار الوطني التجاري الذي انقضى عهده ودخلنا في نفق طويل ربما يبتعد الضوء اكترفأكثر عن طريقنا كدليل للمخرج واستعيد هنا جملة للرئيس الراحل "سالم ربيع علي " عندما قال يومذاك: ( أطول حوار لأصغر بلد في العالم ) وقصد حوار الاحزاب في عدن يومها. القصد الذي ننشده ليس بايديناوانما هناك ملامح ضبابيه لا تتشكل بصدق ولأتعطى دليل لما سيكون الامر امامنا لما نرغب فيه ,هناك خبث في كل ما نراه ومن يرمي حبل الانقاذ لنا يرمي حبلاباليا مهترأ لا ينفعولينقذ وحال الاحزاب السياسية والاطراف في صنعاء لا يجعل الواقع قريبا من الحل !ولايجعل الحل في الواقع ,بل التنافر هو سمه طاغيه في الوقت لراهن ما بين الاطراف والكل يناور دون ان يمسك بالكرهالصغيرة التي تطير في الهواء وتوشك على السقوط على الارض دون ان تمسك بها الايدي,هذا التنافر هو صراع سلبي لا يبحث عن حل وانما ابقا للازمه قائمه خلف الستارة الرقيقة لتدخل الى المسرح وقت ما تشاء دون اذن وبكل ادواتها البغيضة التي تبقي الوضع على ماهو عليه وهكذا يدور الحال ويا ازمه دوري دوري. الان في خضم المناقشات الدائرة للأزمة تحت رعاية المبعوث الدولي السيد جمال بنعمرو وحضور الاحزاب والحوثيين والقوى الداخلية والخارجية المترقبة والتليفونات الساخنة مابين العواصم القريبة وصاحبة القرار (ونكتب هذا ومهما توصلت الاطراف الى حل مؤقت حسبما يدار في الشارع السياسي ) ليس الحوثيين وحدهم هم الحل وليس استقدام رئيس ومجلس رئاسة هو الحل ايضا وليس النواب للرئيس وتوسيع رقعة القرار للحكومة هو الحل وليس كذلك ادخال الاسماء الجديدة لمجلس النواب المزمن الذي فات زمنة وضاع هو الحل نحن امام معضلة قضت عليها الحالة السياسية المترهلة التي ارادت الا ان تبقي الماضي المتزمت وجاهلية القبيلة وعقلية المالك والمملوك هي السائدة ، سقط الحوار الذي لم يرتكز على امتداد واقعي وتدهورت بعده كل الافكار التي لم تخدم ولم تلبي طلب القوى الداخلية في الجنوب والشمال والاقليم العربي المجاور وهذا احد المعيقات التي لم يحسب لها حساب يومئذ ولازالت هي القطعة الضائعة من الحديد لسكة القطار في اليمن ، هنا لن يجد الحل طريقا لا في الشمال ولا في الجنوب ولن ينجو الحراك الجنوبي من حالة الغموض التي يعيشها ولا التدهور القيادي مالم تنفرج الازمة في صنعاء اوان يشتد شكل ولون القرار الجنوبي الذي نشك اننا نقترب منه في الوقت الحاضر . من يصدق مع الحراك ؟ جرى في هذا العالم تبدلات كثيرة خرجت سلوفينيا بشكلها الحالي وخرجت كرواتيا بما هي عليه وجاءت تيمور الشرقية بحكمها الذاتي الواسع بشهود وتواقيع دول وانقسمت تشيكو سلوفاكيا قسمين بسلام ووداعة ، وتوثقت عرى دول مثل الاتحاد الروسي الحالي ، بل توسعت صلاحيات شعوب من خلال توسيع الحقوق والصلاحيات والثروة والبرلمانات في بعض الدول انصافا لشعوبها وكفت دول عن هدير الفتن وافتعال الازمات ونحن امام الحراك الجنوبي نواجه ازمة ولازاليلاحظها رجل الشارع ويبكي حينما يرى ذلك التفرق الذي لا يسر ولا يكمل نضالنا الكبير والطويل في الجنوب ولم نملك ولو مفاتيح للحل ، وحينما تفجرت الازمة في صنعاء تناثرت اقاويل بين مجالس انقاذ ومجالس ثورية ولجان شعبية بل ادعى البعض وهذا مما يضحك في مكالمات مع القنوات الى انفصال اقاليم وفق الحوار الوطني وصار كلا يغني على ليلاه بطريقته حتى حسبنا اننا قد وصلنا الى ما لم نكن نتوقعه وتخطينا ما كنا ندعيه في يوم من الايام وافقنا واذا ما حولنا مطل كالحريق ! اذ اننا لا زلنا في حرب زعامات نتوه وافتعال البالونات نتوسع ونجيد الالوان والتصاريح التي تطير في الهواء ولا لها علاقة لا بالأرض ولا بالواقع ويظل السؤال في يوم من الايام كنا نعرف طريق الحراك ونعرف الهدف الذي نقطع في هذا الطريق ونأسى راهنا في اننا قد نعجز عن معرفة ما نقطع من خطوات في الطريق الذي لم يعد يدلنا عليه دليل ولا منقذ ، وهنا نقول لا عزاء عندئذ لجماهير البسطاء الصادقين وكل المناضلين من قوى الشعب المتحد في الجنوب ونسأل الله السلامة والله من وراء القصد .