- صحيح ان الحرب خدعة .. حين نتحدث عن الحروب الجاهلية التي يسود فيها لغة القوة ، لكن الأمم لا تبنى على أرضية متحركة زائفة اساسها " كذبة" ، والجماعات التي تتبنى نهج " الثورات" ينبغى ان تكون نخبة المجتمع في كل مناحي الفضيلة ، لا نموذج صغير في أفكاره ونهجه وتطلعاته . - ما يجري في اليمن الآن صراع الشخصنة وسباق النهج ، تنصل عن قيم وتطلعات المجتمع ، وافرز العدائية والكراهية .. وفرخ التناقضات ، وعطل عجلة الحياة ، وقوض فرص " الوطن". - لم تكن الثورات السامية التي لا تزال في ذاكرة التاريخ الوطني والعالمي حاملة في مكوناتها ورجالها سلوك العدائية المفرطة للآخر ، منتقمة منه ، نتحدث هنا عن ثورات التصحيح لا " التحرير" ، فالمفاهيم تختلف بين ان يكون الطرف الآخر المستعمر والمحتل الأجنبي أو نظام وكيان يحمل هوية الوطن. - كما ان الثورات السامية تكتسب انتصاراتها ونجاحاتها من وحي المبادئ الخلاقة التي تحملها وتدعو اليها ، والكفيلة بان تكون جنودا يصنعون الفارق على الميدان ، والمفارقة تكون شاسعة حين نحاول اسقاط هذا المفهوم على ما يزعمه ويمضي به " البعض " في الوطن اليمني. - في اليمن على وجه الدقة ..ثمة قائمة مطولة تأتي على رأس الأولويات الهامة كي يستشرف الوطن تطلعات المستقبل بعيون سليمة ، لعل الولاء الوطني والوعي المدني والإنعتاق من من فكر الاقصاء والتفرد والمنهج الصغير ..وأحترام الآخر بكل تطلعاته ، تأتي ضمن أولويات تلك القائمة المطولة التي يحتاجها " الوطن". - بحكم القرب من أتون الاختلاف المتقد ، اتسعت في داخلي مساحة الفجيعة على " الوطن" ، وسكن في داخلي كابوس القادم الأسوأ .. فيما لو ظل " الرافضون " مطية لموجة عمى البصيرة والأفكار " المجنونة" المفعمة بالجرأة والحقد والإنصياع لتعليمات وتوجيهات " كبار المجانين". - والحاصل ان الطرق قد أضحت مقفلة أمام مفهوم " الوطن " ، ولم يعد من درب مفتوح اليه سوى طريق العودة الى الالتئام ورتق الشرخ ، بضمير الدين ، ونهج الحوار ، وفجيعة ضياع " الوطن". * رئيس التحرير