لم يُحضِر احدا من متزعمي يمنية حضرموت تاريخيا أثراً علميا على ان حضرموت كانت جزء من اليمن قبل العام 67م غير مخاطبة أمرؤ القيس لدمون بأننا يمانون.. ولعل ذلك المنطق يجعلني انا الحضرمي الدوعني ابن القرين اتقدم بطلب منحي الجنسية المغربية بحكم القصيدة الشهيرة (( بلاد العرب أوطاني )) .. معتمداً على تلك القصيدة وانتشارها في كتبنا المدرسية.. لاسيما ان العمارة في الريف المغربي تتطابق مع العماره في وادي حضرموت وكثير من المفردات المغربية تتقارب مع المفردات الحضرمية.. و كانت حباباتنا (( جداتنا )) يقصُن لنا انّ قبيلة بني هلال هاجرت إلى المغرب من حضرموت.. إضافة إلى ان رائد علم الاجتماع ابن خلدون الحضرمي .. يجمعنا نحن الحضارمة بالمغاربة.. وبديهي ان يرى المغاربه في اسباب طلبي للجنسية المغربية مغالطة ساذجة ومضحكة وغير جديرة بالتعليق.. فالجنسية المغربيه تُعطى بموجب أنظمه وقوانين وليس (( دحبشة )) أو اعتماد على بيت شعر او ديوان كامل لشاعر. وامام رفضهم الطبيعي والمنطقي لطلبي ..فإنني اتساءل لماذا اليمنيون يريدونني انا الحضرمي ان اكون يمنيا من زمن إمرؤ القيس …رغم ان التقاليد الحضرمية وفن العمارة الحضرمي لا تلتقي في اي خط مع تقاليد اهل اليمن او فنون عمارتهم او اسلوبهم في الحياة . في العام 90 م أعلنوا الوحدة بالحبر على الورق وفي العام94م اعلنوا الوحدة بالرصاص والقنابل على الارض والبحر.. لكن قبل العام 90م .. لم تكن حضرموت ضمن اراضي الجمهورية العربية اليمنية ولم تكن خاضعه لسلطانهم .. فالحكمة.. والحكمة يمانيه تقتضي ان يبدأ تاريخ حضرموت اليمني منذ ان مُنِحت حضرموت الجنسية اليمنية في العام 67م وتوثقت هذه الجنسية بالدم في العام 90م قبل تعميده بالدم في العام94م اما ماقبل ذلك فهو ضمن ادوار التاريخ الحضرمي المصنوع بفكر الحضارمة ومعاناتهم واموالهم وطين اراضهم . في اليومين الماضين اطلّ علينا المخرج الكويتي الاستاذ عبدالله حمد المخيال منقباً عن التاريخ اليمني في حضرموت.. وقال في حديثه لهنا حضرموت اليوم انه جاء ليوثق الحضارة اليمنية في حضرموت مبديا دهشته من عبقرية الإنسان اليمني في تحويل الطين والحجارة إلى اثر بالغ. والثابت تاريخيا ان صُنّاع حضارة الطين هم من البنائين الحضارمة المهرة.. إذ لم يكن في ذلك الزمن الذي بنى فيه الحضارمة حضارتهم الطينية سوى العمالة الحضرمية الفائقة المهارة ذات التكلفة المرتفعة .. لكنها ذات مزاجٍ صاف.. عاشقة للجمال ..تمنحهم (( قهوة الشروق )) طاقات هائلة من الخيال والإبداع.. ومائدة (( قهوة الشروق )) .. مكونة من القهوة الحضرمية بنكهة الزنجبيل والقرفة و الهيل مع حضور قوي للتمر الحضرمي (( المديني ))والحلاة الطحينية ورغيف (( ضُبعة ))الخمير. كل ذلك كان قبل ان تحمل دبابات الفاتحين الجدد غصن القات إلى الافواه الحضرمية… اما العلاقات التي تربط الاشقاء الكويتيين بالحضارمة فترجع إلى الثلاثينات و الاربعينات والخمسينات من القرن الفارط عندما كان هناك تبادل تجاري بين الكويت والساحل الحضرمي ..ما نتج عنه تقارب كبير بين سكان المناطق الساحلية من حضرموتوالكويتيين ..وحدث أن تآثر كل طرف بالآخر ..لذلك لا عجب ان تنتشر اغنيات رائد الأغنية الحضرمية الحديثة محمد جمعه خان والفنان محمد سالم بن شامخ في الكويت ..كما اصبح (( الصوت الكويتي)) جزء من ذاكرة جلسات الطرب الحضرمي.. وهو ماجعل من الفنان عبداللطيف الكويتي صاحب جمهور كبير في حضرموت عامه وفي الساحل الحضرمي بصوره خاصه فيما لم يكن للفن اليمني حضورا لدى الجمهور الكويتي في تلك الفترة . المخرج الكويتي المخيال في حضرموت لتوثيق الحضارة اليمنية ..وكان الاجدر ان يكون في حضرموت لتوثيق عطاءات وإبداعات الإنسان الحضرمي القديم .. إذا اراد ان يقوم بتوثيق تاريخ حضرموت الحقيقي ..حضرموت التي كانت تحمل الجنسيه الحضرميه. كي لا .. يأتي يوم ويكون المخرج المخيال وفيلمه وثيقة على ان حضرموت يمنيه ..ثم يبحث الحضارمة عن مخرج وفيلم آخر معاكس لفيلم المخيال للتأكيد بان حضرموت لم تكن تاريخيا من الدولة اليمنية.