ينعم الله على كثير من الناس بأمور قد لا توجد في غيرهم من البشر، فقد يوفق الله البعض في حياتهم دون غيرهم وقد يفتح الله الرزق لعبد من عباده دون غيره ،كل هذا الأمور تعتبر فضل من الله سبحانه وتعالى ، قد يكون لسبب طاعة المؤمن لربه أو لاجتهاد الشخص في عمله وفي مجاله فيوفقه الله في ذلك. ولكن عجب العجاب في هذا الزمن وخاصة بين أوساطنا نحن البشر ، نعيش جحود بعضنا البعض ، فتجد الكثير لا يسعد حين يسمع أن أخيه توفق في شي ما أو أن الله رزق أخاه من غير لا يحتسب ، فهو هنا يصاب بمرض الجحود والحسد لأخيه لما وصل ألية من نجاح أو تفوق أو حتى رزق ،بل أن الأدهى من ذلك والذي أسمع به لأول مرة في حياتي هو حين يجحد الأنسان أخاه وهو في بداية طريقة للنجاح ، فتجده يكن له الكرة والحقد لدرجة تصل به إلى زرع العقبات في طريق ذلك الشخص بما يسمى بالعامية المعروفة"دق المسامير" ، فيجتهد ذلك الجاحد بكل ما أوتي من قوة في سبيل توقف ذلك الناجح أو ذلك الرزق المنهمر لغيره دونه . أن ما وصل إليه البعض من البشر ليصل إلى درجة الجحود والحقد فهو أما خوفاً على منصبه من ذلك الشخص الذي يكن له الكرة أو خوفا من ذلك الشخص المجحود والمحقود بأنه قد يكون له شأن في المستقبل ، فهم من هنا يريدون أقصائه والحفاظ على مكانتهم و مواقعهم من الأعراب ، ولكن هل هذا الشي يجعلنا نجحد بعضنا ولا تنمنى التوفيق لبعضنا أو لا نفرح حينما نسمع بأن أحدنا نجح في أمر ما ؟ أن كان هكذا فو الله أعتقد بأننا بحاجة ماسة لتطهير القلوب وتصفية النفوس من ذلك الدنس الخبيث الذي لا يمكن أن نرقى بأنفسنا ما دامت تلك الخصلة موجودة فينا ، بل يجب علينا أن نحب الخير لبعضنا كما نحبه لأنفسنا بل نكون سبب بعد الله في ظهور وبروز وجوه جديدة في جميع المجالات خاصة وأن كنا قد بلغنا من العمر عتياً ، فلا يمكن للإنسان أن يأخد زمنه وزمن غيره ، ولا يمكن أن يكون نجاحك وإبداعك في السابق مثل الآن فأعطى فرصة لغيرك ولا تكن جاحداً بل كن عونآ ومساندآ لمن خلفك حتى تضع لك بصمة في نجاح الآخرين"ولا تحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله "بل بارك لهم وأبدى مساعدتك لهم فتلك هي شيمة الكبار وشيمة الناجحين بل وكنز لا ينفذ وأنت بذلك الشيء تثبت بأنك مع القادمين بل ومصباح منير في طريقهم للنجاح ، فلاتدع لتلك الخصلة مكان في قلبك ، وحافظ على إنجازاتك وأنظر لسجلك قبل أن تنظر لتلك الخصلة ، فهي خصلة منحطة لا يحملها إلا الفاشلون أو اليائسون والمحبطون من البشر ، فكن عونآ للآخرين وأعلم بأن الله سبحانه وتعالى يعطي كل شخص بحسب نيته فأنظر إليها رعاك الله