ألم لا يحتمله الموتى، عراة إلا من الجوع ، وعلى أكتافنا الفقر ، نوشك ألا نصل كحمار الرحى نمضي لنعود ونعود لنمضي ،غير أنهم لم يغمضوا أعيننا كالعادة – والفاعل هنا متعدد مجهول بضرورة المعلومية -ليس لسبب محدد وإنما لنبصر ما نحن حوله وما هو حولنا لا ندرك ولا نجيد إلا لعن أنفسنا . ألم لا يحتمله الموتى ، هو ذلك الألم المحتفى به على طاولة المؤتمر المنعقد بالرياض المنفتح على انتظار لانتظار مفخخ بانتظار لايصل تكون خطاهم فيه المزيد من الأشلاء والمزيد المزيد من الأنقاض والخراب والمشردين . لا جديد .. فهم بعد أن زايدوا على حياتنا وكرامة عيشنا بالأمس ، يزايدون اليوم على موتنا . يتاجرون بموت ربما لن يضيف كثيرا إلى أرصدتهم المتكدسة في بنك الجحيم.. إن مؤتمر الرياض المنغلق على من فيه ، ينظر إلينا بقفاه ويسمعنا بمؤخرته ولا يفكر فينا إلا بعقل (كرشه) ومنطق ما بين فخذيه تتقاسم حيتانه حصصها من دمنا ولحمنا .. نحن شعب عظيم ========= يجب أن نحبس أنفاسنا لأنها تولد أزمة أوكسجين عند الجيران. يجب أن ندفن أفواهنا لأنها نتنة يتأذى منها الجيران. يجب أن نطفىء أجفاننا حتى لا نغتال الليل الدائم عند الجيران. يجب أن نموت حتى يعيش الجيران .. بين الشرعية والانقلاب : ============ اصمدوا بأرواحكم ، (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) أصوات وضجيج. (إنما بالجوع وحده يحيا الإنسان) صوت آخر لم تستوعبه قاعة الاجتماع .