اليمن بلادنا جميعا فهي ليست ملك اشخاص بعينهم بل بلاد الجميع نحبها ونتحمل من اجلها كل المصائب التي تلحق بنا من اجل ان نحافظ على ما تبقى لدولة من هيبة كيلا تتحول الى دولة فاشلة تسودها الفوضى يصعب الخروج منها نتيجة الذين يديرونها اللذين أحالوها الى بلد متخلف يطغى عليها كل أسباب الفوضى. الوحدة مهددة بالتفكك ، جنوب يشتعل وشمال ملتهب وتحالفات قبلية تنهي ما تبقى من هيمنة الدولة، وفساد منتشر في جميع مرافق الدولة وتغيب للدستور والقانون ، والبطالة في تزايد مستمر، وضع اقتصادي مخيف يقصم ظهر المواطن البسيط واختلافا ت بين الفرقاء السياسيين. ماذا تبقى لنا كي نعقدعليه الامل في غد مشرق ، اذا كانت الاوضاع كل يوم تمر الى الاسوا دون ان يتحرك ساكن ، الحكام ومعارضين وكان الجميع قد ارتضى الجلوس مكانه وإطلاق التصريحات والخطابات كل طرف ضد الاخر دون ان نرى حلول عملية تخرج الوطن من أزماته. ثمة اشياء نجهلها ولايعلم بها الا القائمون علينا في إدارة الأزمات ولم يعد الشعب يكترث كثيرا الى السياسية مثل مايهمه كيف يوفر لقمة العيش في ظل هذا الوضع المسكون بالخوف والقلق لما هو قادم. ثمة خيارات يمكن ان تستقر بها اليمن، تطبيق الدستور والقانون على الجميع والمواطنة المتساوية والقضاء على الفساد والمفسدين الذين هم سبب كل الازمات وتوفير مقومات اقتصادية ونزاهة القضاء واستقلاله والاحتكام لقواعد اللعبة الديمقراطية النزيهة التي هي الضمان الوحيد في التغير دون اي ضرار قد يلحق بالوطن، وايجاد شراكة وطنية حقيقية تعمل من اجل مصلحة الوطن. اما اذا استمر الحال كما هو عليه، لا حاكم استطاع ان يوفر استقرار سياسي واقتصادي ولا معارضة استطاعت ان تحتوي الشعب وتقدم نفسها بديل امثل فقد يتحول الشعب عن مساره ويبحث عن بديل اخر يثق فيه.