أبوظبي(الاتحاد)- أجرت مدينة الشيخ خليفة الطبية 1500 عملية جراحية ناجحة للأطفال في إطار برنامج جراحة القلب للأطفال الذي أطلقته قبل قرابة ستة أعوام، إذ نجح البرنامج الفريدُ من نوعه في دولة الإمارات والرائدُ بالمنطقة في علاج ما بين 300-330 حالة سنوياً منذ إطلاقه في شهر أبريل عام 2007، معطياً بارقة أمل حقيقية بحياة طبيعية للأطفال المولودين بتشوُّهات أو عيوب خلْقِيَّة. وقال الدكتور عبد المجيد الزبيدي، استشاري أمراض القلب التداخلية، ورئيس إدارة الخدمات الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية : "الجراحة الناجحة التي أُجريت لهؤلاء الأطفال ارتقت بحياتهم نحو الأفضل وجعلتهم يعيشون تماماً مثل أقرانهم بعد أن عانوا الأمرين بفعل التشوُّهات القلبية الخلْقيَّة، ويستحق الإنجاز الذي حققته مدينة الشيخ خليفة الطبية في هذا المجال كلَّ إشادة" وأضاف : "واليوم يشرفنا أن نعلن أن برنامج جراحة القلب للأطفال بمدينة الشيخ خليفة الطبية، وتحت إشراف وقيادة طبيب القلب البارع الدكتور لازلو كيرالي، رئيس قسم جراحة القلب للأطفال، قد أنجز الشهر الفائت العملية الجراحية الخمسمائة بعد الألف لتقويم عيوب وتشوهات قلب خلْقية". وتستلزم عمليات القلب للصغار براعة استثنائية، تفوق ما تستلزمه مثيلاتها للكبار، وهذا ما يظهر جلياً عند النظر في أعمار والحالات المرضية للأطفال الذين أُجريت لهم عمليات تقويم تشوُّهات القلب الخلْقية في «مدينة الشيخ خليفة الطبية» تحت إشراف الدكتور لازلو كيرالي وزميله الدكتور شابا تاماس. إذ شكل حديثو الولادة نسبة 35 % من كافة الأطفال الذين أجريتهم له الجراحة القلبية، كما أن 70 % منهم دون سنِّ ستة أشهر. ودولياً يعتمد مقياس لتقدير تعقيد حالات تشوُّهات القلب الخِلْقِيَّة والجراحة اللازمة لها يبدأ من 3 درجات ويصل في أقصاه إلى 15 درجة. وبلغ متوسط تعقيد العمليات التي أجراها طاقم أطباء «مدينة الشيخ خليفة الطبية» 9.1 درجة، مقارنة بمتوسط تعقيد 7.3 درجة مسجَّلة في قواعد البيانات الدولية لجراحات تقويم التشوُّهات الخِلْقِيَّة المنبثقة عن «الجمعية الأوروبية لجراحة القلب والصدر» (EACTS). أجرى الطبيبان كيرالي وتاماس عمليات جراحية لمراهقين وبالغين وُلدوا بتشوُّهات قلب خِلْقِيَّة بَيْدَ أنهم، لسبب أو لآخر، لم يخضعوا لعملية جراحية بُغية تقويمها في طفولتهم أو صباهم، حيث أُجريت تلك العمليات الجراحية في إطار برنامج جراحة تشوُّهات القلب الخِلْقِيَّة للكبار الذي أطلقته «مدينة الشيخ خليفة الطبية» ويُعَدُّ الوحيد من نوعه بالدولة، ويعالج البرنامج المذكور الفئة العُمْرية الرمادية، أي مَنْ لا يُصنفون كأطفال أو كبالغين، وهو يستلزم طاقماً متعدِّد التخصصات من المختصين بأمراض الكبار والصِّغار على السواء، ولم ينجح الطبيبان كيرالي وتاماس في منح الأطفال المولودين بتشوُّهات خلقية بارقة أمل فحسب، بل أطلقا أيضاً برنامجاً ناجحاً لتقويم التشوُّهات الخلقية بين الأكبر عُمْراً.
