( صالح بامهري) (مردوف)( صالح بافرج) (باصديق) ( عمرباعلي) (سالم بوزيدان) (أحمد الغيلي) (عمر حسنون) ……وغيرهم كثر, وقبلهم أكثر….. أسماء ارتبطت ارتباطا عضويا بالولائم في المكلا : سعيدها وتعيسها، وهي تمثل أواخر ما يمكن تسميته بالعصر الذهبي للطباخين التقليديين الذي انتهى بعد قيام الجمهورية اليمنية, ولكل عصر ذهبه ولونه . وبعودة إلى عصرنا الذهبي أو عصر أبطالنا الطباخين كما شاهدناهم نجد لهؤلاء الكلمة العليا عند مخدميهم قبل أن يحمى وطيس الوليمة وفي أثنائه . يبدأ اليوم المشهود بقيام ثلة من شباب الحافة وأقرباء أهل الوليمة السعيدة منذ الفجر الباكر بجلب الطباخ ومساعديه من مكان متفق عليه وجلب ما تبقى من قدور الطبخ النحاسية الكلاسيكية وعدة وعتاد فارس اليوم . عندما يصل فارسنا وأركان حربه إلى ساحة الوغى يتفقد المكان بهدوء وتأنٍ و يحدد المكان المناسب للقواعد التي تنطلق من تحتها النيران . ثم يبدأ بإصدار أوامره للجنود المتطوعين والمستعدين لتلبية الأوامر , وقبل ذلك يأمر بوضع الأخشاب (والقصام ) تحت القواعد الحديدية ويتفقد بنفسه شعلة النار وجذوتها لايطيعها عندما تقول هل من مزيد ثم ينزع منها جميرات يعمر بها بوريا صباحيا يعدل به المزاج لتنهمر بعد ذلك الأوامر والتكليفات الآتية : تقطيع البصل , فتح علب الطماطم ، تقريب الذبائح، تقريب الحطب ، القيام بإخراج الرز من الجواني وغسله، وضع المناحيز في وضع الجاهزية لدق ما يمكن دقة، تجهيز علب السليط، إحضار ما تم تجهيزه في البيوت . وينتشر الناس بكل فرح وسرور وينهمكون بينما فارسنا يستغل هذا الوقت بتجاذب أطراف الحديث مع أركان حربه في شيء لا نظنه له علاقة بالطبخ والطبيخ . وهكذا تبدأ الجولة الحقيقية للمعركة قبل أن يبدأ الفرسان دورهم ,فعندما تميز النار من الغيظ يأمرون بوضع اللحم في القدور , وهنا تبرز مشاركتهم الفعالة الخبيرة في حفلة الرز المكلاوية الشهية ببهاراتها الطاغية. يكون عندها كتيبة البصل قد نفدت مهمتها وقطعوا البصل أوصالا وأبعدوا ما عنه دالا . ويتسارع الإيقاع ويحمى الوطيس وتتكثف الأعمال,هاهم جنود الطماطم جاهزون, ومقطعو القصام متحفزون, والغاسلون للرز متكاثفون , وأصحاب المناحيز يتقافزون . وفارسنا في قلب المعركة ثابت في مكانه يضع للأمور مقاديرها اللازمة في أوقاتها المناسبة , وهي سر من أسرار صولته وعنوان لقوته . وينتصف النهار وقد قذف بمن يستحق القذف في النار لتبدأ استراحة المحاربين , ويأمر طباخنا بالفطور وما أدراك ما الفطور , فهو دور ربات الخدور, ولأنه الملك والقائد فيبدأ به ويعطى من الكبدة أحسنها ومن المعجنات أجملها ومن( الصانة )أشهاها, ومن الشراب مصطفاه , ومن الحلو منتهاه . وتبدأ الجولة الثانية ماقبل الأخيرة يدشنها بطلنا بتعميرة جديدة حتى يفرغ الجميع من الطعام ويسترجع ماتبقى منه واللئام نيام . ثم يتفقد ساحة الوغى ويعيد تريب الصفوف ثم يستعد للجولة الأخيرة الصاخبة الخالية من النيران و يشهدها الأباعد والجيران . إنها مرحلة ملء البطون التي عند خوائها تغيب الذهون وتعم الفتون . في هذه الجولة يأخذ فارسنا وكبار مساعديه أماكنهم اللائقة بعد إدارتهم الحكيمة للمعركة السابقة ويضع الزعيم حبات الرز في الصحون المعدنية (التباسي ) كمن ينثر حبيبات الورود للمهنئين بالانتصارات ولكنه يحرص على أن يسمع كلمات الثناء لما قام به من دور عظيم . ويكتمل دور فارسنا مع آخر صحن رز يرسل للنساء ولاينسى عند مغادرته المكان حصته من الغنيمة في إناء خاص به . إن صولجان أخواننا الطباخين ووجاهتهم المؤقتة لا تعني ابتزازهم لأصحاب الوليمة .فجيش المساعدين المتطوعين يقلل من كلفة الوليمة. لقد كان الطباخون جاهاً بلا مال والآن مال بلا جاه . ويستمر دور المتطوعين ولا يتوقف إلا بعد غسل أواني الطبخ وإعادتها إلى أماكنها وكذلك عدة الطباخ وبعد نهاية المهمة يخبر الطباخ في مقهاه أن الأمر بلغ منتهاه . ثم يسلمون عليه ويفرحون إن رد التحية بأحسن منها أو ردها بمثلها .