مهام وملفات كبرى أمام الرئيس هادي في العامين القادمين، والمسؤولية الملقاة على عاتقه ثقيلة، فالواقع اليمني يغلي بالصراع والمطالب والطموحات مرسومة بلغة طوباوية ينسجها كل يوم جيل جديد يبحث عن مستقبل في واقع غارق بمشكلات لا حصر لها. ناهيك عن أن قضايا اليمن متشابكة ومتداخلة وتراكمات الصراع التاريخي ثقيلة وتتجلى بطموحات متعارضة مما يجعل تفكيكها أشبه بمعجزة، فهل سيتمكن هادي من تحقيق ما عجز غيره وفي لحظة تاريخية معقدة الجميع فيها منفعل وخائف والدولة بمؤسساتها المدنية والعسكرية تلملم نفسها حتى لا تنهار والقوى السياسية والاجتماعية سقف مطالبها بحاجة إلى موارد لا تمتلكها اليمن. يأخذ البعض على الرئيس هادي أنه لم يضع برنامجا سياسيا إلا أن كلمته التي استهل بها حملته الانتخابية كانت واقعية ومرنة وظهر فيها مستوعبا لواقعه ولطبيعة المرحلة القادمة وظهر قويا ومتماسكا وما يزيد من ثقته ودوره أن الإقبال على انتخابه كان كثيفا لم يتوقعه أكثر المراقبين تفاؤلا، وأوضحت الانتخابات وما يجري خلف الكواليس أن هادي يواجه مشكلة عويصة فكل طرف يريد أن يسيطر على قلبه وعقله لتنفيذ أجندته وعليه أن يستغل التوازن الموجود ومحاولة إرضائه لتحقيق أهدافه. هل سينجح هادي في مهمته الصعبة وربما المستحيلة؟ فالصراع مازال قائما مهددا الجميع بالفوضى والوضع الاقتصادي لليمن شبه منهار والأوضاع الأمنية رديئة والخدمات الأساسية ضعيفة وبعضها منعدم والدعوات الانفصالية ترفع عقيرتها والحوثية تمارس تمردها بكل الوسائل المتاحة، وبعض شباب الثورة يريدونه أداة لإتمام ثورتهم وتصفية كل ما له علاقة بالماضي.. من الواضح أن أبرز القضايا التي سيركز عليها هادي هي تحسين معيشة الناس وضبط الأمن وتطوير عملية سياسية توافقية وفتح أفق لحوار وطني شامل وحل القضية الجنوبية وقضية صعدة، وهيكلة الجيش والأمن وبناء دستور جديد للبلاد، وكل قضية أكبر من الأخرى والقوى السياسية والاجتماعية لديها رؤى مختلفة في فهم هذه القضايا، لذا فإن الرئيس هادي بحاجة إلى طاقة مضاعفة وصبر أيوب ولن يتمكن من الإنجاز ما لم يتعاون معه الداخل والخارج. وأختم بقول الشاعر: فأتعس الناس في الدنيا وأنكدهم من يمتطي الليث أو من يحكم اليمَنا * عكاظ