مركزا السرطان والقلب في محافظة حضرموت في مقدمة اهتماماتنا في المرحلة القادمة تكرار حدوث الأخطاء الطبية يعود إلى انعدام الرقابة والتأمين الصحي سلاح ذو حدين كلية الطب بجامعة حضرموت نموذج لكليات الطب في اليمن ************************************************** لقيت زيارتا وزير الصحة العامة والسكان د. أحمد العنسي لمحافظة حضرموت خلال العام 2012م ترحيباً واسعاً من كافة الأطر الصحية نظراً لأنها جاءت في ظروف صحية قاهرة تمر بها المحافظة أثرت على أداء القطاع الصحي في مختلف مديريات المحافظة وفي مقدمتها المدن الرئيسية التي اكتوت بنار الإهمال فيما يخص التجهيزات الطبية لعدد من المستشفيات الرئيسة لفترات طويلة ، ولأنها حملت الكثير من الوعود التي وصفها البعض بأنها وقتية تنتهي بزيارة الوزير للمحافظة ، وتذهب أدراج الرياح. موقع هنا حضرموت التقى وزير الصحة العامة والسكان خلال زيارته الأخيرة للمحافظة ووضع على طاولته الكثير من الهموم التي يئنّ منها القطاع الصحي بحضرموت في السنوات الأخيرة ، ورؤيته لتطوير القطاع الصحي بشكل عام وحل الكثير من المشكلات العالقة منذ الوزارات المتعاقبة على وزارة الصحة والسكان ، وشكاوى بعض الكوادر الصحية بحضرموت من إهمال الوزارة ، وغيرها من المشكلات والهموم التي وضعناها أمام طاولة الوزير ، فكان هذا الحوار الذي بين يديكم.. هدف الزيارة بداية نرحب بك في مدينة المكلا ومحافظة حضرموت ونود أن نعرف الهدف من الزيارتين اللتين قمتم بها للمحافظة ؟ شكرا لكم في موقع هنا حضرموت على متابعة هموم المواطن في القطاع الصحي ، وفيما يخص هدف الزيارة الأولى إلى حضرموت فهي جاءت بعد لقاء موسع مع محافظ حضرموت في صنعاء حيث ناقشنا مصاعب القطاع الصحي بالمحافظة وأبرز الاحتياجات فيما يخص التجهيزات الطبية وغيرها، والاطلاع على وضع المرافق والمنشآت الصحية وتقييم مستوى الأداء في تلك المرافق وآلية تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين، لتحديد الكثير من ملامح المرحلة القادمة المتصلة بتطوير خدمات القطاع الصحي بالمحافظة التي تمتلك مساحة جغرافية كبيرة وتغذي خدماتها الصحية والعلاجية المحافظات المجاورة الأمر الذي يضعنا في وزارة الصحة أمام تحد كبير لتوفير الخدمات الصحية المهمة في ظل الظروف الحالية السيئة التي تمر بها البلاد، والاهتمام بضرورة التأهيل والتدريب للكوادر الصحية بما يسهم في تحسين خدمات القطاع الصحي بمحافظة ، أما الزيارة الثانية فهي للمشاركة في افتتاح مؤتمر التعليم الطبي الذي نظمته كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة حضرموت أواخر شهر ديسمبر المنصرم. كلية نموذجية ** كيف تقيمون تنظيم جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا لعدد من المؤتمرات الطبية كان آخرها مؤتمر التعليم الطبي ؟ مشاركتي في مؤتمر التعليم الطبي الذي نظمته كلية الطب بجامعة حضرموت جاء للتأكيد على تقديرنا لمحافظة حضرموت وجامعتها لتنظيم العديد من المؤتمرات الطبية خلال السنوات الأخيرة ، وكذا تقديرنا لهذه الكلية التي تعد أنموذجاً لكليات الطب في اليمن ، نظراً للقفزات النوعية التي حققتها الكلية منذ نشأتها وقد أوصيت في كلمتي في المؤتمر على أهمية متابعة التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر ، وصراحة فإن الوضع في حضرموت يدعو للتفاؤل بوضع صحي أفضل ، وركزنا في كلمتنا على إدراج محور أخلاقيات الطب ضمن محاور المؤتمر كونه أساس العلاقة بين الطبيب والمريض ومرتكز الثقة . وهنا نؤكد أن وزارة الصحة ستضع محافظة حضرموت في مقدمة المحافظات التي سيشملها نظام التأمين ، رغم مماطلات وزارة المالية في هذا الشأن ، كما أن الوزارة شكلت لجانا لوضع خطط إستراتيجية تهدف بدرجة أساسية إلى تحسين وتطوير مستوى الخدمات الصحية في بلادنا ونبذل أقصى جهودنا لتحقيق ذلك ، لكن المشكلة أن التأمين الصحي يجب أن ينفذ وفق أسس ومعايير ونسب نجاح أكيدة ، ونسأل الله أن يوفقنا في ذلك . تحديد الأولويات ** بعد زيارتكم للمرافق والمنشآت الصحية بحضرموت ماهو انطباعكم ؟ بصراحة لم أكن أتوقع أن تمتلك حضرموت مثل هذه المنشآت الصحية التي تستطيع أن تقدم خدمات أفضل إذا ماتوفرت لها كافة الإمكانيات المادية والبشرية بالمقارنة مع محافظات أخرى زرتها لاتحظى بربع هذه الإمكانات سواء في المباني أو التجهيزات ، مع أني لا أنكر أن ثمة مشكلات ومصاعب ومطالب سنعمل على توفيرها شيئا فشيئا للقطاع الصحي بحضرموت بحسب الإمكانات المتاحة لنا في الظروف الحالية وسنعمل على تشكيل لجان عاجلة لرفع تقارير عن أبرز احتياجات كل محافظة حتى لايتم تكرار صرف بعض التجهيزات الطبية التي تمتلكها بعض المحافظات بينما تفتقدها محافظات أخرى. ظرف عصيب ** لكن معالي الوزير رغم قولكم أن لدى حضرموت منشآت مقبولة لكن المحافظة تفتقر لأقل التجهيزات الطبية التي تكلف المواطنين السفر إلى صنعاء أو محافظات أخرى … جهاز الأشعة المقطعية وصل متأخراً بعد سنتين من المعاناة ولايوجد في المحافظة جهاز الرنين المغناطيسي وأجهزة مختبرات مهمة على سبيل المثال؟ حقيقة حتى أكون واضحا معكم لن نستطيع أن نطلق وعوداً في الهواء في ظل هذا الظرف العصيب الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عام ، لكننا وعدنا السلطة المحلية بالمحافظة ونعدكم بتلبية وتوفير أهم الاحتياجات الطبية الضرورية للمحافظة وسنحاول إيجاد تمويل لبعض التجهيزات الطبية المتطورة مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي كونها مكلفة ولاتستطيع الدولة توفيرها في الوقت الحالي ، وسنركز جهودنا لتوفير المستلزمات الضرورية وبالذات مراكز الطوارئ والعناية المركزة والإسعافات الضرورية. تناغم العلاقة مع القطاع الخاص كيف ترون العلاقة بين القطاع العام والقطاع الخاص في مجال الصحة في حضرموت ؟ خلال زيارتي لمستشفى ابن سيناء أذهلني كثيرا الدور الكبير لمركز حضرموت لعلاج الأورام التابع لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان والذي يغطي مساحة جغرافية كبيرة لثلاث محافظات وكذا منظمة حضرموت الصحية التي تقدم خدمات جليلة للمحافظة ومؤسسة أمراض القلب الخيرية ، وعليه فإن هذه العلاقة بين القطاع العام والقطاع الخاص الصحي في حضرموت تشكل لوحة تتناغم فيها الجهود لتقدم أفضل الخدمات وهنا أؤكد أن أية دولة في العالم مهما كانت إمكاناتها تحتاج لدعم القطاع الخاص لمد جسور التعاون بينهما وتقديم خدمات صحية وعلاجية متطورة. مركزا سرطان وقلب ** حضرموت تنتظر منذ سنوات على أحر من الجمر إنشاء مركزين للسرطان والقلب ، خاصة بعد انعقاد مؤتمرين كبيرين في حضرموت أوصيا بضرورة ذلك ، هل تعدون بشيء؟ كنت أحب أن أتحدث في هذا الجانب في ظروف أحسن من هذه التي نعيشها الآن لأتكلم بثقة أكبر ، كما تعرفون وضع البلاد الحالي لايمكن أن يوفر إلا أهم الاحتياجات لكن عموما فيما يخص مركز السرطان ومركز القلب هما في أولوية خطط الوزارة في أقرب وقت ممكن ، وأعلم جيداً أن حضرموت بحاجة سريعة وملحة لإنشاء مركزي سرطان وقلب على أعلى مستوى كونها تخدم مساحة جغرافية كبيرة ونظراً لتزايد أعداد المصابين بهذين المرضين. الأخطاء الطبية بعيدا عن حضرموت سيادة الوزير … دعنا نتحدث عن الأخطاء الطبية وما دور الوزارة في متابعتها والتقليل منها بما يسهم في إعادة الثقة بين الطبيب والمريض؟ عانينا كثيرا من الأخطاء الطبية، وهي مشكلة ما زالت موجودة في اليمن ولا يجوز السكوت عنها أبداً وستسعى الوزارة إلى معالجتها حيث أن الأخطاء الطبية هي مشكلة من مشاكلنا الصحية والتي مازالت موجودة في بلدنا وكثرة تكرار حدوثها جعلت بالفعل المريض اليمني يفقد ثقته بالمؤسسات الصحية، ويعود ذلك إلى انعدام الرقابة الفاعلة ومن المعروف في بعض الدول أن المجلس الطبي ونقابات الأطباء تشترك في الإشراف على جميع المنشآت الصحية.. وإن شاء الله سننفذ نزولات ميدانية إلى القطاعات والمنشآت الصحية لتفتيشها وتفتيش أوراق العاملين فيها وفقاً لشروط وقوانين المنشآت الصحية؛ ويجب عدم السكوت عن ظاهرة الأخطاء الطبية والسعي لعلاجها ولكن المشكلة أن المجالس المحلية وتدخلاتها حدت وبشكل كبير من نشاطات الوزارة وهذه التدخلات تعيقنا عن أداء مهامنا وهناك تصور لمعالجة ذلك لدى الوزارة. مشكلة التأهيل تشكو الكوادر الفنية في المستشفيات الحكومية من عدم تأهيلهم وتدريبهم،على الرغم من وجود ميزانية معتمدة لذلك ما تعقيبكم على ذلك ، ولماذا تغيب كوادر حضرموت من التأهيل ؟ تدريب الكوادر الطبية تدخل ضمن بند التأهيل والتدريب ولمدة معينة والتدريب هنا يعتمد على الموازنة ولقد تم تأهيل وتدريب عدد كبير من كوادرنا في الأردن ومصر والسعودية وألمانيا ومازلنا نسعى إلى تأهيل وتدريب المزيد من الكوادر والتي يعتمد عليها تحسين وتطوير الوضع الصحي، ولكن المشكلة هنا هي الميزانية فهي لاتفي بغرض التأهيل المأمول لكننا نعول على زيارتنا الأخيرة للمملكة التي ستفتح آفاقا واسعة من التعاون بيننا في مجالات صحية كبيرة وفي مقدمتها التأهيل والتدريب للكوادر اليمنية ، وأما مايخص إهمال كوادر حضرموت فنحن نعترف بذلك لكن الوعد بأن يتم استيعابهم ضمن الدورات التدريبية التي قدمتها بعض الدول العربية والأجنبية وفي مقدمتها تركيا. المنح العلاجية لحضرموت ملف المنح العلاجية التي تقدم لوزارة الصحة سنويا من قبل عدد من الدول الصديقة والشقيقة أين موقع حضرموت من ذلك ؟ ، حقيقة أن وزارة الصحة تستلم سنوياً عدداً من المنح العلاجية من بعض المؤسسات والمنظمات الدولية والعربية المانحة ، وأنا على يقين أن المنح توزع على أصحاب الوجاهات وتتناولها المحسوبيات والوساطات ، وأن حضرموت تعرضت للتهميش في هذا الجانب ولم تستفد من اية منح علاجية تذكر سابقاً لكن كما وعدت سنعالج كل الملفات وعلى مكتب الصحة بحضرموت الرفع إلينا ببعض الحالات لعرضها على الوزارة خاصة الحالات المرضية المستعصية مثل السرطان ، ونحن نعترف أن قطاع الصحة تعرض لفساد كبير شمل الكثير من أجزائه بما فيها المنح العلاجية التي صرفت لمن لايستحق في كثير من الحالات التي اكتشف أنها تعاني من أمراض عادية جدا وقد لاتعاني في الأساس من أي مرض إلا من وساطات ومحسوبية من قبل مسئولين في وزارة الصحة مرروا بحالات تم ابتعاثها لدول عربية وأجنبية بتقارير كاذبة مع الأسف دور نقابة الأطباء نقابة الأطباء تشكو دائما من أن القيادات المتعاقبة على وزارة الصحة لاتشاركها في وضع الحلول للمشاكل التي يعاني منها الواقع الصحي، هل لديكم سيادة الوزير النية في هكذا تعاون؟ نسعد بشراكة مع أي جهة فما بالك بنقابة الأطباء التي هي منا ونحن منها لكن أود هنا أن أقول على نقابة الأطباء بداية أن تكون فعالة في مهامها لأن ذلك سيعمل على حماية كوادرها وحماية الحق العام والذي يمثله المواطن ، فمثلاً تجد أن نقابة الأطباء في الأردن هي الجهة المسئولة عن تحديد الأسعار في العيادات والمستشفيات؛ ولذا فإن دور نقابة الأطباء مهم وكبير ، ومستعدون لتقديم كافة أوجه الدعم من جانبنا في وزارة الصحة. الاستفادة من التجارب مشروع التأمين الصحي هل بدأتم مناقشته لتحسين مستوى الخدمات الصحية في اليمن؟ فيما يخص التأمين الصحي التقينا عدداً من سفراء الدول للاستفادة من تجاربهم المتطورة في القطاع الصحي وكان لي لقاء خاص مع سفير الدولة التركية والذي أعطانا صورة كاملة عن طبيعة النظام الصحي في تركيا والذي يعتبر من أبرز الأنظمة المتطورة وخاصة في مجال التأمين الصحي كما أن الوزارة شكلت لجانا لوضع خطط إستراتيجية تهدف بدرجة أساسية إلى تحسين وتطوير مستوى الخدمات الصحية في بلادنا ونبذل أقصى جهودنا لتحقيق ذلك ، لكن المشكلة أن التأمين الصحي يجب أن ينفذ وفق أسس ومعايير ونسب نجاح أكيدة لأن الفشل فيه ضربة قاصمة للقطاع الصحي قد يعاني منها لسنوات. تهريب الأدوية ظاهرة تهريب الأدوية إلى اليمن مشكلة مؤرقة لكم في وزارة الصحة، مادوركم للحد من هذه الظاهرة الخطيرة؟ ظاهرة تهريب الأدوية إلى بلادنا ظاهرة مؤرقة لنا واستمرار حدوث هذه الظاهرة الخطيرة عائد إلى عدم وجود مكافحة حقيقية لها ويؤسفني أن أقول بأن بلدنا اليمن أصبح بوابات مفتوحة لظاهرة التهريب وعليه فإننا بحاجة ضرورية إلى قوانين وتشريعات صارمة تحد من ظاهرة التهريب والتي انتشرت في بلدنا نتيجة لعدم وجود ضابط لها، وإن الحد من ظاهرة تهريب الأدوية يحتاج إلى تضافر جميع الجهات مع وزارة الصحة فالوزارة لن تنجح بمفردها في التصدي لظاهرة خطيرة مثل تهريب الأدوية. العلاج في الداخل معالي الوزير برأيك، متى سنرى مرضانا يعالجون داخل الوطن ، بمعنى الحد من سفر قوافل المرضى إلى الخارج؟ بداية يجب أن نعلم أن بلادنا لاتمتلك كافة الكوادر والإمكانات الطبية التي تستطيع علاج أي مشكلة طبية لدى المرضى لكنني أؤكد لك بأن ليس كل المرضى الذين يسافرون إلى الخارج من أجل العلاج هم مرضى لأن البعض يسافر سياحة فقط هؤلاء أصبح بالنسبة لهم مجرد هواية وهناك من يسافر إلى الخارج ليتعالج من أمراض ليست بخطيرة ويمكن معالجتها داخل الوطن. وفي نفس الوقت هناك أناس بالفعل هم مرضى ومصابون بأمراض خطيرة ونظراً لعدم وجود أطباء متخصصين في علاج هذه الأمراض يضطر هؤلاء المرضى للسفر إلى الخارج وباختصار فإن السفر إلى الخارج وتحت ذريعة الإصابة بأمراض من السهل علاجها محلياً، أصبح مجرد هواية وسياحة ولكن نظام التأمين الصحي من شأنه أن يعمل على التخفيف أوالحد من هذه الظاهرة وذلك لأن المؤسسات والمنشآت الصحية سوف تضطر حينها إلى إيجاد التخصصات الطبية النادرة ومنها من سيعمل على تدريب وتأهيل كوادرها الطبية حتى تتخصص في معالجة الأمراض الخطيرة وهذا من شأنه أن يلغي شيئا اسمه السفر إلى الخارج. كلمة الختام معالي الوزير هل من كلمة أخيرة ؟ شكرا لكم على هذا اللقاء الذي أسعدني كثيراً، وأرجو أن أزور حضرموت في ظروف أفضل قريبا إن شاء الله ليكون الحديث معكم أكثر أريحية ونعد بوضع أفضل للقطاع الصحي رغم ظروف البلاد الاستثنائية….. شكرا لكم.