مع الغزو الحوفاشي للجنوب تحت مسمى تطهيره من الدواعش والقاعدة كما يزعمون وما لم يكن في الحسبان فقد انكشفت الكثير من الحقائق التي لا تدعو مجالاً للشك في نوايا خبيثة ومبيته لإجرام دام قرابة ربع قرن من تلكم الوحدة المشئومة التي ذهب ضحيتها وغدرها ابناء الجنوب عامة . لقد كشفت الحرب في عدن تلك الاقنعة الزائفة وما لا يتصوره من كان في قلبه مثقال ذرة من تلك الوحلة اليمنية الباغية التي كانت نتائجها انفاق وسراديب في محيط عدن وداخلها كملعب 22 مايو وفي المنطقة الخضراء وبالقرب من المطار بالإضافة الى هؤلاء الذين كن نظنهم مساكين يرتزقون من خشاش الارض في صوالين الحلاقة ومفترشي الطرقات من اصحاب البساط وممن يمتهنون اعمال كثيرة انهم يوماً جنود مجنّدة وخلايا نائمة زرعها عفاش ليوم اسود كانت تخطط له ايادي البطش والجبروت لإبادة شعب الجنوب عن بكرة ابيه وما خفي اعظم ،ولولا حكمة من الله وعنايته اذ لم تبق سوى بضع سويعات وسنصبح عدن في خبر كان بل وستلعن صحابة رسول الله في مساجدها وإذا بعاصفة شديدة سخرها الله قادمة للنجدة .. اهي دعوة رجال صالحون قاموا في جوف الليل او مظلوم رفع يده حين دك بيته بالقذائف فقتل من كان فيه . ها هي عاصفة الحزم وها هم اخوتنا في الدين والعقيدة تهب لتمطر السماء ناراً على الطغاة وتشتعل الارض من تحت اقدامهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم فقُتل من قُتل وفر من بقي وها هي تلك العاصفة تلاحقهم في بيوتهم وفي اوكارهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى . ولنحمد الله جميعا على ان كشف عنا هذه الغمّة وهو القائل: (( يا أيها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم )) بل وجب علينا رص صفوفنا وِتجاوز خلافات الماضي ولعل ما حصل لنا هو عبرة وبلاء لما في صدورنا وتمحيص لما في قلوبنا حتى يبدلنا الله بعد ذلك الخوف امناً وبعد العسر يسراً . اللهم عليك بمن روّع الامنين في عدن والضالع وشبوة وكافة مدن الجنوب وسفك دماؤهم وقتّل اطفالهم بغير حق . اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك وانصرنا عليهم عاجلاً غير آجل واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية .