العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ المعاودة: ندعو إلى وحدة اليمن ودول الخليج تمهيداً لوحدة العرب والمسلمين
ألقى خطبتي الجمعة في جامع الصالح بصنعاء
نشر في الجمهورية يوم 06 - 06 - 2009

أكد رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني فضيلة الشيخ عادل بن عبد الرحمن المعاودة، أن الوحدة اليمنية بقدر ما تمثل قوة ودرعاً للمنطقة العربية والخليج بشكل خاص، فإنها في ذات الوقت نواة لوحدة الأمة.. مرجعاً حالة الوهن والضعف التي تعانيها الأمة اليوم إلى ماوصلت إليه من تشتت وتمزق وتفرق . وقال الشيخ المعاودة في خطبتي الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الصالح بصنعاء :" ننادي ونطالب زعماءنا وأمراءنا وملوكنا ونقول لهم: إننا معكم في الخير يد واحدة رجال مخلصون ولكن الى متى سيظل التفرق ونحن نعلم أنه بتمزقنا نضعف ونؤكل واحداً تلو الآخر؟! .. ندعوكم أن تحتذوا بوحدة اليمن وتجعلوا اليمن المثال الذي يجب ان يحتذى، بلد واحد وشعب واحد وقيادة واحدة وجيش واحد واقتصاد واحد والهم واحد والفرح واحد والحزن واحد". وأضاف :" نريد ان نكون كاليمن وتتوسع هذه الوحدة ونبدأها بوحدة خليجية، ونطالب كخليجيين ونلح لرؤية هذا العقد ينتظم انتظاماً كاملاً بدخول اليمن كعضو كامل العضوية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ". وتابع قائلاً :" إن البركة في الجماعة اسمعوا الى بركة اهل اليمن فعندما اشتكى الصحابي اليمني ابو موسى الاشعري عن قلة المعونة فماذا ارشده النبي «صلى الله وعليه وسلم» قال: لعلكم تأكلون اشتاتاً اجمعوا طعامكم في اناء واحد وكلوا مجتمعين، فجمعوا طعامهم في اناء واحد وأكلوا مجتمعين فزادت البركة". واستطرد الشيخ المعاودة قائلا :" لن تنزع البركة لا من البترول ولا من المعادن ولا من الأموال بل بوحدتنا ستزيد البركة". وقال :" مازالت آمالنا معلقة بإعادة تحقيق وحدة اسلامية او عربية وأقولها صراحة: الانطلاقة من هنا من اليمن السعيد ينبغي ان تكون الوحدة اليمنية نموذجاً وانطلاقة لوحدة دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، أليس مجلس التعاون مهدداً بخطر واضطر للاستعانة بقوى اجنبية ضد قوى اجنبية ولا يلام في ذلك، فلماذا لانستقوي ببعضنا البعض لماذا لانستقوي بمن هم مخلصون لنا صادقون لنا محبون لنا فإلى متى سيظل هذا التمزق؟ ولماذا لانبدأ بهذه الوحدة التدريجية ". واستنكر الشيخ المعاودة بشدة الأصوات النشاز التي تسعى إلى إعادة تشطير اليمن . وقال:" نعوذ بالله ان يكون حرصنا على الدنيا فوق مصالح شعوبنا فإذا كنا نحن نطالب من خارج اليمن بمزيد من الوحدة والائتلاف فكيف يأتي من يدعو الى مزيد من التشتت والرجوع القهقرى والاختلاف ". وأضاف :" إن هذه الدعاوى دعاوى فاجرة اقولها صراحة وليست في مصلحة اليمن وإنما تنبع من مصالح شخصية فمصلحتنا ومصلحة الاسلام واخواننا في الدين هي في الوحدة والتوحد وليست في التمزق والتفرق".. مستشهدا بحديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: " من فارق الجماعة قيد شبر فقد نزع ربقة الاسلام، ومن نزع يدا من طاعة الله وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية". وأعرب عن ثقته في أن أبناء اليمن سيحافظون على وحدتهم ولن يسمعوا إلى هذه الدعاوى المارقة الخارجة عن الاسلام ". ونبه إلى خطورة الأعمال والممارسات التي تستهدف إحياء نار الفتن والتنازع والخروج عن طاعة ولي الأمر التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف ونبينا الكريم، حيث قال صلى الله عليه وسلم :" من أعطى إماماً صفقة يده ، وثمرة فؤاده ، فليطعه ما استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه ، فاضربوا عنق الآخر ". رواه مسلم. ولفت الشيخ المعاودة إلى أن هذه الدعاوى مابعدها ما نراه في بعض البلدان وخصوصا الصومال والعراق وافغانستان التي لم يستقر لها امر بعد الإطاحة بالنظم فيها، بل انتشرت بذور الفتن والصراعات بين ابنائها . وقال :" لذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية: ستون سنة تحت حاكم ظالم خير من ليلة واحدة بدون حاكم".. مبيناً أنه في ضوء تعاليم ومبادئ ديننا الإسلامي فإنه يجب على كل مسلم طاعة ولاة أمور المسلمين وتوقيرهم وأيضاً نصحهم ولكن بالأسلوب الصحيح الذي لايفقد الاحترام والمكانة والهيبة وليس فيه مجاملة لخلق على حساب دين الله عز وجل ولكن لمصلحة الخلق انفسهم فإن التنمية والازدهار الاقتصادي لايمكن ان يكون في بلد مرتبك سياسياً. وأردف قائلاً :" ولهذا فعلينا ان نتحد وألّا نسمع لدعاوى الفرقة والشتات المغرضة لليمن الواحد وان كانت قليلة مبتورة موتورة ولكن علينا ان نقضي عليها في مهدها وألّا نفسح لها المجال وان نرفع صوتنا عالياً لرفضها وان ندرك أن القوة والتنمية في الوحدة وأن البناء لن يكون بيد واحدة، ويد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار ". وتطرق فضيلة الشيخ عادل بن عبد الرحمن المعاودة، إلى الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها الوحدة اليمنية.. وقال :" إن هذا البلد الطيب وأهله بما حباهم الله من العناية والرعاية والاصطفاء أنعم عليهم بنعمة الوحدة وعليهم استشعار هذه النعمة بقدرٍ كبير من الشكر خاصة وإنها تحققت في ظل التشتت العربي".. مؤكداً أن نعمة الوحدة لا يعرف قدرها إلا أهل الإيمان واليقين وأهل اليمن. وأكد أن أرض اليمن هي أرض الجنتين والخيرات والبركات وخاطب اهل اليمن بقوله : " ابشروا ايها الصالحون الثابتون على نهج كتاب الله وسنة رسوله ان لكم خصائص لم تعُطَ لغيركم ويجب المحافظة عليها لأن النعم بالشكر تدوم كما جاء في قوله تعالى «وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكلٍ خمطٍ وأثل وشيء من سدر قليل» وقال تعالى «كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور "، فلما أعرضوا عنها قال الله فيهم «فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكلٍ خمطٍ وأثل وشيء من سدر قليل». وأضاف: " لما قدم اهل اليمن الى المدينة بشر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " يقدم عليكم غداً اقوام هم ارق قلوبا للإسلام منكم"، فلما قدم الاشعريون وفيهم ابو موسى الاشعري تصافحوا فكانوا اول من احدث المصافحة " .. لافتاً الى أن الآية الكريمة «فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم"، نزلت في أهل اليمن لحديث عياظ الأشعري رضي الله عنه قال: لما نزل قوله تعالى " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه .. الخ، قال صلى الله عليه وسلم ،هم قومك يا أبو موسى وأشار بيده اليه. وبين فضيلة الشيخ المعاودة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في أهل اليمن إنهم خيار أهل الأرض ووصفهم بالسحاب يستبشر بها الناس قبل مجيء الغيث لحديث جبير بن مطعم عن ابيه قال:"بينما كنا نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة قال عليه الصلاة والسلام :" يطلع عليكم اهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الارض"، وفيها اشارة واضحة الى علو وسمو وبركة اهل اليمن وكما قال ايضا صلى الله عليه وسلم مبشرا أتاكم اهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة الايمان يمان والحكمة يمانية" . واستعرض خطيب الجمعة الخصائص العظيمة لأهل هذا البلد ومنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول : " إني لبقعر حوضي أذود الناس لأهل اليمن اضرب بعصاي حتى يرفض عليهم، ويأتي اقوام الى الحوض يظنون انهم من المسلمين يُطردون فيقول صلى الله عليه وسلم: امتي، امتي، فتقول الملائكة انك لا تدري ما أحدثوا بعدك يقول فأقول سحقاً سحقاً، اما اهل اليمن فإني كفيلهم ".. مفسراً ذلك بأن يوم القيامة يطرد رسول الله عليه الصلاة والسلام الناس الذين يزاحمون اهل اليمن في الحوض . ونوه الشيخ المعاودة بفضائل اهل اليمن، ومنزلتهم العظيمة في قلوب المؤمنين ..وقال :" كيف لا يحب المؤمن من احبهم الله وأحبهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، و لكن ان الفضل مشروط و ان التقدم مرتبط بأمر الله سبحانه و تعالى ان الفضل ليس بسبب الأرض وإنما باصطفاء الله للناس لان فيهم الايمان وفيهم الحكمة والحكمة مطلوبة و فيهم الرفق و اللين وهما خصلتان يحبهما الله و رسوله فلذا من الواجب على اهل الايمان والحكمة ان يقوموا بدورهم في تثبيت دعائم هذا الدين و نشر محاسنه وما لايتم الواجب الا به فهو واجب فلا يمكن البناء و لا يمكن الازدهار ولايمكن التنمية بل ولا يمكن اقامة امر الله عز وجل الا بلوازمه ومن اعظم لوازمه التعاون والتكاتف والاتحاد" . وأضاف:" إن الله سبحانه و تعالى امر اهل الايمان الصادق ألّا يتمزقوا وألّا يتفرقوا فقال سبحانه و تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ) ". و أكد خطيب الجمعة أن الوحدة من لوازم الاسلام والايمان وقال :"نعم كنا متفرقين ومتمزقين، وكنا شذر مذر بل جاء يوم يحارب العربي اخاه العربي و يحارب المسلم اخاه المسلم بل ويحارب اليمني المسلم اخاه اليمني المسلم و قد اذهب الله سبحانه وتعالى عنا هذه المظاهر الجاهلية ؛ فإنها ليست من الاسلام في شيء ، ان الذين فرقوا دينهم و كانو شيعاً لست منهم في شيء ، فمن ادعى الايمان ومن ادعى الاسلام فلايمكن ان يدعو الى فرقة و الى تمزق بل يتمسك بالوحدة ويتمسك بالاجماع فإنها من لوازم الاسلام و من لوازم بناء الدولة و التنمية وبالتالي فلايقول بالتمزق والتفرق الا جاهل". و أضاف:" عندما دخل رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم المدينة كان أول مافعل بعد ان بنى المسجد ان آخى بين المهاجرين والأنصار أي انه لا تقوم دولة الا بالاخوة و لا تقوم دولة الا بالاتحاد لاتكون تنمية مع تمزق و ضعف و الكل يعرف قول الشاعر العربي : تأبى العصي اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت آحادا هذه حقيقة يعرفها كل الناس ان الاتحاد قوة ؛ فكيف تظهر اليوم اصوات نشاز تدعو الى التفرقة". وأشار فضيلة الشيخ المعاودة إلى انزعاج رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام بعض المهاجرين حينما نادى احدهم بقوله يا للمهاجرين ، ونادى رجل آخر من الأنصار يا للأنصار فخرج عليهم صلى الله عليه وسلم وقال :" أفبدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم تنتحون الى قومياتكم الى اعراقكم وتنسون الأخوة الايمانية الاسلامية"، ان هذه الدعوى دعوى للتمزق والتفرقة ودعاوى كيدية جاحدة للخيرمحاربة لله ورسوله. وأكد أهمية التشبث بأمر الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الداعية الى لم الشمل وزرع الإخاء والتوحد والمحبة والتآلف والتعاضد بين أبناء المجتمع الواحد والتي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف وترك العصبية والمجاملة والنفاق سواءً كانت لشخص او مسئول أو حزب من اجل مصالح ضيقة.. مشيراً الى ان اليمن تمثل مصدر فخر باعتبارها منارة للايمان وإشعاع للعالم. ولفت إلى ما يحاك من دسائس من أعداء اليمن لتمزيق الوطن كما فعل اليهود عندما رأوا الوئام والإخوة بين المهاجرين والانصار فدفع احدهم جارية لمحاولة الفرقة بينهم والعودة بهم الى يوم بعاث وهي الحرب التي كانت بين الأوس والخزرج، قبل ان يوحدهم الاسلام.. مؤكداً ان دعاوى التمزق والتفرق والانفصال ليست من دين الله في شيء. وقال:" لانقول ذلك مجاملة لأحد ولا لمأرب من مآرب الدنيا، والله ياعباد الله اني اخ لكم في الاسلام وما جئت اليوم شاد الرحال لهذا البلد إلا حباً له ولأهله، ولا أقول اني النذير الذي يرى تحت الرماد وميض نار ونخشى ان يكون له اضطرام ولكن والحمد لله رأيت العقلاء والرجال الأشاوس والحكماء والتقيت مع علماء ومع مسؤولين والحمدلله من شمال اليمن ومن جنوبها اكثر، فما رأيتهم الا رافضين لأي نوع من انواع التمزق والفرقة". ولفت الشيخ المعاودة إلى ان دعاوى الانفصال والتفرقة لا يمكن ان تكون الا مدفوعة الأجر ممن لايحب لليمن ولأهله الاستقرار، خاصة في ظل الازدهار والتنمية التي تعيشها في ربوع اليمن.. مؤكداً أن علامات الازدهار واضحة وأن المستثمرين المسلمين قادمون ومنتبهون بأنه هناك مؤامرات خارجية لزعزعة أمن واستقرار البلدان العربية والإسلامية لأنهم لايريدون أن يكون العالم العربي والاسلامي قائماً بنفسه وبذاته لأن اتحادهم ووحدتهم تعني انهم يزدهرون وانهم يستغنون عن التبعية للغرب. ودعا إلى الرجوع إلى الصواب والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ، وعدم الأخذ ببعض الأشياء دون
الغير، فإما ان يكونوا على دين محمد في طريق البر والنجوى، وإما من دعاة الباطل والتمزق والتفرقة ورجس الشياطين.. مؤكداً أهمية النصيحة والحوار مع ولاة الأمور ، لأن في صلاحهم صلاح للبلاد ، وفي فسادهم فساد للعباد. وحث فضيلة الشيخ المعاودة على اهمية الشكر المقترن بالعمل قبل أن يكون باللسان لقوله تعالى «اعملوا آل داؤود شكراً وقليل من عبادي الشكور".. داعياً أهل اليمن الى الحفاظ على الفضائل التي خصهم بها رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..مستغرباً من قيام هذه الدعوات في هذا التوقيت بالذات، مع العلم أن أيام التمزق والفرقة انتهت عام 1994م عندما عادت الدعاوى الفارغة بعد ثلاث او اربع سنوات من رجوع الوحدة ولا نقول من قيام الوحدة . مؤكداً أن وحدة أهل اليمن كانت من ايام ملكة سبأ الملكة بلقيس التي حكمت اليمن قديماً شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً ، فمنذ أيام النبي سليمان عليه السلام والملكة بلقيس لم يكن اليمن يوماً إلا يمناً واحداً شامخاً على مر التاريخ . وقال :"يأتي أناس اليوم أصحاب مطامع ومشاريع رخيصة مدفوعين من أعداء هذه البلاد وأعداء هذه الأمة لتمزيق هذا الوطن الموحد عبر التاريخ، في الوقت الذي نطمح فيه لتصدير هذا الإنجاز التاريخي المتمثل في الوحدة اليمنية الى الدول العربية". وتساءل الشيخ المعاودة في خطبته أمس بجامع الصالح بصنعاء الى متى سنظل نعيب زماننا ، والعيب فينا وليس لزماننا عيب سوانا.. مؤكداً أن هذا التمسك بهذا الدين رفع رعاة الغنم وجعل منهم رعاة الأمم . واختتم خطيب الجمعة خطبته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألته ألّا يهلك أمتي بالسنة، فأعطاني، وسألته ألّا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، فسألته ألّا يجعل بأسهم بينهم فلم يجبني لذلك، وقال صلى الله وعليه وعلى آله وسلم: إن الشيطان يئس ان يُعبد في ارض العرب ولكن يقبل بالتحريش بينهم".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.