أعبر عن محبتي الصادقة لهؤلاء الشباب الذين صدقوا مع عاهدوا عليه أنفسهم في محبة وطنهم الحضرمي، وما أشاعوه من نشاط شبابي وحيوية رجولية في الاهتمام بشأن مجتمعهم الذي شق عليهم ما يشهده من اختراقات خلقية وقيمية آلت به لحالة منكرة من الفوضى واللامبالاة الجماعية . ما أروع همتهم ما أشجع وقفتهم ما أعظم ما يدعون له ويعملون لأجله من أعمال جليلة وأهداف نبيلة، إن المجتمع بجميع أناسه الموجوعين والمغلوب على أمرهم ينظرون إليهم كبارقة أمل وروح جديدة تسري في حياة أمة ملت من الانكسار ومن تلقي المؤسفات وبدأت تترفع عن مهاوي السلبية والاتكالية . هؤلاء الشباب الناضج والواعي سينجحون بقوة في كل ما يسعون إليه وما يخططون له لأنهم أتوا في لحظتهم المناسبة وفرصتهم الحقيقية للتغيير الحقيقي، إنهم يقومون بثورة لا خيام فيها ولا خطابات رنانة أو أناشيد حماسية ولا وصاية خارجية، بل هم ينشطون ويتحركون في أرضهم وفي مجتمعهم بمنطلقات منبثقة من واقع ما يجري حولهم من معاناة . وهم ليسوا منكفئين على أنفسهم عن الفعاليات المختلفة من حولهم، فهم متواصلون مع جميع من يرونه موصل إلى مبتغاهم دون حسابات حزبية مريضة، أو حساسيات مذهبية بغيضة، لا ينشدون إلا صلاح موطنهم وانتشاله من حمئة الخطيئة الجمعية، وتنظيفه من أوضار زمن ضار لا عهد لآبائهم بمثله . مزيدًا مزيدًا يا شبابنا يا أملنا يا حياتنا القادمة، الخالية بإذن الله بجهودكم من قبح شوه حتى أجمل لحظات فرحنا، وبكم ستأتي الفرحة الحقيقية وتنتصر الابتسامة في وجوهنا التي عافت العبوس .