الإشاعات والأخبار الكاذبة انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة. خاصة تلك المتعلقة بالمهاجرين والحرب في سوريا. غالبا ما تأتي هذه المعلومات المغلوطة على شكل صور وفيديوهات مفبركة. لسوء الحظ، وسائل الإعلام لا تملك دائما الإمكانيات للنزول إلى الميدان والتحقق من الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن هناك ثمة تقنيات تساعد الصحفي على التدقيق فيها. الإشاعات والأخبار الكاذبة لم تظهر مع ظهور الإنترنت، كما أن التلاعب بالصور لم يبدأ مع ظهور فوتوشوب وتويتر. فهذه الممارسات قديمة قدم التاريخ. القادة السوفيت مثلا كانوا معتادين على إخفاء السياسيين الذين يتم إقصاؤهم من السلطة من الصور الرسمية. فيما يلي بعض النصائح للتحقق من صحة الصور والفيديوهات. هذه الإرشادات مستوحاة من تجربة صحفيينا في قسم "مراقبون"، والمتخصصون في مجال التحقق من الصور والمعلومات منذ 8 سنوات. هل يمكن التأكد بنسبة 100% ؟ قبل الخوض في تفاصيل عملية التحقق، تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكنك دائما إثبات أن الصورة التي أنت بصدد التدقيق فيها كاذبة 100%. يمكنك مثلا أن تكتشف أن تاريخ التقاطها خاطئ، أو أن بعض تفاصيل الصورة لا تتناسب مع التوصيف المدرج أسفلها. فعملية التحقق غالبا ما تساعد الصحافي في اتخاذ قرار نشر الصورة من عدمه. يمكنك مثلا اتخاذ قرار بنشر صورة لا تعرف تاريخ التقاطها، لكنك متأكد من أن المشهد أو الحادثة حقيقية. تقنيات تحليل الصور وعملية التقصي عملية التحقق من صحة الصور تحتاج إلى نوعين من المهارات: تقنيات التحليل التي تسمح لك باستخراج البيانات الخفية للصورة أو الفيديو، وتطبيق تقنيات البحث والتقصي الصحفي التقليدية على مواقع التواصل الاجتماعي. في البداية، نقدم لك بعض الأدوات البسيطة التي نستعملها في التحقق من صحة الصور والفيديوهات. تاريخ التقاط الصورة عملية تركيب الصور أو الفيديوهات بشكل مقنع وقابل للتصديق ليست أمرا سهلا. وسائل الإعلام الصينية مثلا، تستعمل هذه التقنيات كثيرا وغالبا ما تكون النتيجة غير مقنعة. هذه الصورة تم نشرها على إحدى الصحف في منطقة هانجشتو. عملية تعديل الصور وتركيبها قد يكون معقدا جدا في بعض الأحيان. فبعض المخادعين يلجؤون إلى "تقنية" بسيطة جدا لتضليل رواد الإنترنت. ينشرون صور قديمة على مواقع التواصل الاجتماعي ويقومون بعزلها عن سياقها الأصلي وربطها بأحداث أخرى. هذه الصورة مثلا تم تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حادثة التدافع الدموي خلال موسم الحج لعام 2015. تجدر الإشارة إلى أنه يمكن لمستخدمي "تويت ديك"، وهو برنامج خاص بتصفح حسابات تويتر وإدارتها، الاستعانة بتقنية geocode لتحديد الموقع الجغرافي للصورة. شرح استخدام البرنامج متاح هنا (بالإنكليزية). كما ذكرنا سالفا، البرامج والأدوات وحدها لا تكفي للتحقق من صحة الصور. بل يتعين عليك كذلك الاستعانة بالعين المجردة لكشف الصور المفبركة. للأسف أصبح أصحاب الدعاية يلجؤون أكثر فأكثر إلى الصور والفيديوهات الكاذبة للترويج لمنتجاتهم. عندما تؤدي عملك الصحفي، لا تنسى أن العديد من الجهات تسعى إلى تضليلك لأن ذلك يخدم مصالحها. هذه الجهات قد تكون دولا أو أصحاب نظريات المؤامرة أو حتى أحيانا أشخاص يتمتعون بحسن النية. فالمنظمات الحقوقية والنشطاء النزهاء قد ينقلون لك أخبارا أو صورا كاذبة عن غير قصد. لذا فالمطلوب منك دائما التشكيك في صحة الصور والفيديوهات، مهما كان مصدرها.