العظماء وحدهم من يصنعون المنجزات بصمت دون ان يطلبوا الفضل من احد ، هذا هو حالهم ، وهم كثير ولكنهم هذه الايام متوارون بعيدا عن الاعلام والشهرة .. الشيخ غالب محمد عقلان الوهباني ، رجل افنى حياته في خدمة الوطن بدءاً من مقارعة الائمة حتى فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة ، حيث قام بجمع افراد من منطقته " الامبوش" ليهبوا جميعا للدفاع عن الثورة متجها معهم الى صنعاء للانخراط في صفوف الجيش الشعبي ، وضل مقاتلا يتنقل من منطقة الى اخرى حتى جرح في المحابشة بمحافظة حجه ولم تمنعه اصابته من مواصلة الكفاح والعودة الى صنعاء للمشاركة الفاعلة في فك الحصار عنها، وبعد ان استقرت الثورة عاد الى منطقته غير منتظرا التكريم من احد ، ليعود الى ممارسة دوره المشيخي العاقل في حل مشاكل الناس وتلمس همومهم وتشجيعهم على التعليم ومقارعة الظلم. وحين ظهرت الجبهة القومية انذاك قام بالتصدي للاعمال التخريبية التي كان يقوم بها افرادها في المنطقة ، ولم تثنيه تهديدات او ترغيبات المخربين من ان يتنصل عن موقفه الذي تصدى لهم وبجهد ذاتي داعما الرجال للوقوف في وجوه اعمال التخريب. واستطاع الشيخ الوهباني ان يغلق قريته والقرى المجاورة امامهم ، وكان منزله ملجأ يقصده الناس من العزل المجاورة هربا من جحيم التخريب . لم يبحث الشيخ الوهباني عن منصب او شهرة ، بل كان يدفعه الى تلك المواقف حبه وولاءه لوطنه ، وضل يتوارى عن الاعلام ، ملتفتا الى قضايا البسطاء ، حتى اثقله المرض والم به ولم يثنيه حتى في مرضه عن الجلوس مع الناس وحل مشاكلهم ، قبل ان يختاره الله الى جواره في يوم الجمعة الحادي عشر من شهر يونيو الحالي .. لا نملك الا ان نقول رحمة الله تغشاك وهذا اقل ما يمكننا قوله بحقه.