أقامت سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا فعاليتها لهذا الأسبوع عن " جيش البادية الحضرمي ..جيش الوحدة والسلام " للأستاذ المساعد : صادق عمر مكنون نائب رئيس جامعة الاحقاف رئيس قسم الدراسات التاريخية بالجامعة . في بداية الأمسية رحب الدكتور عبد القادر باعيسى سكرتير الاتحاد ومدير الجلسة بالمحاضر والحضور وقال : انه لشرف كبير لهذه القاعة أن تستضيف قامة علمية بحجم الدكتور صادق مكنون وهو ليس بغريب على الاتحاد ويعد من رواده المتميزين . بعدها تحدث المحاضر عن فكرة إنشاء جيش البادية الحضرمي وماهي الأسباب التي جعلت البريطانيين يفكرون في إنشاء جيش البادية وقال : بعد انعقاد مؤتمر القاهرة بعد الحرب العالمية الأولى الذي عقدة رئيس الوزراء البريطاني تشرشل مع كبار حكام المستعمرات البريطانية في العالم خرج المؤتمر بعدة قرارات من بينها سحب القوات البريطانية من المستعمرات وإنشاء قوات برية محلية في المستعمرات البريطانية ومن بينها مستعمرة عدنوحضرموت " المحمية الشرقية " وتوفير الغطاء الجوي لها عن طريق السرح الملكي البريطاني في حال تطلب الأمر ذلك . أوكلت الحكومة البريطانية في عدن المستر إنقرامس بتقديم تقرير لوزارة المستعمرات البريطانية عن المحمية الشرقية " حضرموت " وكيفية إنشاء قوات برية بها توجه إنقرمس إلى حضرموت في أواخر عام 1935م وقدم تقريره لوزارة المستعمرات التي وافقت على تقرير انقرامس الذي اقترح تأسيس جيش البادية بحضرموت وان يكون الجيش تحت قيادة عربية وتحت إشراف المستشار البريطاني المقيم بالمكلا ، بمساعدة خبراء من الجيش الأردني أسس جيش البادية في عام 1939 م بعدد من الجنود بلغ 50 جندي و 100 من الجنود الاحتياط ، في عام 1941 م ارتفع عدد الجنود إلى 350 جدي في جيش البادية وزود بعدد من السيارات أوكلت إلى جيش البادية حراسة حدود المحمية الشرقية " حضرموت " وتقديم العديد من الخدمات الاجتماعية إلى أبناء البدو من قبيل التعليم والصحة والإرشاد الزراعي وتعليم الفتاة . عمل جيش البادية جاهداً لنشر الأمن والسلام في ربوع حضرموت وقد تحقق له ذلك وجلت دوريته الراجلة والسيارة كل القرى والأرياف في حضرموت وعمل على صلح ذات البين بين القبايل المتصارعة وانشىء في سبيل ذلك عدد من المحاكم لفض النزاعات بين القبائل . في سنين المجاعة التي بعد الحرب العالمية الثانية كان لجيش البادية الحضرمي دور ريادي في إغاثة السكان وتوزيع الحبوب والغذاء عليهم عن طريق الطيران البريطاني ومن ثم عن طريق مراكز الجيش المنتشرة في كل مناطق حضرموت ، تطور جيش البادية الحضرمي مع مرور السنوات وزود بالأسلحة والمعدات الحربية اللازمة لتنفيذ مهامه القتالية وأصبح من أفضل الجيوش العربية على مستوى الجزيرة العربية تدريباً وانضباطاً عسكريا وقدره قتالية وأصبحت كل الدول في الجزيرة تحسب له ألف حساب. في ختام المحاضرة تداخل عدد من الأساتذة بطرح الأسئلة والمداخلات التي أثرت الموضوع أجاب عنها المحاضر بكل شفافية ووضوح. حضر الأمسية عدد من المهتمين وقدام العسكريين بجيش البادية وجمع من رواد الأدب والفكر من رواد الاتحاد .