الحمد لله على ما وصلنا إليه من حال, ولا يحمد على مكروه سواه قال تعالى: } وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]. وقال: } فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]. بالاتفاق والإجماع أن حال حضرموت اليوم لا يطمئن ولا يسعد إلا من كان يريد لحضرموت القلق والفوضى والخراب . إن تنامي الوعي بقضية حضرموت على مستوى الشارع والمواطن البسيط, لا شك أنه يتصادم مع بعض المشاريع الضيقة الخاصة لدى مجموعة من الشخصيات أو التكتلات السياسية, ولذا لابد من ردة فعل لوقف هذا التنامي ووأده. وربما تشهد حضرموت حرب المتنفذين والقوى السياسية المتصارعة, إن لم تكن قد دخلت فيها فعلا, وربما تنجر لمرحلة أخطر من المرحلة الراهنة. لازال هناك من ينظر لحضرموت أنها محافظة ألفي والتعويض, وأن ما تشهده من وعي وصحوة بقضيتها الأساسية من قبل أبنائها, ما هي إلا فقاعات لا تحمل خطرا كبيرا , ولا تشكل تهديدا فعليا. هذه الأصوات غرّها حلمُ الحليم, ولم تعلمها الأحداث المتعاقبة من حولها, ورُبَّ نائمٍ يحتاج لطمة على خده حتى توقظه. هناك قضايا داخلية كثيرة جدا بحاجة لحلحلتها وتنقيحها قبل أن نقدم على عرض مشروعنا لغيرنا, هناك معضلات وعقبات ومعوقات تكمن بيننا, مسببة درجة من القلق والتأخر. هناك عدم استقرار أمني وسياسي, صراعات تشهدها الساحة الحضرمية على مستوى مواقع النفوذ بين القوى المتصارعة على مستوى اليمن بشكل عام. حرب طاحنة على صفحات الإعلام بمختلف صوره بين هذه القوى, كل منها تسعى لكسب أكثر المواقع نفوذا داخل المحافظة. هناك تهم متبادلة, وتخوين وتآمر, وفضائح وكشف أوراق مخفية, هناك تلاعب بعقل المواطن وقناعاته. نتج عن هذا الصراع, الإهمال الواضح للتنمية وتراجع الخدمات, وانتشار الجريمة بكافة صورها, واستباحة دماء أبناء حضرموت, وازدياد وتيرة النهب والتملك غير المشروع, وعدم المحاسبة والمسألة, فاحت رائحة الفساد في كل مرفق ودائرة, وكأن القوم يسابقون الزمن, كي يعزز كل شخص وضعه المادي قبل رحيله. الصراع الحالي على مستوى مراكز النفوذ بالمحافظة, بين قوى متنفذة ومتسلطة على مستوى اليمن, بات اليوم مكشوفا تماما, وهي حرب محاصصة وتوزيع, يستخدمون كل إمكانيات الدولة ومرافقها ليعزز كل طرف موقفه, صراعات لا تخدم سوى رجال أعمال يمثلون الصورة النمطية للجشع والطمع. كل هذا الصراع الموجود يعود لخلفية واحدة وهي خلفية اقتصادية بحتة, لصالح رجال أعمال وشركات كبرى. في المقابل هناك صمت رهيب وتباطأ قاتل من قبل الأطراف التي نظن أنها أكثر نزاهة ومصداقية, هي قابعة في دائرة الهدوء, نأت بنفسها, واكتفت بدور المتفرج عن كثب. لا نريد ألف حزب وتكتل وتيار بقدر ما نريد من يجمع أبناء حضرموت على رسالة حضرموت. أين هم هؤلاء ؟؟ ربما يكونوا قريبين !!!