أقيمت مساء يوم الخميس الماضي بمدينة قصيعر احتفالية كبرى ضمن فعاليات حملة "قصيعر بلا قات .. نحو حضرموت بلا قات" برعاية مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان "أمل" وبحضور أ.د: أحمد محمد باذيب رئيس مجلس أمناء المؤسسة ومدير المركز الوطني للأورام بمستشفى ابن سيناء بالمكلا والأستاذ وليد عبدالله البطاطي المدير التنفيذي للمؤسسة والأستاذ سعيد محمد باعباد ممثل الشيخ سعيد صالح العمقي الرئيس الفخري لمكتب المؤسسة في الريدة وقصيعر. افتتحت الاحتفالية بآي عطرة من آي الذكر الحكيم تلاها القارئ حسين بريشان تبعها عرض ريبورتاج حمل عنوان "السرطان في حضرموت" وريبورتاج تعريفي بالمؤسسة تناول جوانب متعددة في مسيرة المؤسسة ودورها في الحد من آثار مرض السرطان ومضاعفاته الخطيرة وأبرزت جملة من نشاطات وفعاليات المؤسسة والمركز الوطني للأورام وعرفت الحاضرين ببرامج المؤسسة وبعض الإنجازات التي تحققت منذ تأسيسها. ألقيت بعد ذلك كلمة مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان "أمل" الراعية لحملة "قصيعر بلا قات .. نحو حضرموت بلا قات" تناول خلالها أ.د: أحمد محمد باذيب نبذة مختصرة من تاريخ نشأة المؤسسة وبرامجها المختلفة والخدمات التي تقدمها لمرضى السرطان في محور حضرموتشبوة المهرة وكذلك دورها الريادي في مكافحة ومحاربة مسببات السرطان والعادات الخطيرة المنتشرة بين أفراد المجتمع وأشاد بحملة "قصيعر بلا قات .. نحو حضرموت بلا قات" التي تأتي ضمن حملات محاربة آفة القات في حضرموت, وأثنى على القائمين على هذه الحملة وأكد أن مؤسسة "أمل" ستكون على الدوام داعمة ومساندة لهذه الحملة وغيرها من الحملات التي تصب في إطار اهتمامات المؤسسة حتى تتحقق الأهداف المرجوة منها, وبارك الدكتور باذيب لأبناء الريدة وقصيعر افتتاح مكتب للمؤسسة في مديريتهم الذي سيكون بمثابة حلقة وصل بين وجهة تنفيذية ستعمل على تحقيق الأهداف المتنوعة للمؤسسة وستقدم خدماتها الطبية والتوعوية بما يعود بالنفع والخير على أبناء قصيعر وسيكون نقطة انطلاقة قوية لتوسيع دائرة نشاط المؤسسة في المناطق الشرقية بمحافظة حضرموت. تحدث بعد ذلك الشيخ سالم رزق عن حكم القات في الشرع سارداً عدداً من الفتاوى الشرعية التي حرمت تعاطي القات وشددت في حرمته انطلاقاً من قاعدة "ماتحقق ضره حرمناه" وربط بين فتاوى العلماء وبين الآثار الخطيرة التي يسببها تعاطي القات وانعكاساته على صحة متعاطيه وعلى تأدية واجباته الدينية والأسرية والمجتمعية, وختم الشيخ سالم كلمته بسرد حكايات واقعية عايشها بنفسه مع مخزنين كان القات سبباً رئيساً في القضاء على صحتهم وحياتهم وعاملاً أساسياً في تدهور علاقاتهم الأسرية والاجتماعية, داعياً جميع متعاطي القات الى ضرورة الإقلاع الفوري عن تعاطي هذه الشجرة والاهتمام بصحتهم وصحة أسرهم حتى يكونوا عاملاً مساعداً في نهضة مجتمعهم الذي يعيشون وسطه. بعد ذلك تحدث أ.د: أحمد محمد باذيب عن أضرار القات الصحية مستعرضاً جملة من الأضرار التي يسببها تعاطي آفة القات منها على سبيل المثال سرطانات الفم واللسان والمري مشيراً إلى ارتفاع نسبة هذه السرطانات في اليمن مقارنة بمحيطها الإقليمي وحتى الدولي بسبب تعاطي نبته القات وكذلك التبغ والمضغة وغيرها من الآفات الأخرى, وحذر باذيب من خطورة تعاطي القات الذي يجبر المخزن على إدمان ملحقاته المتمثلة بالدخان والشيشة والشمة والمضغة والمشروبات الغازية التي أثبت الطب خطورتها وتأثيراتها الصحية على الجسم وكذلك تعاطي بعض الحبوب المخدرة وغيرها من الملحقات الأخرى التي تنتج لنا في الأخير مدمناً حقيقياً يعاني من مشاكل متعددة في جسمه وعلاقته بأسرته ومجتمعه وتجعله عضواً خاملاً غير فاعل بل في كثير من الأحيان تحوله إلى عضو عدواني تصعب السيطرة عليه وعلى تصرفاته مما يؤدي إلى معاناة حقيقية عند المتعاطي وعند محيطه الأسري والمجتمعي, ودعى الدكتور باذيب الشباب وأهالي قصيعر إلى ضرورة التوعية بأضرار القات وتبعاته في أوساط الشباب والطلاب حاثاً أهالي قصيعر على ضرورة الالتفاف حول الأهداف النبيلة التي دعت لها حملة "قصيعر بلا قات .. نحو حضرموت بلا قات" وكذلك أنشطة مكتب المؤسسة حتى نستطيع إحداث نقلة نوعية في الجانب الصحي والتوعوي تساهم في خلق جيل لديه القدرة الكافية على البناء والتطوير في مديرية وحيه ومحافظته. وألقيت بعد ذلك كلمة عن منظمي حملة "قصيعر بلا قات .. نحو حضرموت بلا قات" ألقاها نيابة عن منظمي الحملة الأستاذ عبدالله الجمحي الذي رحب بالضيوف من قيادة المؤسسة ومنسقي البرامج والمتطوعين شاكراً لهم دورهم الداعم والمساند في إنجاح أهداف هذه الحملة, داعياً أبناء قصيعر إلى التكاتف والتآزر وتحقيق أهداف الحملة المتمثلة بتنظيم فعاليات مناهضة لانتشار عادة تعاطي القات في قصيعر وضرورة المساهمة في نغير هذا الواقع بشتى الطرق والأساليب, مذكراً أبناء قصيعر بدورهم الواعي والتفافهم الحقيقي حول مصلحة منطقتهم ونجاح حملات أخرى نفذت في فترات قريبة, شارحاً لهم خطوات التحرك ليوم الجمعة المتمثلة بتوحيد خطبتي الجمعة في مساجد قصيعر ومن ثم التجمع بعد انقضاء خطبتي وصلاة الجمعة أمام مقر نادي قصيعر تم التحرك بشكل سلمي وحضاري لتنفيذ وقفة احتجاجية أمام سوق القات بالمدينة ورفع لافتات تدعوا لإخراجه من المدينة وعزله في أماكن بعيدة كخطوة في اتجاه إخلاء مدن وحواضر حضرموت من أوكار هذه النبتة الخبيثة على طريق جعل حضرموت محمية خالية من القات حفاظاً على صحة وسلامة أبناء حضرموت وشبابها, وشكر الجمحي في ختام كلمته مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان "أمل" على رعايتهم لهذه الفعالية التحضرية للحملة وكذلك كل الفعاليات التي نفذت خلال يوم الأربعاء متمنياً الا تغيب شمس يوم الجمعة إلا وقد تحقق الهدف الأول من أهداف هذه الحملة التي ستعود بالفائدة على مدينة قصيعر وعلى أبنائها. وأقيمت في الفعالية مسابقة ترفهيه صحية أدارها الأستاذ وليد البطاطي المدير التنفيذي للمؤسسة بمشاركة الفنان الكوميدي عبدالله مبروك بلقرع المعروف في الوسط الفني والشعبي باسم "زبيو" قدمت خلالها أسئلة تثقيفية عن أضرار القات ومخاطر السرطان وقدمت خلالها جوائز عينية للمشاركين بها. وشاركت فرقة البندر بتقديم مولولوج حمل عنوان "القات" وآخر حمل عنوان "زاد الحمق" ومسرحية كوميدية حملت عنوان "خراب البيوت" قدمت خلالها الفرقة نموذجاً واقعياً للنتائج المترتبة على على تعاطي آفة القات وانعكاساتها الخطيرة على المخزن وأسرته بشكل كوميدي ساهم في إيصال رسالة الحملة إلى الجماهير المحتشدة من أبناء قصيعر. الجدير بالذكر أن الحملة نجحت في تحقيق أول هدف من أهدافها وهو إخراج سوق القات من المدينة بعد أن تجمعت حشود ضخمة من أبناء المدينة أمام سوق القات بعد انقضاء خطبتي وصلاة الجمعة مما أجبر الباعة على الفرار إلى موقع يبعد عن المدينة بحوالي خمسة كيلو متر ولاتزال الحملة مستمرة إلى أن يتحقق الهدف الذي اتفق عليه ابناء المدينة جميعاً وهو إخراج السوق من قصيعر وضواحيها وصولا الى منعه نهائيا داخل مناطقهم وخارجها على طريق تحقيق الهدف الأسمى المتمثل بجعل حضرموت محمية خالية من القات. حضر الفعالية الأستاذ محمد سعيد باموسى المدير التنفيذي لمكتب المؤسسة في الريدة وقصيعر وعدد من قيادات المؤسسة ومنسقي البرامج وعدد من المتطوعين في تنفيذ برامج المؤسسة وجماهير غفيرة من أبناء قصيعر.