أعلنت مجموعة الطاقة النمساوية "أو.إم.في" أنباء أفضل بشأن اليمن، إذ قالت إن إنتاج النفط بلغ نحو 7500 برميل يومياً بعد إعادة فتح خط أنابيب نفطي كان قد تعرض لأضرار في هجوم في مارس/آذار، لكنها حذرت من احتمال تعطل الإنتاج مجدداً بسبب عدم الاستقرار السياسي. وقالت الشركة النمساوية: "إن نتائجها تأثرت أيضاً بارتفاع تكلفة التنقيب وتراجع هوامش التكرير وأسعار الصرف، إذ أن أسعار النفط المرتفعة لم تعوض انخفاض الإنتاج". وفي ليبيا اوقفت الحرب الأهلية إمدادات النفط إلى مجموعة الطاقة النمساوية "أو.إم.في" وشركة التكرير الإيطالية "ساراس" في الربع الثاني، ما أضر بأرباح الشركتين وأضفى غموضاً على النظرة المستقبلية للمنطقة.
وذكرت "أو.إم.في" أن إنتاجها في ليبيا سيظل متوقفاً خلال الفترة المتبقية من العام نتيجة الاضطرابات التي تمر بها البلاد، بينما قالت "ساراس" التي تحولت إلى خسارة صافية إنها ستخفض عمليات التكرير في النصف الثاني للمساعدة في التغلب على النقص.
وقال "جيرهارد رويس" الرئيس التنفيذي لمجموعة "أو.إم.في" للصحفيين: "نرى أنه مع الوضع السياسي في شمال إفريقيا حتى بعد انتهاء الحرب.. سيستغرق استئناف الإنتاج مجدداً شهوراً طويلة".
و"ساراس" ثالث أكبر شركة للتكرير في إيطاليا وتشتري عادة كميات كبيرة من الخام الليبي، إذ تحصل على ما بين 35 و40 بالمائة من إمداداتها من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. وقال محلل في ميلانو: "لحين استقرار الوضع في ليبيا لا أتوقع أن تفعل ساراس شيئا يذكر.. هذا محفز للسهم".
وبحلول الساعة 1158 بتوقيت جرينتش انخفض سهم ساراس 3.85 بالمائة إلى 1.10 يورو، بينما ارتفع سهم أو.إم.في 4.95 بالمائة إلى 23.84 يورو، وزاد مؤشر النفط والغاز الأوروبي 0.43 بالمائة. وقال محللون: "إنه في حين أعلنت أو.إم.في نتائج تتماشى مع التوقعات أو تتجاوزها وهو ما عزز السهم فإن التوقعات المستقبلية غامضة". وقال "برام بيرينج" من وود كومباني في مذكرة بحثية: "للوهلة الأولى لا تبدد نتائج أو.إم.في السحب الرمادية التي خيمت على قطاع عمليات المنبع في الشهور القليلة الماضية". وكان إنتاج "أو.إم.في" يسير بوتيرة طبيعية في ليبيا حتى 20 فبراير/شباط ثم تراجع بحدة مع اندلاع احتجاجات على حكم الزعيم "معمر القذافي"، وهو ما اضطر الشركة للاعتماد على النفط من دول أخرى. وحصلت الشركة على نحو عشرة بالمائة من نفطها من ليبيا العام الماضي لكن الإنتاج توقف تماماً الآن، ولدى "أو.إم.في" أنشطة طويلة الأجل في ليبيا من خلال 12 رخصة تنقيب وإنتاج وعقود نفطية مع المؤسسة الوطنية للنفط مستمرة حتى عام 2032. وقال "ياب هويجسكس" مدير التنقيب والإنتاج في "أو.إم.في" للصحفيين: "هناك شريكان.. مازلنا نجري اتصالات رسمية مع المؤسسة الوطنية للنفط لكن هناك ظرف قهري.. مثل كثير من الشركات الأخرى نجري محادثات أيضاً مع المجلس الوطني الانتقالي". وفي تقريرها نصف السنوي، قالت "ساراس" إنها أقامت علاقات مع الهياكل السياسية الجديدة في ليبيا، مضيفة أن هذا أتاح لها التوصل لاتفاق تجاري. كانت مصادر قالت في يوليو/تموز، إن ناقلة تحمل النفط الخام أبحرت من بنغازي إلى سردينيا، في الوقت الذي باعت فيه المعارضة الليبية آخر ما تبقى في مخازنها لجمع أموال تشتد الحاجة لها.
وتراجع صافي ربح "أو.إم.في" بعد استبعاد العمليات الاستثنائية والمكاسب غير المتحققة من تقييم المخزونات 25 بالمائة إلى 236 مليون يورو (332 مليون دولار)، وهو ما جاء متمشياً مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته "رويترز".
ونال توقف الإنتاج في ليبيا وتراجع الدولار أيضاً من نتائج "توتال" الفرنسية و"ايني" الإيطالية في الربع الثاني من العام، وتحولت الشركة الإيطالية لخسارة صافية قدرها 44.3 مليون يورو بعدما حققت أرباحاً قدرها 2.4 مليون يورو قبل عام.